مصر: لا نقبل بظهور قوة نووية عسكرية في المنطقة

أبوالغيط حذر من تصاعد الخلل الأمني الإقليمي

TT

أعلنت مصر أمس انها ترفض ظهور قوة عسكرية في الشرق الأوسط، اذ اعتبر وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ان حصول ايران على سلاح نووي سيزيد من «حالة الخلل الأمني الاقليمي». وجاء تصريح أبوالغيط عقب مباحثات أجراها أمس مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون ضبط التسلح والأمن الدولي روبرت جوزيف الذي اعرب عن إصرار بلاده على منع إيران من تطوير برنامجها النووي والحصول على اليورانيوم المخصب الذي يمكنها من تصنيع أسلحة نووية. وقال ابوالغيط في بيان صادر عنه أمس انه «من الضروري التوصل الى حل دبلوماسي للأزمة حول الملف النووي الايراني»، وأضاف ان: «مصر لا تقبل ظهور قوة نووية عسكرية في المنطقة، حيث أن ذلك يزيد من تعقيد حالة الخلل الأمني الاقليمي في الشرق الاوسط». وذكر ابوالغيط بأنه لم يحرز تقدماً بعد لـ«شرق أوسط خال من السلاح النووي في ضوء الاصرار الاسرائيلي على عدم الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي أو حتى نيتها للانضمام للمعاهدة». وافاد مسؤولون ان جوزيف سيزور دولا أخرى في المنطقة لمناقشة البرنامج النووي الايراني بعد اعلان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد عن نجاح بلاده في تخصيب اليورانيوم. وبعد محادثات بين جوزيف والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، قال الناطق باسم الجامعة علاء رشدي انه «يجب التعامل مع الملف النووي الاسرائيلي مثل الملف الايراني وعدم استخدام المعايير المزدوجة»، محذراً من «خطورة عدم التعامل مع الملف الاسرائيلي».

ورفض المسؤول الأميركي الإجابة على سؤال حول خطورة الأسلحة النووية الإسرائيلية على أمن واستقرار المنطقة، معتبراً أن إيران أكثر خطورة وأنها تهدف إلى تدمير عملية السلام الجارية بالشرق الأوسط وتقويض التطلعات المشروعة لشعوبها، وتقويض تصميم بلاده للتحرك نحو ترسيخ الديمقراطية في العراق وأفغانستان وتطلعات الشعب اللبناني. وعما يمثله عدم انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي، قال جوزيف إن موقف بلاده يتمثل في تأييدها لمعالجة هذه المعاهدة والعضوية بها، وأضاف أن التركيز ينصب الآن على التعامل مع التهديدات العاجلة التي تمثلها إيران وبرنامجها النووي وتتعرض له المعاهدة ونظام منع الانتشار النووي من جانبها.

وصرح جوزيف بأنه لمس خلال زيارته إلى مصر وعدد من دول المنطقة ما يمثله التهديد والتحدي النووي الإيراني للمنطقة وخاصة إصرار طهران على المضي قدماً في هذا البرنامج. وأعرب جوزيف عن اعتقاده بأن هناك شعورا في المنطقة بهذا التحدي الذي تمثله إيران، وتقديراً لجهود المجتمع الدولي لوقف أنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم، وقال: «وجود إيران كدولة مسلحة بأسلحة نووية أمر غير مقبول ولا يمكن التسامح به سواء من جانب بلاده أو من الجميع»، وأكد: «إنها (إيران) ستصبح أكثر عدوانية إذا حازت هذه الأسلحة وخاصة لجوئها للإرهاب من أجل تقويض عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط».

وقال المسؤول إن إيران تزعم بالطبع أن برنامجها النووي لأغراض سلمية وبلاده تعلم أنه ليس كذلك، معتبراً أن «تخصيبها لليورانيوم ليس لأغراض سلمية ولكن لإنتاج أسلحة نووية».