العبارة الغارقة «في خريف العمر» وممنوعة من الملاحة في البحار الأوروبية

بنيت عام 1971 وكان مقررا تفكيكها في 2010

TT

رغم تأكيدات شركة السلام للنقل البحري المصرية، المالكة للعبارة، ان السفينة كانت مطابقة لمعايير السلامة والامان، الا ان شركة «لويدز ريجستر»، احدى اشهر شركات الملاحة، قالت في نشرتها اليومية، ان السفينة «السلام ـ 98 في خريف عمرها»، ولم تستوف معايير السلامة المطبقة في الاتحاد الاوروبي، مما جعلها ممنوعة من الملاحة في البحار الاوروبية.

والسلام 98، العبارة التي غرقت في البحر الأحمر، لم ترقد في مياه البحر بسلام، ولم تكمل رحلتها التي بدأتها لأول مرة عام 1971 من إيطاليا، حيث تم بناؤها، إلى عام 2010 حيث كان مقرراً أن تنتهي رحلتها.

العبارة تم تدشينها عام 1971 ويبلغ طولها 123 متراً وعرضها 21 متراً وتبلغ حمولتها 44 ألف طن، وتم إجراء عمرة تجديد كاملة لها بترسانات إيطاليا عام 1991، وتصل طاقة ركابها إلى 2810، بينما كان على متن رحلتها الأخيرة 1415 شخصاً، من بينهم 96 من أفراد الطاقم، وترفع السلام 98 علم بنما، وتخضع للقوانين البنمية، بينما لا ترفع العلم المصري، حيث تنص القوانين المصرية على ألا يزيد عمر السفينة على 25 عاماً، حتى تتمكن من الإبحار.

وقال مسؤول بقطاع النقل البحري المصري، إن العبارة السلام 98 خضعت لعمليات الكشف والتفتيش البحري خلال يوليو (تموز) الماضي، من قبل هيئتين، إحداهما إيطالية والأخرى مصرية.

وأضاف المسؤول، أنه تم عمل كشف كامل على السفينة وإدخالها الحوض خلال شهر يوليو 2005، وتم الكشف عليها بواسطة هيئة الإشراف الإيطالية RINA، وكذلك تم التفتيش عليها من جانب الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية.

وتابع أن أعمال التفتيش تتم على كافة العبارات، ومنها هذه العبارة بواسطة لجنة التفتيش الدورية المشكلة بقرار وزاري من الفنيين لكل من هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة السلامة. وقال إن العبارة شاركت في نقل الحجاج لهذا العام من دون أية مشاكل.

وأكدت مصادر السجل البحري الإيطالي، بمدينة جنوة، أن العبارة كانت تتمتع بكافة المواصفات الدولية للإبحار. وقال السجل البحري الإيطالي، الذي أقر بصلاحية إبحار العبارة المنكوبة، إنها تجاوزت في شهر يونيو (حزيران) 2005 الفحوصات الفنية التي خضعت لها في إطار الفحص السنوي، وإجراءات السلامة، التي تخضع لها دورياً والتي جرت في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي 2005.

وقالت المصادر، إن السجل البحري الإيطالي، كان قد أوقف الصلاحية البحرية لنحو 100 سفينة وعبارة خضعت خلال نفس الفترة للفحوصات الفنية، وتبين عدم صلاحيتها للإبحار، حتى بين الجزر الصغيرة في إيطاليا.

وأوضح المهندس لوكا فيرتوناني، العضو المنتدب لشركة إنتاج وبيع وتأجير عبارات إيطالية، إنه تم بيع وتأجير 14 عبارة للشركة المصرية، وكلها بحالة جيدة، وقال إن الجهات المعنية كافة، سوف تجري تحقيقات حول الحادث لتحديد المسؤولية والأسباب الفعلية لغرق العبارة المصرية.