خلاف أميركي ـ روسي حول الإشارة إلى أن إيران تشكل «تهديدا للأمن الدولي»

خامنئي داعيا الإيرانيين للاستعداد: بعض التهديدات ضدنا قد تنفذ

TT

قال مسؤولون غربيون مطلعون على مسار المناقشات الاميركية الروسية فى مجلس الامن حول ايران، ان الخلافات بين البلدين حول مسودة قرار مجلس الأمن فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، تتركز على عدة عبارات يمكن ان تقود الى فرض عقوبات اقتصادية على ايران. وقال الدبلوماسيون الغربيون إن روسيا ترفض تحديدا عبارة تريد اميركا ادراجها فى القرار حول ايران تقول حرفيا، ان النشاطات النووية الايرانية «تشكل تهديدا للأمن والاستقرار الدوليين». وقال المسؤولون ان مخاوف روسيا تنبع من ان هذه الصيغة قد تبرر لاحقا التعامل مع ايران، كما تم التعامل مع روسيا والتمهيد لفرض عقوبات على طهران. وذكروا ان مشاورات بين البلدين حول صياغة القرار ستتواصل امس الاحد وحتى الاتفاق على صيغة يرضى بها جميع الاطراف. ويواجه مجلس الامن الدولي حاليا مأزقا بسبب برنامج ايران النووي. وتعثرت المحادثات التي بدأت في المجلس الاثنين بسبب رفض روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو)، التفكير في فرض عقوبات على طهران حليفتهما وشريكتهما التجارية المهمة.

الى ذلك، حث المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي الايرانيين امس على مقاومة «تهديدات العدو» لطهران لوقف نشاطاتها الذرية الحساسة. وقال خامنئي لقادة واعضاء ميليشيا «الباسيج» ان «بعض التهديدات قد تنفذ. وسيكون الشعب قادرا على الحفاظ على شرفه وعزته في هذه الحالة اذا قاوم دون تراجع». وأضاف «يرغب العدو في الهيمنة على ايران مرة اخرى، واليوم يسعون وراء تحقيق الهدف ذاته من خلال الحملات الدعائية والشائعات والأكاذيب حول المسألة النووية»؛ في اشارة الى المحادثات التي تجري في مجلس الامن الدولي حول برنامج ايران النووي. وتشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها في ان ايران تخفي برنامجا لتطوير الاسلحة النووية، وهو ما تنفيه ايران. ووصف خامنئي ما يحدث في مجلس الأمن الدولي بأنه «اصطفاف ضد مصالح ايران». وقال «انهم يسمون ذلك توافقا دوليا، ولكن التوافق الدولي هو ضد تدخل اميركا وشنها للحروب».

ومن ناحيته، قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إن النصر النهائي في النزاع النووي سيكون لإيران رغم الترهيب الغربي. وأكد أحمدي نجاد في كلمة له في ياسوج بجنوب غرب إيران، إن «كل هذه التهديدات والتخويف من جانب الغرب ضد البرنامج النووي لإيران لن تحول دون أن يكون النصر النهائي للأمة الايرانية». وأضاف أحمدي نجاد في كلمته التي أذاعها التلفزيون الايراني على الهواء أن «خبراءنا المحليين سيضعون في النهاية التكنولوجيا النووية تحت تصرف الشعب الايراني، بل سنطالب بتعويض (من الغرب) عن خسائر فترة العامين ونصف العام الماضية (عندما علقت إيران برنامجها النووي)». وكان الرئيس الايراني قد صرح، أمس السبت، بأن إيران ستستفيد بالكامل من التكنولوجيا النووية السلمية خلال العام الفارسي الحالي، الذي بدأ بالتزامن مع فصل الربيع في 20 مارس (آذار) الحالي. وعلى صعيد آخر، ذكر التلفزيون الإيراني ان شخصا قتل في زلزال قوي ضرب المنطقة الجبلية في جنوب ايران اول من امس. وادى الزلزال الذي بلغت قوته ست درجات على مقياس ريختر، الى اضرار بعدد من المنازل في المناطق الريفية واغلاق الطرق الجبلية المؤدية الى القرى، حسب التلفزيون الذي اضاف انه تم ارسال نحو ألفي بطانية، وغيرها من المساعدات الى المناطق المتضررة. وحدد مركز الزلزال جنوب غربي مدينة فين شمال مدينة بندر عباس في محافظة هرمزغان، على ما أفاد مكتب محافظ المنطقة لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي نهاية فبراير (شباط) ضرب زلزال بلغت قوته 6.5 درجات على مقياس ريختر منطقة ارزويه في جنوب ايران، مما الحق اضرارا جسيمة في 1400 منزل. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) قتل تسعة اشخاص وأصيب نحو مائة بجروح في زلزال عنيف ضرب جزيرة قشم جنوب بندر عباس.

وتتعرض ايران باستمرار لهزات ارضية كانت اقواها تلك التي ضربت مدينة بام جنوب البلاد في ديسمبر (كانون الاول) 2003، وأسفرت عن سقوط 31 ألف قتيل.