أكد محللون نوويون غربيون يوم أول من أمس ان طهران تفتقر الى المهارات والمواد والمعدات اللازمة لتحقيق طموحاتها النووية العاجلة، على الرغم من ان مسؤولاً ايرانياً كبيراً قال ان ايران ستتحدى الضغط الدولي وتوسع، على نحو سريع، قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
وقال نائب رئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية، محمد سعيدي، ان ايران ستسعى الى وضع 54 الف من أجهزة الطرد المركزي موضع التطبيق، وهو ما يشكل زيادة عالية من الـ 164 جهازا الذي قال الايرانيون الثلاثاء الماضي انهم كانوا قد استخدموه لتخصيب اليورانيوم على مستويات يمكن ان تشغل مفاعلاً نووياً.
غير ان المحللين النوويين وصفوا المزاعم بأنها مبالغ فيها. وقالوا انه لم يتغير شيء يتطلب تعديل التقديرات الراهنة الخاصة بالوقت الذي يمكن ان تكون فيه ايران قادرة على انتاج سلاح نووي، في حال كان هذا الهدف النهائي. وقدرت حكومة الولايات المتحدة ذلك بفترة تتراوح بين خمس الى عشر سنوات، بينما قال بعض المحللين ان هذا يمكن ان يتحقق في فترة لاحقة بحلول عام 2020 .
وقال ديفيد أولبرايت، رئيس «معهد العلوم والأمن الدولي» في واشنطن، وهي مؤسسة خاصة تراقب البرنامج النووي الايراني «انهم يبالغون في ذلك». ووصف انتوني غوردسمان وخالد الروضان من «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» المزاعم الايرانية بأنها «ليست أكثر من موقف سياسي أبله» يقصد منه الترويج للنزعة القومية الايرانية.
وقال الخبراء النوويون ان زعم ايران أول من امس بأنها يمكن ان تنتج 54 ألف جهاز طرد مركزي يذكر بأصداء ادعاءات قامت بها قبل سنوات. وأشاروا الى انه حتى في هذه الحالة فان ايران ما تزال تفتقر الى الأدوات والمواد اللازمة لصنع الأجهزة عالية التعقيد التي يمكن ان تحول اليورانيوم الى وقود غني بما فيه الكفاية لاستخدامه في مفاعلات نووية او قنابل ذرية.
لقد تطلب الأمر من طهران 21 سنة من التخطيط وسبع سنوات من التجارب المتقطعة، معظمها سرية، للوصول الى قدرتها الحالية لربط 164 من اجهزة الطرد المركزي بما يسميه الخبراء عملية تراكمية. وقال الخبراء ان على طهران الان ان لا تحقق نتائج راسخة على مدار الساعة خلال شهور وسنوات عدة فحسب، وانما ايضا بدرجات أعلى من الدقة والانتاج الواسع. ويبدو الأمر كما لو ان ايران، وقد أتقنت آلة موسيقية صعبة، تواجه تحدي انتاج الآلاف منها وتأسيس أوركسترا كبيرة جداً تعزف دائماً بتوافق وتناغم.
وقال سعيدي، المسؤول الإيراني عن الملف النووي، أول من أمس إن إيران تتحرك بسرعة صوب تحقيق أهدافها الذرية، معلقاً: «سنوسع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى صناعي في ناتانز». وأضاف أن إيران ستبدأ بتشغيل 3000 جهاز طرد مركزي في موقع ناتانز نهاية عام 2006، مع توسيع العدد إلى 54 ألف جهاز. وقال لوكالة «إسنا» الإيرانية «نحن نحتاج فقط إلى زيادة خطوط إنتاجنا». ومنذ بداية العام، عمقت الأزمة الدبلوماسية المخاوف من ان إيران قد تسعى إلى تقليص مبيعاتها من النفط وهذا ما سيحفز على حدوث قفزة كبيرة في أسعاره لتثير فوضى اقتصادية على المستوى العالمي. وقال المسؤولون الإيرانيون باستمرار إنهم قد يستخدمون «سلاح النفط» في مواجهة الغرب. الا ان تعليقات تطمينية ظلت تأتي من وزارة النفط تؤكد أن إيران لن تستخدم تصدير النفط كعنصر مساومة مع الغرب عقب التهديدات.
ويخشى الكثير من المتعاملين أن تؤدي العقوبات الدولية على إيران إلى إلحاق الأذى بصناعة النفط الإيراني وإبطاء الاستثمارات أو إقصاء النفط الإيراني من سوق تحتاج الى الطاقة.
وأبرز الموقف الروسي ضد فرض العقوبات على ايران العقبات التي تواجهها واشنطن في مساعيها لتجميد للمشروع الإيراني النووي. وقال مساعد رفيع للرئيس الروسي بوتين أول من أمس إن أي مساع لفرض عقوبات واسعة ضد طهران ستكون له نتائج سلبية لأن «الرئيس الإيراني الحالي سيستخدمها لصالحه وسيستخدمها لتعزيز الرأي العام الإيراني حوله».
*خدمة «نيويورك تايمز»