خطة إسرائيلية لتصفية قادة الجهاد الإسلامي ردا على القصف الصاروخي

تل أبيب تعيد فرض الحزام الأمني في الغلاف الداخلي لقطاع غزة

TT

قررت القيادات الأمنية في اسرائيل رفع درجة عملياتها العسكرية ضد حركة «الجهاد الاسلامي» في قطاع غزة والضفة الغربية والعودة الى مخطط التصفيات الجسدية لقادتها، وذلك انتقاما منها على تصعيد القصف الصاروخي للبلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، والتي أدت الى اصابة 4 مواطنين اسرائيليين. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، شاؤول موفاز، ان قواته لم تعد تحتمل السكوت عن القصف الصاروخي وانها «ازاء غياب رد فعل لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية للجم خلايا الصواريخ الفلسطينية، قررت أخذ زمام الأمور بأيديها واطلاق سلسلة إجراءات تصعيدية ضدها». وذكرت مصادر مقربة من وزارة الدفاع ان الإجراءات الجديدة تشمل: اعادة الاعلان عن حزام أمني في الغلاف الداخلي لقطاع غزة، بحيث يطلق الرصاص على أي فلسطيني يوجد فيه، والقصف المدفعي لمواقع التنظيمات التي يشتبه في أنها تقصف البلدات الاسرائيلية، بما في ذلك خلايا «حماس» التي تتحرك في منطقة الحزام، والقصف الجوي أيضا (الذي لم يبدأ بعد بسبب أحوال الطقس). وكانت صواريخ «قسام» البدائية قد سقطت بوتيرة 4– 5 صواريخ في اليوم، منذ الخميس الماضي، فوق البلدات الاسرائيلية في المنطقتين الشمالية والشرقية من قطاع غزة. وبعد اصابة الاسرائيليين الأربعة مساء يوم الخميس الماضي، استمر القصف الفلسطيني. وسقطت بعض الصواريخ في المنطقة الفلسطينية وتسببت في جراح فلسطينيين، إلا ان صواريخ أخرى سقطت على كيبوتس «كرمية» وكيبوتس «نير عام» وعلى المنطقة الصناعية الواقعة جنوب مدينة عسقلان. وأثار القصف هلعا في صفوف المواطنين الاسرائيليين فراحوا يهاجمون الحكومة على «تساهلها مع الفلسطينيين» وتقاعسها عن توفير الحماية العسكرية لهم وعن بناء الملاجئ التي تقيهم شر الصواريخ.

وفي ظل أجواء المعركة الانتخابية في اسرائيل، تجندت مختلف الأحزاب في اليمين واليسار، تطالب الحكومة باتخاذ اجراءات مشددة ضد الفلسطينيين. فقال النائب جلعاد أردان، الناطق بلسان الطاقم الانتخابي في الليكود، ان رئيس الوزراء بالوكالة، ايهود اولمرت، ووزير الدفاع، شاؤول موفاز، يهدران دماء اليهود في المنطقة. فلا يقومان بحماية المواطنين ولا يردان بالطريقة الحازمة على الصواريخ. وحاول أردان زعزعة أقوال اولمرت بأنه يكمل طريق أرييل شارون في الحكم، وقال: «كل اسرائيلي يعرف أنه لو كان شارون في موقعه كرئيس حكومة اليوم، لما كان تصرف بمثل هذا الاستهتار ازاء اعتداءات حركة حماس وغيرها من تنظيمات الارهاب الفلسطينية».

وتكلم بالروح نفسها عضو قيادة الطاقم الانتخابي في حزب العمل رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) الأسبق، داني ياتوم، فقال: «ان أسلوب الحكومة في التعامل مع التنظيمات العسكرية مشين وإذا استمرت فيه فإن الصواريخ ستصل الى تل أبيب». وكشف ياتوم ان الحكومة رصدت مبلغ 210 ملايين شيكل (46 مليون دولار) من أجل بناء ملاجئ من الاسمنت المسلح في البيوت القائمة في البلدات المجاورة لقطاع غزة وملاجئ أخرى عامة، لكنها لم تحرر سوى نصف هذا المبلغ، ولذلك فإن المواطنين يشعرون بأن الحكومة تهملهم وتستهتر بأرواحهم.

واشار ياتوم الى ان مراقب الدولة، القاضي لندن شتراوس، أعد تقريرا قبل ستة أشهر حذر فيه من الاهمال في حماية تلك البلدات وكشف عن سلسلة أخطاء فاحشة في هذا الشأن. وقال ياتوم ان الحكومة استخفت حتى بهذا التقرير.

ورد أولمرت على هذه الانتقادات، من خلال ناطق بلسانه، فقال ان هناك سياسيين في اسرائيل يتلاعبون بمشاعر الناس وآلامهم الناجمة عن الهجمات الارهابية، ويستغلونها بشكل رخيص لأغراض انتخابية. وهذا هو الذي يمكن تسميته هدرا لحياة اليهود. أما الحكومة، فإنها ترد على الارهاب، بحكمة وحزم وتحاول اتخاذ مواقف منسقة مع دول الغرب لمواجهة الموقف. واوضح أن التنسيق مع دول العالم، خصوصا مع الحلفاء الأميركيين، هو أفضل من الرد العصبي الاسرائيلي، الذي يضعنا في خانة واحدة مع تلك التنظيمات، فيهرع الغرب الى مطالبتنا نحن وهم بالتريث والهدوء. وأضاف الناطق: «اننا نعمل بطريقة تجعل الغرب يتفهم كل خطوة تقوم بها اسرائيل».