صنعاء: فرار 23 من عناصر «القاعدة» من أحد سجون المخابرات بعد حفرهم نفقا سريا

بينهم المتهمون في تفجير المدمرة «يو إس كول» والناقلة «ليمبورغ» والرجل الثاني في «قاعدة اليمن»

TT

واصلت قوات الامن اليمنية البحث عن 23 عنصرا خطيرا من عناصر تنظيم «القاعدة» فروا اول من امس من سجن جهاز الامن السياسي (المخابرات) في صنعاء. وأكد مصدر امني ان بين الفارين عناصر ادينوا في تفجير المدمرة الاميركية «يو اس كول» والناقلة الفرنسية «ليمبورغ». وتزامنت عملية الفرار مع بدء محاكمة مجموعة جديدة من المتهمين بالانتماء الى تنظيم القاعدة تضم 17 متهما جميعهم يمنيون تتراوح اعمارهم بين 20 و40 عاما.

وكشفت مصادر امنية يمنية النقاب عن بعض تفاصيل الهاربين والعملية، موضحة ان «الهاربين يعدون من اهم واخطر عناصر القاعدة، وان نحو 13 منهم حوكموا بتهمة المشاركة في عمليتي تفجير المدمرة الاميركية كول وناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ، وابرزهم فواز الربيعي المحكوم بالاعدام، وجمال البدوي المحكوم بالسجن عشر سنوات». ويعتقد ان من بين الهاربين ايضا ابو عاصم الاهدل الذي يوصف بانه الرجل الثاني في «القاعدة» في اليمن بعد ابو علي الحارثي الذي قتل في غارة بطائرة بدون طيار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002. وكان الاهدل اعتقل العام الماضي بعد مطاردة استمرت اربع سنوات.

وأوضح مصدر امني مطلع ان عملية الهرب تمت عبر نفق تم حفره من داخل مسجد الاوقاف القريب من مبنى جهاز الامن السياسي في صنعاء حيث كان افراد المجموعة معتقلين وفق خطة محكمة. وامتد النفق حوالي 140 مترا للوصول للزنازين التي يحتجز فيها افراد القاعدة.

وأضاف المصدر ان الفرار تم الساعة الخامسة فجرا (الثانية بتوقيت غرينتش) من يوم الجمعة وادى الفارون الصلاة مع باقي المصلين داخل مسجد الاوقاف قبل ان يختفوا مع مغادرة المصلين المسجد.

كما كشف موقع إلكتروني تديره وزارة الدفاع اليمنية امس عن أن 11 اخرين من المدانين بالتورط في هجومين على كول والناقلة الفرنسية كانوا من بين 23 معتقلا الهاربين. لكن تباينت التقديرات حول طول النفق، اذ قالت مصادر أن الفارين حفروا نفقا بطول 70 مترا من العنبر الذي يقيمون فيه بسجن الأمن السياسي إلى مصلى للنساء في جامع الأوقاف المجاور لمبنى الأمن السياسي، غير أن مصادر اخرى قالت ان طول النفق كان اكبر، كما لم تستبعد وجود عناصر تعاونت ونسقت مع السجناء الفارين نظرا لخطورة ودقة العملية التي نفذت بها عملية الهروب. وأوضحت المصادر أن طول النفق يصل إلى 300 متر، وانه شق عبر ساحة كبيرة تفصل سور المبنى عن غرف المسجونين.

وقال مسؤولون في وزارة الداخلية اليمنية للوكالة إنه تم فتح تحقيق في الامر لتحري ما إذا كان السجناء الفارين تلقوا مساعدة من داخل السجن. وأضاف المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم أن عملية بحث وتعقب واسعة تجرى حاليا وأن صور السجناء الفارين وزعت على جميع مراكز الشرطة وضباط المخابرات في صنعاء. وأدانت محكمة أمن الدولة اليمنية خمسة رجال أدينوا بالتخطيط للهجوم على المدمرة وصدرت ضدهم أحكام بالسجن لمدد تتراوح بين خمس و15 عاما في سبتمبر (ايلول) من عام 2004. وكان سجينان من أنصار الحوثي قد تمكنا من الفرار من سجن البحث الجنائي بصنعاء يوم الجمعة قبل الماضي، وتعتبرهما السلطات من العناصر القيادية الخطرة في تنظيم «الشباب المؤمن» حيث يحكمان ضمن ما عرف بخلية صنعاء من الحوثيين في قائمة تتكون من 36 متهما يحاكم منهم غيابا خمسة أشخاص، والباقي حضوريا.