نشر قوات خاصة لمكافحة الإرهاب في السفارات الأميركية

TT

يستخدم الجيش الأميركي فرقا صغيرة من قوات العمليات الخاصة في عدد متزايد من السفارات الأميركية لجمع معلومات عن الارهابيين في المناطق غير المستقرة في العالم والاستعداد لمهمات محتملة لشلهم أو اعتقالهم أو قتلهم.

ويقول عدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع وضباط في الجيش ان هذا المسعى هو جزء من خطة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، التي تستغرق عامين لإعطاء الجيش دورا استخباراتيا أكثر حيوية في الحملة ضد الارهاب. ولكنها واجهت معارضة من جانب وكالات الاستخبارات التقليدية مثل وكالة الاستخبارات المركزية، حيث صور بعض المسؤولين الخطة باعتبارها توسيعا استفزازيا نحو ما يعتبر ميدان عملهم. وقال المسؤولون ان مجموعات صغيرة من افراد القوات الخاصة، واحدا او اثنين، قد ارسلت الى ما يزيد على 12 سفارة في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا وجنوب أميركا. وهذه مناطق حيث يعتقد ان الارهابيين يعملون أو يخططون للهجمات أو يجمعون الأموال أو يبحثون عن ملاذ آمن.

ومهمتهم جمع المعلومات للمساعدة في التخطيط لعمليات مكافحة الارهاب، ومساعدة الجيوش المحلية على ادارة مهمات مكافحة الارهاب بنفسها، وفقا لما قاله المسؤولون.

ويمكن أن تكون المهمة الجديدة مسؤولية كبرى بالنسبة لقيادة القوات الخاصة المتسارعة النمو في الجيش، والتي فوضها الرئيس بوش في مارس 2004 بأخذ القيادة في العمليات العسكرية ضد الارهابيين. ان مهمتها الجديدة يمكن ان تمنح القيادة نفوذا كبيرا في تنظيم الجهود الاستخباراتية الشاملة للبلاد.

وتقدم قيادة العمليات الخاصة تقاريرها الى رامسفيلد، وتقع خارج المدار الذي يسيطر عليه جون نغروبونتي، المدير الجديد للاستخبارات، الذي يشرف على وكالات الاستخبارات في البلاد. وهناك حدث جرى في وقت مبكر من بداية هذا المسعى أكد مخاطر وحساسية العمل، حتى بالنسبة للجنود المدربين على المهمات القتالية السرية.

ففي الباراغواي قبل عام ونصف سحب أفراد واحدة من هذه الوحدات التي كان مقررا نشرها والتي تحمل اسم «عناصر الاتصال العسكرية» الى خارج البلد بعد قتل سارق مسلح بمسدس وهراوة هاجمهم بينما كانوا يخرجون من سيارة اجرة. وعلى الرغم من أن اطلاق النار لم يكن على صلة بمهمتهم، فان الحادث اربك مسؤولين كبارا في السفارة لم يكن قد جرى ابلاغهم بأن الفريق يعمل في البلد.

وقال احد المسؤولين الذين تلقوا معلومات موجزة عن الحادث، ولم يكن مفوضا بمناقشتها، ان الجنود لم يكونوا يعملون انطلاقا من السفارة وانما انطلاقا من فندق.

ويقول مسؤولون في قيادة العمليات الخاصة انه في الوقت الحالي لن تصل فرق بدون مصادقة السفير في البلد المعني، وسيكون موقع الجنود في السفارات ويتدربون على تفادي ارتكاب اخطاء فاضحة.

وبموجب تعليمات اعدها نغروبونتي فان مدير محطة وكالة الاستخبارات المركزية المعين في معظم السفارات الأميركية ينسق الاستخبارات الأميركية في تلك البلدان. كما أن معظم السفارات تضم ملحقين وموظفين عسكريين يعملون مع القوات المسلحة الأجنبية ويقدمون تقاريرهم الى وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة للبنتاغون. ولكن العاملين في العمليات الخاصة الجديدة يتمتعون بدور عسكري اكثر مباشرة، يتمثل في تأدية مسؤوليات مكافحة الارهاب الجديدة التابعة للجيش، وفقا لما قاله المسؤولون.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ