علي عثمان طه: سنبحث عن دور للأمم المتحدة بعد السلام في دارفور

نائب الرئيس السوداني نفى لـ«الشرق الأوسط» تعرضه لأي ضغوط في بروكسل

TT

قال نائب الرئيس السوداني، علي عثمان محمد طه، امس ان السودان قد يدرس السماح بأن تكون هناك بعثة للامم المتحدة في دارفور بمجرد التوصل الى تسوية سياسية للنزاع في المنطقة. وقال طه لرويترز «اذا كانت هناك تسوية سياسية.. فمن اجل توفير ضمانات تجعل التسوية مستمرة.. يمكننا ان نبحث عن دور الامم المتحدة».

وتسعى القوى الغربية الى اقناع نائب الرئيس السوداني الموجود في بروكسل للموافقة على تحويل مهمة قوات الاتحاد الافريقي الى الامم المتحدة لوقف أعمال القتل في منطقة دارفور. ويجتمع مجلس الامن والسلم التابع للاتحاد الافريقي في اديس ابابا باثيوبيا اليوم لإقرار ما اذا كان سيطلب من الامم المتحدة الاضطلاع بالدور الذي تقوم به قواته في دارفور. وقال طه لـ«الشرق الاوسط» ان بلاده ستلجأ الى الدبلوماسية على المستويات المختلفة لحشد التأييد لموقفها الرافض لانتقال الاشراف على مهمة حفظ السلام في دارفور الى الامم المتحدة بدلا من الاتحاد الافريقي. وقال ردا على سؤال حول سبل مواجهة الحكومة السودانية للتوافق الاوروبي الأميركي حول هذا الشأن، «سنعتمد على مساندة عربية وافريقية لموقفنا»، واضاف «سنتفق مع الغرب اذا كانت خطة خريطة الطريق التي تتبنها دول غربية في السودان ستقوم بتحديد الخطوات اللازمة للوصول الى حل مناسب لتنفيذ اتفاق في ابوجا حول هذا الامر، أما اذا كانت تهدف الى التوصل الى امور من شأنها ان تنقل التفويض الى الامم المتحدة، فان لدينا موقفا واضحا من هذا الامر ونرفضه وهم يعلمون ذلك جيدا». وفي رده على سؤال حول اعتبار محادثاته مع الاطراف المشاركة في اجتماعات بروكسل قد فشلت في اقناعهم بالموقف السوداني، قال نائب الرئيس «محادثاتي لم تكن فاشلة لقد انتهزنا الفرصة لمناقشة موضوع مهم سواء بالنسبة للسودان او الجوار الافريقي او المجتمع الدولي الذي يتابع التطورات في اقليم دارفور. ومن خلال الاجتماعات قدمنا وجهة نظرنا التي تعتمد على ضرورة دفع المفاوضات في أبوجا، وان يستمر الاتحاد الافريقي في القيام بدوره في هذه الفترة». ونفى المسؤول السوداني ان تكون الاجتماعات قد شهدت محاولات لفرض ضغوط على السودان للموافقة على نقل مهمة الاشراف على حفظ السلام الى الامم المتحدة، ورد طه على تفسيرات عدد من الصحافيين امس لخروجه من مبنى المجلس الوزاري الاوروبي بسرعة من دون ان يلقي باي كلمة للصحافيين، فقال «هناك ارتباطات واجتماعات اخرى كان مخططا لها من قبل وكان لابد من الذهاب الى مكان الاجتماع في الوقت المناسب»، ونفى تماما تعرضه لأي ضغوط من اي نوع.

وجاءت تصريحات نائب الرئيس السوداني في الفندق الذي اقام فيه خلال وجوده في بروكسل وفي اعقاب مشاركته في المحادثات التي شهدتها عاصمة اوروبا الموحدة بمشاركة العديد من الاطراف الدولية والاقليمية المعنية بملف دارفور السوداني؛ ومنها الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والولايات المتحدة، استجابة لدعوة اوروبية اطلقها خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسات الخارجية بالاتحاد، وشارك في الاجتماعات المفوض الاوروبي المكلف ملف المساعدات وتنمية التعاون، لوي ميشيل، ونائب الرئيس السوداني ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك. وأعلن سولانا بعدها أنه بحث مع زوليك الوضع في السودان وأزمة دارفور، وإمكانية نقل الاشراف على مهمة قوات حفظ السلم في دارفور من الاتحاد الافريقى للأمم المتحدة. واضاف سولانا في مؤتمر صحافى مشترك مع زوليك، ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة يأملان أن يوافق مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الافريقي على ذلك خلال اجتماعه المقرر اليوم.

كما دعا سولانا الاتحاد الافريقي الى وضع خريطة طريق لمفاوضات ابوجا من أجل التوصل الى تسوية وحل لأزمة دارفور في اقرب وقت. وفي الوقت نفسه اشار الى ان الاتحاد الاوروبي سيواصل دعمه لقوات الاتحاد الافريقي في المدى القصير، من الناحية المادية واللوجيستية، حتى يتم اقرار نقل الاشراف على القوات في دارفور الى الامم المتحدة. ودعا الحكومة السودانية الى عدم معارضة ارسال قوات تابعة للامم المتحدة الى دارفور. من جانبه، أكد زوليك اهمية اللقاءات التي جرت بمشاركة كافة الاطراف المعنية بالقضية السودانية والازمة في دارفور، معربا عن تقديره للجهود التي يقوم بها الاتحاد الافريقي في الاقليم. واشار الى أن الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وحلف الاطلسي يبحثون امكانية ارسال قوات دولية الى الاقليم من اجل وقف تدهور الوضع في دارفور ووضع حد لنزف الدم والمساعدة على تحسين الظروف المعيشية لسكان دارفور، مضيفا ان القوات التابعة للاتحاد الافريقي الموجودة هناك ستكون نواة للقوات الدولية تحت اشراف الامم المتحدة. واضاف زوليك «يصعب على قوات الاتحاد الافريقي وحدها مواجهة الموقف هناك». وقال سولانا وزوليك ان الأمر سيستغرق عدة اشهر حتى تكون الامم المتحدة قادرة على نشر قوة هناك. وقال ألفا كوناري «ندرك أن الوقت ليس في صالحنا. لابد أن نتحرك سريعا جدا». وقال حلف شمال الاطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة انه سيكون مستعدا لبحث القيام بدور مساعد اذا طلب منه الاتحاد الافريقي أو الامم المتحدة ذلك، ولكنه لا يعتزم نشر قوات تابعة للحلف على الارض. وقال متحدث باسم حلف شمال الاطلسي، بعد مقابلة زوليك مع أمين عام الحلف ياب دي هوب شيفر، ان الجانبين اتفقا على أهمية تعزيز مهمة الامم المتحدة التي ستضم قوة افريقية مهمة وتكون تحت قيادة افريقية. وقال كوناري ان الاتحاد الافريقي سيأخذ في اعتباره اليوم أهمية المشاركة مع الامم المتحدة والحاجة الى قيادة افريقية واحترام موقف السودان الذي يحشد الدول الافريقية لمعارضة تغيير مهمة الاتحاد.