مبعوث الأمم المتحدة للسلام لـ : الرباعية لا تعاقب الشعب الفلسطيني.. وعلى حماس تغيير ميثاقها

بحث تداعيات فوز حماس في الانتخابات التشريعية مع أبو الغيط وموسى

TT

قال الفارو دي سوتو، مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط، إنه يتفهم بشدة الأسباب التي دعت الشعب الفلسطيني لاختيار مرشحي حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني. وأضاف الفارو، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن الشعب الفلسطيني عانى الكثير ويرغب في إحداث تغيير يحقق له الاستقرار والأمن، خصوصاً بعد التقارير التي تتحدث على أن الجميع لا يثقون بالسلطة الفلسطينية، وقرروا اختيار طرف آخر يرون أنه قادر على إحداث التغيير الذي يحقق لهم الأمن والاستقرار في حياتهم اليومية، والعمل على تحسين الأوضاع الحياتية والمعيشية، سواء في النواحي الأمنية وحرية التنقل أو إصلاح الاقتصاد الفلسطيني.

ورداً على سؤال حول تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، خاصة وزيرة الخارجية الإسرائيلية، التي ذكرت أن الشعب الفلسطيني اختار منظمة إرهابية لقيادته، قال الفارو دي سوتو، الذي زار القاهرة أمس والتقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إنه لا يريد الدخول في جدل سياسي حول تصريحات الوزيرة الإسرائيلية، لكن الجميع يدرك أن العملية الانتخابية في الأراضي الفلسطينية كانت سليمة وفي غاية الشفافية، وكانت نموذجاً للديمقراطية، وعلينا جميعاً احترام هذه الإرادة التي جاءت بحماس، لكن ينبغي على الحركة في ذات الوقت أن تكون على قدر المسؤولية، التي أولاها لها الشعب الفلسطيني وتتخذ القرارات التي تحقق له الأمن والاستقرار.

وحول المطالب الدولية لحماس بتغيير ميثاقها والاعتراف بإسرائيل قال الفارو دي سوتو، إن الوضع معقد للغاية لكن يتطلب من الجميع التحرك بمسؤولية في ضوء قرار الشعب الفلسطيني باختيار حماس، وكذلك في ضوء أن ثلاثة أرباع ذلك الشعب يريدون الحل على أساس قيام دولتين، وهو ما دعا السلطة إلى التوقيع على العديد من الاتفاقات من هذا المنطلق، كما أن هناك إجماعا دوليا وعربيا على مبدأ قيام دولتين، والمجتمع الدولي حدد خطة خريطة الطريق كأساس لحل القضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وعلينا أن نراجع مبادرة عاهل السعودية الملك عبد الله في قمة بيروت عام 2002 التي تحدث فيها عن أن جميع الدول العربية على استعداد للموافقة على اقامة علاقات مع إسرائيل بعد إقامة الدولة الفلسطينية.

وحول المهلة التي أعطتها اللجنة الرباعية لحماس، قال دي سوتو للصحافيين عقب لقائه عمرو موسى، إن اللجنة تتحدث عن رغبة جميع الأطراف في التحرك لتحقيق السلام والاستقرار، ونحن في الأمم المتحدة نعي جيداً أن الشعب الفلسطيني يعتمد على المعونات بشكل أساسي، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والحياتية، والحديث هنا عن ضرورة حث جميع الأطراف على العمل من أجل إنجاح مساعي السلام.

ولم يستبعد دي سوتو قيام الدول والأطراف التي تقدم مساعدات للفلسطينيين، بمراجعتها في ظل التطورات الأخيرة استئثارا على اهتمامها، بتلقي تأكيد من حماس يعكس استعدادها للعمل على النحو الذي يريده الفلسطينيون، وهو التوصل إلى حل سلمي يستند إلى خريطة الطريق، التي تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وأوضح المبعوث الدولي، أنه يتعين على حماس قبوله خطة خريطة الطريق والتخلي عن منهجها وانتهاج طريق التسوية السياسية المنشودة، ونوه بأن مسؤولية تحديد من يشارك بالانتخابات أو يفوز بها تعود للفلسطينيين أنفسهم، مؤكدا أن المجتمع الدولي يحترم هذا الخيار.

ورفض دي سوتو التعليق عن إمكانية عقده لقاءات مع رموز للحركة «حماس»، وقال إن هذا الأمر لا يتم الإعلان عنه.