الخوف يخيم على أول قاعدة جوية للقوات العراقية الجديدة

العاملون بقاعدة المثنى يرفضون تصويرهم أو الإفصاح عن أسمائهم ويخشون على أسرهم

TT

بغداد ـ رويترز : ليس هناك طائرات مقاتلة والضباط يخشون الكشف عن هوياتهم لكن القوات الجوية العراقية المشكلة حديثا أصبح لديها مدرجها الخاص أخيرا. وتضم قاعدة المثنى الجوية التي تقع في قلب المجمع العسكري الاميركي المحيط بمطار بغداد الدولي مدرجا واحدا للطائرات وحظيرة ضخمة للطائرات وبعض الطيارين وطائرات وطاقما ارضيا من القوات الجوية العراقية حديثة التشكيل.

لكن سلاح الطيران العراقي الذي سيعتمد عليه الاستقرار في البلاد مستقبلا صغير ولا يملك قدرات قتالية والمعلومات المتاحة عنه محددة وقليلة. والطيارون من السرب 23 المتمركز في المثنى سيكونون جاهزين للطيران بأي من طائرات العراق الثلاث من طراز سي ـ 130 او طائراته الهليكوبتر الثلاثين في مهام نقل او استطلاع. وقال الضباط ان السرب واحد من خمس وحدات جوية لكن الوحدات الاربع الاخرى لم تخصص لها قواعد بعد.

وفقدت المقاتلات العراقية منذ ما قبل حرب الخليج الاولى عام 1991 عندما تم تهريبها الى ايران لتجنب تدميرها من جانب قوات تحالف قادته الولايات المتحدة أخرجت القوات العراقية الغازية من الكويت. ولم تعد طهران الطائرات.

وبدا ان الخوف هو الموضوع الرئيسي الذي يشغل اذهان الضباط والطاقم الارضي في المثنى. فهم يخشون ان تعرض خدمتهم الوطنية اسرهم للخطر في بلد تمزقه اعمال العنف الدموية من جانب مسلحين والهجمات المتبادلة بين السنة والشيعة التي أودت بحياة المئات.

وقال قائد السرب 23 الذي عرف نفسه باسم العقيد سمير «نحن نخشى على اسرنا. ليس هناك من يحميهم». واتفق معه مدرب طيران يعمل تحت امرته وعرف نفسه بانه المقدم جابر وتساءل عن الحماية التي يمكن لصغار الضباط الاعتماد عليها اذا كان قتلة قد تمكنوا من قتل قائد فرقة بالجيش العراقي بالرصاص الاثنين الماضي. وقال جابر «انهم يخطفون أطفالنا ويحاولون قتلنا... اذا نشرتم اسماءنا أو صورنا سيتعين علينا مغادرة العراق وإلا سنقتل».

وكانت قاعدة المثنى تقتصر على القوات التي تحمي قصور صدام حسين في بغداد. ودمرت في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بحكم صدام لكن أعيد بناؤها في العام الماضي.

وأقر ضباط السرب 23 بأن هناك بونا شاسعا بين الطائرات المتاحة وبين 850 مقاتلة و50 طائرة نقل وأكثر من الف هليكوبتر نشرتها القوات الجوية العراقية في وقت ذروتها في عهد صدام.

والطائرات القليلة الموجودة على المدرج تعيد الابتسام الى الضباط والرجال في القاعدة الذين خدم العديد منهم في عهد صدام. وتم تفكيك القوات المسلحة العراقية بعد الغزو عام 2003 والطيارون يحرصون على العودة للطيران. لكن انفجارا وقع في مكان قريب قبل فترة وجيزة من مراسم قص الشريط لافتتاح قاعدة المثنى ذكر الجميع بالمهمة الكبيرة التي تواجههم وانقطع الحديث بشكل مفاجئ مع الصحافيين.