طالباني: معارضتنا للجعفري تصب في مصلحة الوحدة الوطنية.. ونرغب بالتشاور مع الصدر

أكد أنه سيسحب ترشيحه لرئاسة الجمهورية إذا اعترضت عليه أية كتلة

TT

قال الرئيس العراقي جلال طالباني، ان عملية تشكيل الحكومة المقبلة تحتاج الى وقت كاف، والى تبادل للاراء بين القوى السياسية الفائزة في الانتخابات الماضية، وان الجريمة النكراء التي حدثت في سامراء أخرت تشكيل الحكومة، والانعكاسات السلبية وغير الصحيحة التي حدثت بعد الحادثة هي الاخرى ادت الى عرقلة مسار المحادثات بين الاطراف السياسية.

واضاف طالباني، ان «هناك العديد من القضايا التي تعيق تشكيل الحكومة، منها كيفية توزيع المناصب الحساسة في الحكومة المقبلة، والاطراف الاخرى (جبهة التوافق والقائمة العراقية وبقية الاطراف) يريدون مشاركة حقيقية في الحكومة، وليس مشاركة رمزية من خلال المساهمة في رسم السياسة الخارجية والداخلية والامنية والاقتصادية والنفطية، فضلا عن بعض الخلافات القديمة بين الاطراف، بعد ان كانت تسيير هذه المحادثات بشكل جيد بين جميع الاطراف المتحاورة».

واشار طالباني، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر رئاسة الجمهورية العراقية ببغداد، عقب لقائه بالجنرال الاميركي جون ابي زيد الى ان الازمة الحاصلة بين «التحالف الكردستاني» و«الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي مسألة داخلية قائلا: «علاقاتنا التاريخية تمتد الى اكثر من ربع قرن، وهي علاقات مقدسة ومحترمة من جانبنا ونسعى الى تعزيزها، وان الخلافات التي تظهر احيانا بيننا لا اعتقد انها تؤثر على هذه التحالفات المصيرية». وعن المباحثات المستمرة بين قادة الكتل السياسية، اوضح الطالباني ان هذه المباحثات جرت حول ضرورة تعزيز الامن والاستقرار في العراق، وترجيح كفة الحل السياسي كبديل عن الحل العسكري في البلاد مع العراقيين الذين يحملون السلاح، وضرورة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل قوات الامن العراقية، ليس على اساس حزبي او طائفي. مؤكدا استعداد كافة القوى للمساعدة في هذا المجال. وفي السياق نفسه صعد طالباني الضغط على رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري بقوله، ان المعارضة الكردية ـ السنية لترشيح زعيم حزب الدعوة من قبل «الائتلاف العراقي الموحد» لفترة ثانية «تصب في مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية». الا انه رفض التعليق على أسئلة حول زيارة الجعفري لتركيا وانتقاداته لها، مكتفيا بالقول «لقد قلنا رأينا في حينه ولا اريد ان ادخل في سجالات اعلامية». وحول تهديد اوساط داخل «الائتلاف» بأنها ستصوت ضد ولاية ثانية لطالباني، قال الرئيس العراقي انه اذا ما اعترضت أي كتلة فائزة في الانتخابات على ترشيحه لرئاسة الجمهورية «فانني سأسحب ترشيحي وافسح المجال لشخص آخر، وهكذا نحن نريد في الوقت ذاته ان يحظى المرشح لمنصب رئيس الوزراء بموافقة الأطراف الأخرى».

وكشف طالباني عن نية التحالف الكردستاني ارسال وفد رسمي يمثله الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لتبادل وجهات النظر والتباحث حول القضايا والامور المهمة وتعزيز وتطوير العلاقات مع التيار الصدري. وقال ان الصدر «اتصل بنا وتبادلنا العبارات الودية، وقد تم الاتفاق على ان يقوم وفد من الاتحاد الكردستاني بزيارة السيد مقتدى الصدر، لاجراء مباحثات معه، ونحن نشيد بمبادرة السيد مقتدى الصدر ونرغب باجراء مشاورات مع التيار الصدري». واتهم الرئيس العراقي، المتشدد ابو مصعب الزرقاوي بالعمل على تاجيج الخلافات بين الطوائف العراقية، وبالتالي قيام حرب اهلية في البلاد، من خلال مخطط بستهدف الطائفتين الرئيسيتين في العراق، الشيعة والسنة، داعيا كل العراقيين الى ترك حمل السلاح في هذه الفترة، وذلك لان مصلحة الوطن العليا ومصلحتهم ليست في مقاتلة القوات الاميركية والعراقية، انما في الاشتراك في المسيرة الديمقراطية مستثنيا «الزرقاويين والتكفيريين»، من هذه الدعوة قائلا: «نتمنى من ابناء شعبنا ان يتمعنوا في المواقف والظروف الحالية، وان يدركوا اهمية الوحدة الوطنية والمخاطر الناجمة عن اثارة الفتنة الطائفية وان العمليات المسلحة لن تخيف الولايات المتحدة الاميركية ولا الحكومة العراقية ولا الاطراف المشتركة في الحكم، فعليهم ان يغيروا التفكير بهذا الجانب ومن مصلحتهم ومن مصلحة الاخوة السنة العرب ان تتوقف هذه العمليات العسكرية».

وحول قضية انعقاد البرلمان العراقي الجديد قال، «لقد اجريت مباحثات مع رئيس الجمعية الوطنية ومع نائبي الدكتور عادل عبد المهدي وانا موكل من قبل الاخ الشيخ غازي الياور بهذا الموضوع، وقد نتج عن هذه المحادثات تمديد تأجيل انعقاد البرلمان الى اسبوعين، وبالتالي سندعو قريبا وعلى وجه التحديد يوم غد (اليوم) اعضاء البرلمان الى الاجتماع».

ووصف الرئيس العراقي تهديدات احد اعضاء حزب الفضيلة الاسلامي، الصادرة اول من امس، التي هدد فيها بقطع امدادات النفط الصادرة من البصرة وعدم وصولها الى الشمال بأنها «نكتة»، قائلا «نحن لسنا بحاجة الى النفط، في اشارة منه الى نفط الجنوب، فالنفط الموجود في كردستان ضعف ما موجود في البصرة، وهذا التهديد عبارة عن مزحة ليس الا».