برلين تريد إشراك موسكو وبكين في رد مشترك على طهران

ملف إيران النووي في صلب مباحثات ميركل وبوش

TT

بدأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس ثاني زيارة لها لواشنطن خلال أربعة أشهر، وهو ما لم يحققه أي مستشار ألماني آخر قبلها. وذكرت مصادر في دائرة المستشارة ميركل ان ملف إيران النووي سيكون في صلب المباحثات التي تجريها مع الرئيس جورج بوش في واشنطن، ولتؤكد ميركل موقف بلدها المطالب باشراك الصين وروسيا في معالجة الملف الإيراني. وإن كانت هذه الزيارة تعبر عن التقارب الاميركي ـ الألماني في زمن حكم المحافظين الألمان، فإن زيارة ميركل في الأسبوع الماضي لموسكو، ولقاءها مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وزيارتها المخطط لها إلى الصين في نهاية هذا الشهر، تشي بالدور الذي تلعبه ألمانيا في الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لحشد التحالف الدولي ضد إيران. وبمناسبة زيارة ميركل الى واشنطن، أعلن كارستن فويت، منسق العلاقات الألمانية ـ الأميركية في وزارة الخارجية الألمانية ان بلاده تسعى الى اشراك الصين وروسيا في رد مشترك على إيران ولا تستبعد فرض عقوبات على هذا البلد في حال لم يتراجع عن برنامجه النووي. وفي حديث الى اذاعة «أنفو راديو»، قال فويت ان العقوبات هي «اجراء لا يمكن استبعاده في حال لم تتراجع ايران، لان التصميم على منعها من صنع او امتلاك أسلحة نووية هو هدف مشترك للأوروبيين والاميركيين». وأضاف ان المسألة اليوم هي حمل مجلس الأمن الدولي على تحرك مشترك، لذلك فان الأولوية هي للجهود «الهادفة الى اشراك الصين وروسيا في القرارات المشتركة». وأشار فويت الى ان الحكومة الألمانية «مصممة حاليا على التفاوض مع ايران وهي في هذا الإطار تركز فقط على التحرك الدبلوماسي».

وتجد سياسة التقارب التي تنتهجها ميركل مع الولايات المتحدة ترحيباً واسعاً في الإدارة الأميركية، إلا أنها تواجه بكثير من الشك من قبل الشركات الألمانية حينما تتعلق بطرح فرض العقوبات الاقتصادية على إيران. إذ تجازف ميركل، من خلال هذه العقوبات، بخسارة شريكها الاقتصادي الأول (إيران) في الشرق الأوسط. ويذكر ان قيمة الصادرات الألمانية لإيران سنوياً يزيد على 5 مليارات يورو. وتحدثت مصادر في دائرة المستشارة لصحيفة «راينشه بوست» عن «زيارات روتينية» مستمرة ستقوم بها ميركل إلى واشنطن للقاء الرئيس بوش. ويفترض حسب هذا التصور أن تتم جدولة لقاءات المستشارة الألمانية والرئيس الأميركي على غرار اللقاءات الدورية التي دشنها المستشار السابق غيرهارد شرودر مع الرئيس الفرنسي في إطار تطوير وتنسيق العلاقات الثنائية بين البلدين. والتقت ميركل مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ومع الرئيس الاميركي بحضور«السيدة الأولى» لورا بوش. وتنقل المستشارة الألمانية في واشنطن للإدارة الاميركية نتائج مباحثاتها الثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو قبل اسبوع. وكان اجتماع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا حول الملف الإيراني أول من أمس في باريس قد توصل إلى اتفاق يطالب إيران بوقف برنامجها النووي، إلا أنه فشل في تحقيق إجماع على فرض العقوبات الاقتصادية على إيران أو التلويح بالقوة العسكرية. وفي حين لا تستبعد الولايات المتحدة الخيار العسكري ضد إيران، قال ناطق باسم الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني الحاكم إن مثل هذا الخيار غير مطروح على «أجندة» الحكومة الألمانية. وكان من المرتقب أن تلقي ميركل خطاباً في الاجتماع العام للجنة اليهود الأميركيين في وقت متأخر من ليل أمس، يتناول قضية التهديدات الإيرانية لإسرائيل. ويأمل اليهود الأميركيون، من خلال الزيارة، إقناع الحكومة الألمانية بضرورة رفع الحظر عن الأرشيف النازي في مكتبة باد ارولزن(في ولاية هيسن). وقدم اليهود الأميركان في العقود الماضية عدة مذكرات إلى الحكومة الألمانية تطالب بالسماح لهم بالاطلاع على هذا الأرشيف.