رايس تهدي نظيرها الجزائري نسخة من معاهدة بين البلدين عمرها 211 سنة

محمد بجاوي أجرى مباحثات مع مسؤولين في الخارجية والكونغرس

TT

أهدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لوزير الشؤون الخارجية الجزائري محمد بجاوي، الذي يزور الولايات المتحدة حاليا، نسخة من المعاهدة الأميركية الجزائرية الموقعة سنة 1795 في عهد جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة. جاء ذلك خلال استقبال رايس للوزير الجزائري مساء اول من امس، بمبنى وزارة الخارجية الأميركية، حضره إلى جانب الوفد الجزائري مجموعة من مراسلي الصحف والوكالات، قبل أن تستأذن رايس من الصحافيين لبدء محادثاتها مع الضيف الزائر.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية قبيل اللقاء، إن الجزائر واحدة من أولى  البلدان التي وقعت معاهدة صداقة مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين، ما زالت جيدة. وأضافت أن «جورج واشنطن كان لا يزال رئيسا للولايات المتحدة وتيموتي بيكرينغ وزيرا للخارجية». وخاطبت رايس ضيفها الجزائري قائلة: «أود أن أقدمها لك لأظهر مدى عراقة الصداقة  بين الولايات المتحدة والجزائر».

من جانبه، شكر الوزير الجزائري رايس بحرارة، معرباً عن «تأثره»  بمبادرتها. وامتنع الوزيران عن الإجابة عن أسئلة الصحافيين قبل بدء المباحثات.

لكن لاحقاً أعلن بجاوي، انه بحث مع المسؤولين الأميركيين، الذين التقاهم، كيفية تعميق الحوار السياسي، وتوسيع مجالات التشاور، وكذا فتح آفاق استراتيجية للتعاون في العديد من الميادين. وقال بعد لقائه رايس ومسؤولين اميركيين آخرين: «استنتج من هذه الزيارة انها كانت مثمرة، وتدعو الى النظر الى المستقبل بتفاؤل على الصعيد الاقتصادي والدبلوماسي والامني والعسكري والسياسي». واكد ان «هذه اللقاءات تركت لدي شعورا بأننا ماضون نحو تعميق علاقاتنا، كما يأمل في ذلك الطرفان».

وبخصوص القضايا الدولية، صرح بجاوي، أن المحادثات شملت أيضاً القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيراً الى ان الجزائر «كانت دائما تدافع عن وجهة نظرها الخاصة، لا سيما في ما يخص الشرق الاوسط وبشكل خاص العراق وفلسطين وايران وكذلك دارفور والصحراء الغربية». ولم يؤكد او ينف لعب الجزائر أي دور للوساطة بين واشنطن وطهران في أزمتهما الأخيرة بشأن تخصيب اليورانيوم.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية الجزائري التقى كذلك بروبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الأميركية وديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا إضافة إلى أعضاء في الكونغرس وشخصيات رفيعة المستوى في وكالات أميركية أخرى.

وذكر مصدر جزائري أن بجاوي أوضح لمن التقاهم، أسس الإصلاحات التي تتبناها بلاده على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وأكد لهم تصميم الحكومة الجزائرية على استكمال مسار الاصلاحات التي تشجعها الولايات المتحدة. يشار إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين ازدادت تطورا منذ أحداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001، وتعتبر واشنطن حاليا الجزائر صديقا وحليفا استراتيجيا مهما، حيث توجه واشنطن اهتماما بالجزائر كطرف فاعل في مكافحة الارهاب.

واقتصادياً، اوضح بجاوي انه طلب من الجانب الاميركي «جهدا اكبر ليولي المتعاملون الاقتصاديون والصناعيون والمستثمرون، المزيد من الاهتمام بقطاعات اخرى خارج المحروقات والطاقة». واضاف لوكالة الانباء الجزائرية انه «الح بالخصوص على علاقاتنا التجارية والاقتصادية بشكل عام، لأن الولايات المتحدة اصبحت اكبر زبون للجزائر، حيث بلغ حجم المبادلات بين البلدين 12 مليار دولار خلال 2005» وهي «تقتصر فعلا على المحروقات في الاساس».وأمس، ذكر وزير الخارجية الجزائري أن فرنسا «ليس لها نفس ثقل» الولايات المتحدة في الجزائر، خصوصا ان واشنطن باتت الشريك التجاري الاول للجزائر. وقال بجاوي في كلمة القاها في «مجلس العلاقات الخارجية» بواشنطن، «ان العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها، جيدة بين الجزائر وفرنسا، لكن لا يزال هناك شيء في النفوس يحول دون الذهاب الى ما هو ابعد». وتابع: «هذا لا يعني بالضرورة ان فرنسا تفقد اوراقا، الا انها لا تتمتع بنفس ثقل الولايات المتحدة»، مشيرا الى ان الولايات المتحدة «باتت تدريجيا الشريك التجاري الاول للجزائر، متخطية فرنسا وبقية الدول الاوروبية.