اشتباكات عنيفة بين القوات الأميركية والعراقية ومسلحين في منطقة الأعظمية ببغداد

ضراوة القتال تحول دون الوصول إلى القتلى والمصابين

TT

تشهد منطقة الاعظمية منذ مساء اول من امس اشتباكات عنيفة بين القوات الاميركية والعراقية من جهة ومسلحين من جهة اخرى. وقالت مصادر امنية ان الاشتباكات اودت بحياة العديد من سكان المنطقة وحالت ضراوة المعارك دون دخول سيارات الاسعاف الى المنطقة. واكد شهود عيان من سكنة المنطقة السنية الاعظمية ان المواجهات المسلحة التي اندلعت بين قوات مشتركة من الجيش الاميركي والجيش العراقي تساندها هليكوبترات اميركية ليست جديدة وانما كانت قد اندلعت قبل ايام وتستمر من منتصف الليل ولغاية الصباح الباكر من اليوم الذي يليه، لكن يوم امس شهد مواجهات مسلحة عنيفة رافقتها حملة اعتقالات واسعة قامت بها تلك القوات بالاضافة الى قوات مغاوير وزارة الداخلية .

وقال ابو عبد الله ، وهو من سكنة الاعظمية وصاحب محل لبيع الازياء الرجالية في شارع عمر بن عبد العزيز، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»: « لقد تم قطع الطرق المؤدية من والى الاعظمية من قبل القوات الاميركية والقوات العراقية المشتركة من الجيش والشرطة، ولم يتسن لاهالي المنطقة من الذهاب الى اعمالهم او فتح محلاتهم المغلقة من الساعة السابعة مساء امس الاول، وقد قامت هذه القوات بحملة مداهمات واسعة شملت المنطقة باكملها وقد القت القبض على مجموعة من المشتبه فيهم وخصوصا في المنازل التي خرجت منها النيران ساعة المواجهة، بالاضافة الى وجود بعض الجثث لمسلحين في شوارع المنطقة والتي قامت القوات العراقية وسيارات الاسعاف بنقلها بالاضافة الى عدد كبير من المواطنين الجرحى الذين تعرضت منازلهم لوابل من النيران سواء كانت هذه النيران صادرة من القوات الاميركية او العراقية او من الجماعات المسلحة التي قامت بمهاجمة المصرف التجاري في المنطقة ولم تتمكن من اقتحامه».

من جهته وصف عمر سلمان صاحب محل للحلاقة في المنطقة والساكن في شارع المغرب الذي يقع ضمن الحدود الادارية لمنطقة الاعظمية التي تمتد من منطقة باب المعظم الى جسر الائمة العمليات المسلحة بـ«الحرب الحقيقية، وهي تشبه تلك المواجهات التي شهدتها المنطقة يوم سقوط بغداد قبل ثلاثة اعوام من الان». وقال احد ضباط الجيش العراقي لـ«الشرق الاوسط» في مكان الحادث «لقد قمنا بحملة اعتقالات واسعة ضد المجرمين والارهابيين الذي يتم ايواؤهم من قبل بعض المواطنين في الاعظمية. وبحسب المعلومات الاستخبارية التي تردنا من هذه المنطقة فان من يقوم بهذه العمليات هم اشخاص غرباء يساعدهم في ذلك بعض الشباب الملوثة عقولهم، ومن بين المعتقلين اشخاص يحملون جنسيات عربية لا استطيع الافصاح عنها». من جهته اشار احد ابناء منطقة الاعظمية الى ان احد كبار الضباط في الجيش العراقي الجديد وهو احد المتعاونين والمفاوضين مع المسلحين داخل منطقة الاعظمية ومن سكنتها تم نقله من الموقع العسكري الذي يتخذ من القصور الرئاسية السابقة مقرا له، وان هذا احد الاسباب التي ادت الى اندلاع الاشتباكات الاخيرة. وكان هذا الضابط الكبير قد سيطر على منطقة الاعظمية خلال فترة وجوده فيها ومنع المداهمات للمنطقة بينما لم تفلح قوات الشرطة طيلة الفترة الماضية من الافلات من نيران المسلحين التي تفادت قوات الحرس الوطني.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في الشرطة قوله ان «جثتين احداهما لامراة وصلت الى مستشفى النعمان في المدينة». واضاف «شخصان اخران اصيبا في الاشتباكات وقوات الشرطة تقوم باحتجازهما لاعتقادها بانهما من المسلحين المهاجمين» وقال مصدر الشرطة «يعتقد وجود اعداد اخرى لمصابين او مقتولين لكن الوصول اليهم الان صعب».

وقال شهود عيان من اهالي مدينة الاعظمية «اشتباكات عنيفة اندلعت بعد منتصف ليلة امس الاحد ومازالت مستمرة حتى صباح اليوم (امس)... ولم تخف حدتها». واضاف الشهود «قوات ترتدي زي مغاوير الداخلية يرافقهم مسلحون مدنيون حاولوا الليلة الماضية دخول المدينة لكن مسلحين من اهالي المدينة تصدوا لهم محاولين منعهم من الدخول... ما ادى الى وقوع الاشتباكات».

ودعا الحزب الاسلامي العراقي في بيان كافة الاطراف الى ضبط النفس والى وزارة الصحة وكافة منظمات الاغاثة الانسانية لتكثيف كافة مواردهم في اسعاف اهالي الاعظمية وانقاذ المحاصرين منهم واخلاء القتلى والجرحى على عجل. ويتهم زعماء السنة وزارة الداخلية العراقية التي يهيمن عليها الشيعة بغض الطرف عن فرق اغتيالات تديرها الميليشيات الشيعية وتنفي الحكومة العراقية ذلك. وتفجرت التوترات الطائفية بين الشيعة والسنة في العراق اثر الهجوم على مزار شيعي في سامراء في فبراير (شباط) والذي اعقبته هجمات متبادلة دفعت العراق الى حافة الحرب الاهلية.