قيادي في مجموعة تنظيمات مسلحة: فاوضنا خليلزاد 7 مرات بين عمان وبغداد

قال لـ«الشرق الأوسط»: لا نعترف بالحكومة العراقية ولن نتعامل معها كونها طائفية

TT

أكد ممثل عن مجموعة بارزة لـ«المقاومة العراقية» وجود مفاوضات بين ما اطلق عليه «التنظيم السري للمقاومة العراقية» والسفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد وان هذه المفاوضات كانت قد بدأت في العاصمة الاردنية عمان بداية العام الحالي، مشيرا الى عدم علاقتهم بما اعلن اخيرا عن مفاوضات بينهم وبين الرئيس العراقي جلال طالباني.

جاء ذلك خلال لقاء هو الاول من نوعه بين ممثل المجموعة ووسيلة اعلامية هي «الشرق الأوسط» تم في منطقة معينة من بغداد أمس. وأوضح انه كان قد شارك في الحوار الذي تم بين لجنة مفاوضة عن المقاومة العراقية والسفير الاميركي في بغداد خليلزاد، وقال «كنا قد شاركنا في حوارات مع السفير الاميركي للفترة اعتبارا من 16ـ01 2006 وان اول لقاء تم في عمان ثم لحقته لقاءات عدة في بغداد خارج ما يسمى بالمنطقة الخضراء حسب شروطنا ان لا نجتمع داخل هذه المنطقة وان لا يتم تفتيشنا حيث لا نرضى بان نفتش داخل ارض عراقية».

واضاف ممثل المجموعة المسلحة قائلا «لقد تحققت سبعة لقاءات بيننا نحن ممثلي أكثر من عشر جهات بارزة في المقاومة العراقية، ثلاثة من هذه اللقاءات تمت قبل الاعلان عن فترة التهدئة التي استمرت سبعة ايام من 06 ـ 02 وحتى 13 ـ02 ثم تحققت اربعة لقاءات بعد فترة التهدئة التي التزمت بها اطراف عديدة في المقاومة بالرغم من عدم مشاركتها في الحوار ثم تحققت 4 لقاءات بعد فترة التهدئة».

واعترف المصدر الذي رفص الافصاح عن اسم التنظيمات التي يمثلها علاوة على عدم ذكر اسمه ان «هذه اللقاءات تمت عن طريق شخصية عراقية نثق بها لها علاقة مع الادارة الاميركية وحواراتنا مع السفير خليلزاد كان هدفها الاتفاق حول خروج القوات الاميركية وتحرير العراق والحفاظ على وحدته واقتصاده وعدم السماح لتدخل اية دولة اجنبية في الشأن العراقي». واضاف «كان على الادارة الاميركية التزامات لتنفيذها خلال فترة التهدئة لنستمر بالتهدئة حتى تشكيل الحكومة لكن الادارة الاميركية لم تنفذ التزاماتها فواصلت تنظيمات المقاومة العراقية التي نمثلها عملياتها».

واضاف «كانت شروطنا الاولية هي ايقاف عمليات المداهمة والقبض على العراقيين الابرياء واطلاق سراح وجبة من الاسرى المعتقلين الذين قبض عليهم بلا وجه حق وايقاف العمليات العسكرية التي تتم من قبل القوات الاميركية وبمشاركة القوات العراقية والرد على مذكرة تفاهم كنا قد سلمناها للسفير الاميركي قبل تشكيل الحكومة العراقية».

واوضح «بالرغم من ذلك استمرت لقاءاتنا مع السفير خليلزاد وقدمنا قبل شهرين مسودة صيغة مذكرة تفاهم لوضع حل شامل للمشكلة العراقية قابلة للتعديل وابدى الجانب الاميركي ارتياحه للمذكرة بالرغم من تحفظهم على بعض نقاطها وكنا على استعداد للمناقشة معهم حول تحفظاتهم كما تم لقاءان مع القيادة العسكرية الاميركية حسب طلب من السفير خليلزاد وحضر هذين اللقاءين ضابط رفيع هو مساعد الجنرال كيسي قائد القوات الاميركية في العراق».

واضاف قائلا «لقد مر اكثر من شهرين منذ تقديم مذكرة التفاهم حتى اليوم ولم يردنا اي رد ايجابي او سلبي بالرغم من رد فعل الجانب الاميركي الايجابي كما اوضحت واكثر من هذا اننا فوجئنا بالتشكيل الاساسي للحكومة العراقية القائم على اساس طائفي وكان من المفترض ان يرد الجانب الاميركي على مذكرتنا قبل هذا التشكيل والتوصل الى اتفاق معين لهذا قررنا ايقاف الحوارات وابلغناهم بذلك في مذكرة سلمت اليهم اول من أمس».

واكد ان «اتفاقنا مع السفير الاميركي كان شرطه عدم اشراك اية شخصية او جهة سياسية عاملة في الساحة السياسة وان الحوار يتم بيننا وبين السفير الاميركي مباشرة كما اخبرنا السفير خليلزاد منذ البداية اننا لا نريد الاشتراك في الحكومة ولا مطالب لنا سوى تحرير العراق وافهمناهم ان وضعهم في العراق يؤذيهم ويؤذينا». وعلق قائلا ان «تشكيل الحكومة بصيغة طائفية سوف يؤدي الى تقسيم العراق واضعافه ونحن لا نعترف بمثل هذه الحكومة ولن نتعامل معها»، معلنا عن وجود جهود لتوحيد المقاومة العراقية في مجلس وقيادة موحدة.

من جهة أخرى قال بيان صادر عن «الهيئة المفاوضة للتنظيم السري للمقاومة العراقية» امس، تسلمت «الشرق الاوسط» نسخة منه ان «ما يذكر في وسائل الاعلام عن وجود حوار بين جماعات مسلحة والجانب الاميركي من خلال وفيق السامرائي (رئيس الاستخبارات العسكرية في عهد صدام حسين والمستشار الأمني للرئيس طالباني) فاننا نعلن باننا لسنا جزءا من هذا الحوار (الذي تحدث عنه طالباني)، مشيرا الى ان «المبدأ هو اننا مع كل عمل وحوار نبيل يحقق اهدافنا في انهاء الاحتلال ونيل الاستقلال والحفاظ على وحدة العراق وأمنه وحماية اقتصاده واعادة بنائه، الا اننا نطالب بالكشف عن عناوين تلك الفصائل ونص الاتفاق الذي سيتم التوقيع عليه كما يدعون».