حي اليرموك ارتبط بأكثر من عملية إرهابية

TT

ارتبط الموقع الجغرافي لحي اليرموك (شمال شرق العاصمة السعودية)، الذي يعتبر من ضواحي المدينة ومن الأحياء الجديدة نسبيا، بأكثر من عملية إرهابية ومداهمة أمنية كان آخرها القبض على عدد من المطلوبين أمنيا خلال مداهمة قوات الأمن السعودية لأحد المنازل.

ويقع إلى الجنوب لحي اليرموك حي اشبيلية الذي شهد تفجير مجمع جداول السكني في 12 مايو (أيار) 2002 ونتج عنه العديد من القتلى والجرحى بعد صدور قائمة الـ19 مطلوبا الأولى والكشف عن خلية اشبيلية قبل يوم منها. كما يقع إلى الشمال منه حي غرناطة الذي شهد هو الآخر تفجير مجمع الحمراء السكني في نفس اليوم، وكان هذان الهجومان بداية المواجهات المسلحة بين قوات الأمن السعودية والعناصر الإرهابية، بالإضافة إلى مقتل مواطن ألماني عند إحدى الإشارات المؤدية إلى الحي بواسطة مجهولين، ويقع بالحي مجمع الواحة السكني الذي يضم العديد من الجنسيات بما فيها جنسيات أوروبية، كما يحيط به العديد من المجمعات السكنية التي يقطنها أجانب.

ويرى محللون أن العناصر الإرهابية اختارت حي اليرموك ليكون وكرا ومعملا لتصنيع المتفجرات وتجهيز عملياتها الإرهابية المستقبلية، مشيرين إلى أنه يعتبر مكانا مناسبا ومثاليا لهم من عدة جوانب، فالحي الذي يقع شمال شرق العاصمة السعودية، من الأحياء الجديدة نسبيا والمتطورة بسرعة حيث يشهد كثير من التعمير والبنيان، وقد كان في السابق مجمعا للعديد من الاستراحات المؤجرة بشكل يومي أو شهري أو سنوي، ومتنفسا لأهالي العاصمة، إلا أنه شهد تطورا سريعا أدى إلى بناء فلل سكنية جنبا إلى جنب مع تلك الاستراحات التي أصبحت أمكنة غير آمنة وموضع شك وريبة لأهالي الحي، حيث تعج بالغرباء من خارج الحي وخاصة أيام العطلات لكثرة مرتاديها، بالإضافة إلى أنه يطل على طرق سريعة ورئيسية فيقع الطريق السريع المؤدي إلى المنطقة الشرقية على الشمال منه. كما يحد الحي من الشرق طريق الشيخ جابر الصباح الذي يعتبر من الطرق السريعة حيث يشمل دوارات وهو خال من أي إشارة. كما أن طريق الإمام عبد الله بن سعود الطريق الحيوي والعمود الفقري للحي، غير مضاء بالكامل ولا توجد به أرصفة ويكاد يخلو من أي إشارة مرورية، وبالتالي فإن جميع الطرق المؤدية للحي، تعتبر طرق مثالية للهروب من قبضة رجال الأمن، كما أن حداثة الحي تحول دون معرفة سكانه بجيرانه والقاطنين الجدد.

وتقع الاستراحة، التي شهدت المداهمة، إلى الشمال من الحي بين مجموعة استراحات للتأجير اليومي، حيث تبعد عن الطريق السريع المؤدي إلى المنطقة الشرقية أقل من كيلومتر واحد، بينما لا تبعد سوى 300 متر عن مجمع الواحة السكني الذي يزخر بالعديد من الجنسيات بما فيها جنسيات أوروبية، كما تحيط بها مساكن لا تزال قيد البناء.

وتؤجر تلك الاستراحات بشكل مباشر أو عن طريق مكاتب عقارية، وقد ذكر عاملون في أحد المكاتب العقارية المجاورة لموقع الاستراحة أن السلطات الأمنية كانت تطالبهم في السابق بإرسال بيانات بأسماء المستأجرين، إلا أنه في السنة الأخيرة لم تعد السلطات تطالبهم بأسمائهم، على حد تعبيرهم.