اعتقال المفكر الإيراني الإصلاحي رامين جهان بغلو

استياء في الأوساط الثقافية الدولية

TT

لم يتفاجأ الوسط السياسي والثقافي في ايران بانتشار خبر اعتقال المفكر والكاتب البارز رامين جهان بغلو فحسب، بل ان الاوساط الثقافية والاكاديمية في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا والهند أبدت دهشتها حيال الخبر، علما بان رامين جهان بغلو لم يكن يزاول أي نشاط سياسي كما ان مسؤوليته كباحث في مؤسسة فرنسية مهتمة بالثقافة والادب واللغة الفارسية، الى جانب تدريسه في الجامعات ومحاضراته القيمة في مجال الادب والفلسفة والثقافة ومعرفة الجمال في بيت الفنانين، كانت غير معنية بالسياسة وقضايا الساعة. غير ان المفكر الايراني الكبير وجه انتقادات اخيرا الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بسبب تصريحاته ضد اليهود ونفيه للمجزرة اليهودية على ايدي النازيين (هولوكوست). ودرس أمين جهان بغلو في فرنسا وحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون، ومن ثم انتقل الى كندا والولايات المتحدة حيث درس لفترة قصيرة في عدد من جامعاتها، ونال شهادة «فوق الدكتوراه» من جامعة هارفارد قبل عودته الى ايران.

ومؤلفات جهان بغلو وترجماته من الفرنسية والانجليزية الى اللغة الفارسية حققت له شهرة واسعة بين المثقفين والطلاب، لا سيما كتابه المعروف «الحداثيون» وكتب «العقل الحديث»، و«الحداثة والديمقراطية والمثقفون».

وفي العام الماضي اعد جهان بغلو سلسلة برامج اذاعية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) تحت عنوان «الافكار».

وقد تم اعتقال جهان بغلو حين عودته من الهند في مطار مهرآباد، وكان قد قضى بضعة هناك حيث القى عدة محاضرات والتقى «الدالاتي لاما».

وأكدت صحيفة «اعتماد ملي» الايرانية الاصلاحية أمس الانباء حول اعتقال المفكر الايراني اذ نقلت تصريحات مسؤول قضائي ايراني قال فيها: «ثمة اتهامات عدة ضده وسيتم اعلان القرار الاتهامي مع انتهاء استجوابه». وقال هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته ان جهان بغلو «موقوف في سجن ايفين» شمال غربي طهران. واعربت جبهة المشاركة، الحزب الاصلاحي الرئيسي الذي يترأسه محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي الثلاثاء، عن قلقها لتوقيف جهان بغلو من دون ان تكشف هويته.

ونقلت وكالة ايلنا للانباء، القريبة من الاصلاحيين، عن سعيد شريعتي المسؤول عن الاعلام في جبهة المشاركة ان «اعضاء اللجنة المركزية (للحزب) عبروا عن قلقهم لتوقيف استاذ جامعي ووجه فكري ايراني مع غياب اي معلومات عن وضعه».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا اصفي قد اشار الاحد الى ان سفيراً اجنبياً «وجه رسالة شفهية الى الوزارة مبديا قلقه حيال توقيف استاذ جامعي». ولم يدل اصفي باي معلومات اضافية حول هذه القضية.