الصدر يتوعد القوات الأميركية بـ«أعنف رد» بعد اشتباك مع أنصاره في بغداد

العثور على 19 جثة واختطاف مديرة عامة وصحافيين عراقيين ومقتل 5 جنود أميركيين

TT

بغداد ـ وكالات الانباء: هدد «التيار الصدري» القوات الاميركية في بغداد بـ«اعنف رد» بعد اشتباكها مع اتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الضاحية الشرقية للعاصمة العراقية امس ما ادى الى سقوط قتيلة وخمسة جرحى. وفيما قتل اربعة عراقيين آخرين في هجمات في بغداد والبصرة وعثر على 19 جثة، ثلاث منها لرجال شرطة، اختطفت في بغداد امس مديرة عامة في وزارة الصناعة بعد يومين من اختطاف صحافيين عراقيين. كما اعلن الجيش الاميركي عن مقتل خمسة من جنوده اول من امس.

وافاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية بأن اشتباكات دامت نحو ساعتين بين اتباع الصدر والقوات الاميركية في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية (شرق بغداد) ادت الى مقتل امرأة وجرح خمسة مدنيين ووقوع اضرار في عدد من المنازل.

واستنكر التيار الصدري في بيان ما وصفها بـ«الهجمة الارهابية الاميركية التي اتسمت بالخسة حينما قامت طائرت الاحتلال الاميركي الغاشم بقصف الابرياء الامنين في مدينة الصدر والتي ادت الى استشهاد واصابة عدد من نساء واطفال هذه المدينة المباركة».

وحذر البيان من ان «هذه العمليات ستقابل باعنف رد في حال استمرارها من قبل تلك الجماهير المظلومة اذا ما شعرت انها تركت وحدها في الميدان». وتأتي هذه الاشتباكات بينما يحيي الشيعة ذكرى عاشوراء التي تصادف الاسبوع المقبل.

ويعود آخر اشتباك بين الطرفين في هذه المنطقة الى 25 سبتمبر (ايلول) من العام الماضي حيث قتل عشرة من عناصر «جيش المهدي» التابع للصدر.

وشهدت مدينة الصدر معقل «جيش المهدي» فترة هدوء نسبية خلال الفترة الماضية منذ تسليم اسلحة عناصرها طوعا للسلطات الحكومية في اكتوبر (تشرين الاول) 2004 .

الى ذلك قال مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان موظفين امنيين يستقلون سيارات «جي إم سي» فتحوا النار صباح امس على باص صغير جنوب بغداد ما ادى الى مقتل اثنين من المدنيين واصابة سبعة اخرين بجروح.

واوضح ان الحادث وقع في منطقة الدورة جنوب بغداد.

من ناحية اخرى اكدت مصادر في وزارة الداخلية امس العثور على 19 جثة ، ثلاث منها لرجال شرطة. وكانت 14 من هذه الجثث معصوبة الاعين وموثوقة الايدي مقتولة رميا بالرصاص داخل حفر شرقي بغداد ، فيما عثر على الجثث الخمس الاخرى في ثلاث اماكن متفرقة.

واوضح احد المصادر انه «تم اليوم العثور على 14 جثة موثوقة الايدي ومعصوبة الاعين وعليها آثار تعذيب، قتلت عن طريق اطلاق نار في موضع الرأس مدفونة داخل حفر ترابية». واوضح ان «الجثث عثر عليها في منطقة كسرة وعطش شرقي بغداد».

واضاف المصدر انه «تجري عملية بحث حاليا لمعرفة ما اذا كانت هناك جثث اخرى مدفونة في المنطقة».

وكانت مصادر اخرى قد اعلنت في وقت سابق امس العثور على خمس جثث تعود ثلاث منها لرجال شرطة. فقد عثر على جثتين في منطقتي المدائن والمسيب (جنوب بغداد) واثنتين في منطقة البناعي (60 كلم شمال بغداد) فيما عثر على جثة مدني قرب سامراء (120 كلم شمال بغداد). على صعيد اخر، اكد مصدر في وزارة الداخلية ان مسلحين مجهولين اختطفوا صباح امس ماري حمزة الربيعي التي تعمل مديرة عامة في وزارة الصناعة بينما كانت في طريقها الى مقر عملها غرب بغداد.

وقال المصدر ان عملية الخطف حصلت في منطقة اليرموك (غرب بغداد) عندما وصل مسلحون على متن سيارتين واقتادوها تحت تهديد السلاح الى سيارتهم وتوجهوا الى جهة مجهولة بعد ان اطلقوا سراح سائقها.

كما قال مسؤولون في الشرطة وقناة «السومرية» التلفزيونية امس ان مسلحين خطفوا اول من امس ريم زيد، 23 عاما، وزميلها مروان خزعل، 25 عاما، عندما كانا عائدين الى مكاتب قناة «السومرية» في بغداد بعد حضور مؤتمر صحافي.

واوضح مسؤول في القناة ان المخطوفين «كانا في سيارة مع اثنين من المصورين والسائق عندما قطعت سيارة اخرى الطريق عليهم. واخذ المسلحون الخمسة المراسلين وسيارتهما وتركوا المصورين». ويستهدف المتشددون باستمرار الصحافيين الذين يعملون لشبكات تدعمها الولايات المتحدة أو شبكات اخبار اجنبية في العراق. ونتيجة لذلك ترك العديد من الاشخاص العمل أو اتخذوا احتياطيات مع اصحاب العمل لكي لا يتم الكشف عن شخصياتهم.

وأكدت مسؤولة في القناة ان القناة مملوكة لعراقيين وليس لها علاقة بأي جماعة سياسية. وقالت «نحن قناة محايدة وليست لنا علاقة بالحكومة».

وفي مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، قال مصدر في الشرطة ان مسلحين مجهولين هاجموا سيارة الرائد جبوري عبد الكريم جبوري مدير استخبارات قضاء ابي الخصيب (20 كلم جنوب البصرة) ما ادى الى اصابته بجروح خطرة ومقتل سائقه. واوضح ان الحادث وقع صباح امس في حي القبلة (جنوب) عندما اقتربت من سيارته سيارة تقل مسلحين فتحوا عليه النار ولاذوا بالفرار.

الى ذلك اعلن الجيش الاميركي امس في ثلاثة بيانات ان خمسة من جنوده قتلوا اول من امس في هجمات منفصلة في العراق. وقال البيان الاول ان «ثلاثة جنود من القوة المتعددة الجنسيات في جنوب بغداد قتلوا لدى اصطدام آليتهم بقنبلة موضوعة الى جانب الطريق في الاول من فبراير».

واضاف البيان الثاني ان جنديا اميركيا قتل الاربعاء جنوب غربي بغداد جراء اصابته بجروح في اطلاق نار من اسلحة خفيفة. واكد البيان الثالث ان «جنديا من مشاة البحرية الاميركية قتل الاربعاء بالقرب من مدينة الفلوجة متأثرا بجروح اصيب بها نتيجة اصابته باطلاق نار خلال مشاركته في عملية قتالية».

وفي وقت لاحق امس قتل 9 مدنيين عراقيين واصيب 52 بجروح في تفجير سيارتين مفخختين في شرق بغداد.

وقال مصدر أمني ان السيارة الاولى انفجرت في حي الامين بالقرب من محطة للوقود، مما ادى الى اشتعال صهريج، اما الثانية فانفجرت بالقرب من سوق شعبي في الحي نفسه.