مؤسسة أميركية: العراق أخطر مكان في التاريخ للعمل الصحافي

74 قتلوا بالعراق مقابل 69 أثناء الحرب العالمية الثانية

TT

أصبح العراق أخطر مكان في العالم للممارسة الصحافية، حيث يواجه الصحافيون مخاطر ومصاعب لا نظير لها، وفاقت خطورة العراق على حياة المراسلين الظروف التي كان يعمل فيها المراسلون أثناء الحرب العالمية الثانية، أو حروب جنوب شرق آسيا. وقالت مؤسسة «منبر الحرية» الاميركية، إن 23 صحافياً قتلوا في العراق العام الماضي، في حين كان قد قتل 20 صحافياً عام 2003 و25 صحافياً عام 2004 وستة صحافيين مطلع هذه السنة، وبالتالي يعتبر العراق أخطر منطقة في التاريخ يمارس فيها العمل الصحافي. وستحتفي مؤسسة «منبر الحرية» غدا باضافة اسماء 59 صحافياً من مختلف أنحاء العالم الى قائمة الصحافيين الذين قتلوا أثناء تأدية مهامهم، وتضاف اسماء هؤلاء الصحافيين في «يوم حرية الصحافة العالمي»، الى النصب التذكاري خلال احتفال خاص ينظم في مدينة ارلينغتون في ولاية فرجينيا (مجاورة للعاصمة واشنطن)، ليصبح عدد الصحافيين الذين يضمهم هذا النصب 1665 صحافياً يعتبرون من «الخالدين». وهناك اثنان من الصحافيين العرب سيخلدون في هذا النصب ضمن الآخرين، وهما جبران تويني رئيس صحيفة «النهار» اللبنانية وسمير قصير الصحافي والكاتب في الصحيفة نفسها، وكان الاثنان قد اغتيلا في العام الماضي، بعد تفجير سيارتيهما في العاصمة اللبنانية بيروت.

وسيبدأ الحفل التأبيني في الصباح الباكر بقراءة اسماء الصحافيين الذين قتلوا أثناء تأدية مهامهم العام الماضي، ثم يتحدث ديفيد ويتين رئيس مجلس إدارة شبكة إيه. بي. سي وشارلس اوفربي رئيس «منبر الحرية» وآخرون، وستقرأ لائحة الصحافيين المخلدين ونبذة عن حياة كل واحد منهم. وقالت المؤسسة، إن الصحافيين الذين سيحتفى بهم هذه السنة قتلوا في اذربيجان وبنغلاديش والبرازيل وكولومبيا والكونغو والاكوادور وهايتي والهند ولبنان والمكسيك والنيبال وباكستان والفلبين وروسيا وصربيا وسيراليون والصومال وسيري لانكا وتايلند والولايات المتحدة، وفقد هؤلاء الصحافيون حياتهم وهم يغطون الأحداث أو يقومون بمهامهم الصحافية. ومعظمهم قتلوا بسبب تقاريرهم او تعليقاتهم حول الحكومة والقضايا السياسية أو الجرائم.

وقالت المؤسسة، إن العراق يبقى هو المكان الأخطر على الاطلاق في العالم، واوردت في هذا الصدد أن المراسلين الذين قتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية بلغ عددهم 69 صحافياً، في حين قتل أثناء حرب فيتنام وحرب كمبوديا 63 صحافياً، لكن عدد الصحافيين الذين قتلوا في العراق منذ الاجتياح الاميركي في ربيع عام 2003 بلغوا حتى الربع الاول من السنة الحالية 74 صحافياً. ولم تحدد المؤسسة هوية الصحافيين الذين قتلوا في العراق، لكن يرجح ان معظمهم من العراقيين. واضطر كثير من الصحافيين أن يعيشوا حياة العزلة.

يشار الى أن مؤسسة «منبر الحرية»، التي ستخلد اسماء الصحافيين يوم غد تدافع عن «حرية الصحافة وحرية التعبير والحرية لجميع الناس»، وهي من المؤسسات التي تحظي بمصداقية كبيرة. يذكر ان «يوم حرية الصحافة العالمي»، الذي يصادف كل سنة يوم 3 مايو (آيار)، حدد من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 للاحتفال بحرية الصحافة في مختلف انحاء العالم وحماية الصحافة من الاعتداءات، وتخليد اسماء الصحافيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحقيقة.