الجيش الأميركي يستخدم أسساً جديدة لتجنب المواجهات مع المدنيين في العراق

منها إطلاق الرصاص التحذيري واستخدام الإضاءة القوية في نقاط التفتيش

TT

قال ضباط كبار في الجيش الأميركي إن القادة العسكريين الأميركيين في العراق يتخذون خطوات تهدف الى تقليص فرص المجابهات العنيفة بين قواتهم والعراقيين الأبرياء خلال الأعمال الروتينية اليومية في إدارة نقاط التفتيش وتسيير قوافل العربات. وتعكس التغيرات القلق العميق من ان سلوك الجنود الأميركيين يستمر على إثارة نفور كثير من العراقيين على الرغم من ثلاث سنوات من الجهود التي يبذلها الجيش الأميركي من أجل تعزيز وعي أكبر بين القوات حول كيفية النظر الى أفعالهم.

ويقصد من التغييرات تجنب المجابهات التي تتفاقم وتتحول الى استخدام القوة، على سبيل المثال استبدال الإشارات أو التنبيهات الأخرى بإطلاق الرصاص التحذيري أو استخدام الإضاءة القوية للتوثق من أن السائقين المدنيين الذين يقتربون من نقاط التفتيش يمكنهم رؤية الأميركيين بوضوح.

واتخذ الجنرال بيتر تشياريلي، قائد العمليات العسكرية اليومية في العراق، الخطوة غير المألوفة بإحالة مقالات نشرت مؤخرا في الصحافة البريطانية الى القادة العسكريين التابعين له، وهي مقالات أدانت القوات الأميركية على ما وصف بأنه مستويات غير ضرورية من السلوك الفظ.

وقال الجنرال تشياريلي في مقابلة جرت مؤخرا بالهاتف من مقره قرب بغداد «لا أعتقد أنه يضايقنا على الاطلاق ان ننظر في الأمر ونوجه بعض الأسئلة الصارمة حول الكيفية التي ينظر بها الينا وكيف نتصرف كجنود هنا في العراق. انه يتوافق مع ما أحاول القيام به في التحفيز على مستوى أرفع من الفهم والحساسية الثقافية». ولا ريب انه في السنوات الثلاث منذ الغزو قامت القوات الأميركية بتنفير العراقيين بأعداد كبيرة، ويمتد ذلك من الأحداث الكارثية في سجن أبو غريب، حيث أسيئت معاملة السجناء العراقيين على أيدي السجانين الأميركيين، الى اهانات اصغر لكنها يومية، عندما يستخدم بعض الجنود أساليب فظة غير مبررة في نقاط التفتيش وأثناء الغارات وعند التفتيش.

ويقول بعض قادة الوحدات الميدانية ان التوجيهات قد تجعل من الأصعب حماية قواتهم. بل ان البعض يحذرون من أن التأكيد يمكن ان يؤدي الى تردد بين جنودهم عندما يكون هناك تهديد حقيقي، ويعرقل قابليتهم على شن القتال ضد التمرد.

وقال الجنرال تشياريلي ان الاجراءات ستقلص عدد الحوادث التي يلجأ فيها الجنود الأميركيون الى استخدام القوة، بينما لا تزيد من الخطر على القوات الأميركية. وقال انه «من خلال عملنا مع المسؤولين الأمنيين العراقيين حددنا رد الفعل الذي يتعين على الجنود اتخاذه، وحددنا معا ما يعنيه حادث تصعيد القوة. وهذه توجيهات وخطوط مرشدة للتفكير بشأن استخدام القوة».

وفي جزء مهم من هذا الجهد يعمل القادة في مختلف أنحاء العراق مع ضباط استخبارات لتشخيص المؤشرات على المفجرين الانتحاريين والمهاجمين الآخرين، وإعطاء الجنود الحراس طائفة من التعليمات المرشدة لتفسير أكثر فاعلية للخطر الذي تشكله جماعة مجهولة من العراقيين. ولأسباب أمنية طلب الضباط عدم نشر المعلومات الخاصة بالتشخيص.

وتشتمل الأساليب أيضا على استخدام الأضواء القوية من قبل القوات العاملة في نقاط التفتيش حتى يتمكنوا من تسليط أشعة الضوء على السيارات التي تسير مسرعة، بدلا من اطلاق الطلقات التحذيرية. وفي حالات كثيرة قد لا يحاول السائقون العراقيون تجاوز نقاط التفتيش الأميركية ولكنهم لا يستطيعون رؤية الجنود في طرق غير مضاءة في الليل وفقا لما قاله مسؤولون.

وتستخدم هذه الأساليب في بعض الأجزاء التي يتصاعد فيها العنف بصورة أكبر في البلاد. وقال اللفتنانت ناثان برادن، المتحدث باسم قوات المارينز، في رسالة بالبريد الإلكتروني من العراق «نحن فعلا نستخدم طرقا مختلفة لتحقيق أغراضنا وإصدار توجيهات الى الناس ونحن نتواصل معهم في الطرق العامة والشوارع في مدينة الفلوجة».وأضاف ان «جنود المارينز مزودون بالكثير من الوسائل الخاصة بأنظمة السيطرة على المرور، مثل الإشارات باللغة العربية والأعلام والأضواء وأجهزة التنبيه وصفارات الانذار». وتستخدم فرقة المشاة الرابعة في الجيش، المسؤولة عن مجموعة مدن ومناطق ريفية وسط العراق تعادل مساحة ولاية فرجينيا، بما في ذلك بغداد، مضارب كبيرة محمولة باليد لتأشير تحركات الطريق لعرباتها المدرعة وشاحناتها وعربات الهمفي.

وظلت قوافل العربات العسكرية الأميركية مصدر إزعاج مستمر للسائقين العراقيين. وقال الرقيب جيفري باركر الذي يعمل في حراسة جنوب بغداد انه «لدينا لوحات بالعربية والانجليزية مكتوب عليها «توقف» و«أبطئ»، ونحن نرفعها عاليا عند الحارس حامل البندقية الرابض في البرج ليلوح للسائقين العراقيين على امتداد طريقنا من أجل الإشارة الى تحركاتنا».

* خدمة «نيويورك تايمز»