مسؤول أمني: عوائل سنية وشيعية هجرت مناطقها بشكل طوعي

قال إن البعض نزح لدوافع مادية وإن محافظات جنوبية استقبلت نازحين سنة

TT

كشف مسؤول أمني رفيع المستوى في مجلس محافظة بغداد، أن عمليات التهجير للعوائل لم تشمل العوائل الشيعية فقط بل، هناك الكثير من العوائل السنية تركت مناطقها ولكن دون أن تتلقى أي تهديد، لكنها فضلت الانتقال مخافة ردة الفعل التي قد تحصل جراء الأحداث.

وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك هجرة طواعية للعوائل ما زالت مستمرة في المناطق الشيعية «وأغلب هذه العوائل من السنة، وأكد العديد منهم أنهم لم يتعرضوا لأي تهديد، لكنهم يخشون حدوث ردة فعل معينة من قبل الشيعة، ولهذا فضلوا الانتقال إلى مناطق أخرى، ونفس الأمر حدث في مناطق أخرى ذات الأغلبية السنية، حيث فضلت العديد من العوائل الشيعية الانتقال منها مخافة ردة فعل السنة، ومن هذه المناطق الطارمية الواقعة في ضواحي بغداد وأيضا اللطيفية وأبو غريب والتاجي. وعند الاستفسار من قبل العوائل المهاجرة عن أسباب تركهم لمناطقهم، أكدوا أنهم لا يستطيعون العيش في مناطق تكثر فيها العمليات الإرهابية، ومن الأحسن لهم البحث عن مناطق آمنة لهم ولأبنائهم. وفي نفس الوقت حدث أيضا في نفس هذه المناطق ـ تضاف إليها مناطق اليوسفية والبلديات وسط بغداد والمحمودية وحي الخضراء وحي عدن والدورة ـ تهجير قسري لعوائل شيعية كثيرة، وقد وصل الأمر إلى أن نسبة التهجير من مناطق وسط بغداد توازي منطقة أبو غريب».

واضاف المسؤول قائلا «ان الغريب في الأمر أن الجهات التي عملت على إجبار هذه العوائل على ترك مناطقها، عملت بشكل أو بآخر على أن تنتقل العائلة من دون وثائق أو سندات ملكية لبيوتها أو أراضيها، وأيضا تهجيرها بعد قتل احد أبنائها أو خطفه، كما أن قسما كبيرا منهم وخاصة من الذين يسكنون في الريف يمتلكون أراضي زراعية تصل إلى مئات الدونمات ولديهم من المواشي الكثير أيضا، ولم يسمح لهم حتى بأخذ مواشيهم. وعليه يمكن القول إن هذه الظاهرة لم تكن ذات طابع طائفي فقط، وإنما اتخذت طابعا آخر أبعد من ذلك بكثير».

وأكد المسؤول «أن هناك عمليات تهجير لا تقع ضمن النوع القسري أو الطوعي؛ فقسم ضئيل من العوائل وخاصة ممن لا تملك أراضي زراعية أو أملاكا تذكر في مناطقها، قامت بالانتقال من هذه المناطق سعيا منها في الحصول على امتيازات من قبل الدولة، مثل قطع أراض سكنية أو زراعية أو تعويض مادي يساعدها على بدء حياة جديدة في المناطق التي انتقلوا إليها».

وردا على بعض التصريحات التي تؤكد أن العوائل السنية هي التي تتعرض للتهجير القسري، بين المسؤول «أن هذا الأمر حدث لكن في نفس المناطق ذات الأغلبية السنية، مثل أبو غريب واللطيفية واليوسفية. فقد هجرت عوائل سنية أيضا منها بعد أن هددت من اطراف سنية، لكون رب الأسرة متزوجا من شيعية، والدليل على هذا الأمر أن بعض محافظات الفرات الأوسط مثل بابل وكربلاء وأيضا محافظات الجنوب تستقبل كل يوم عشرات العوائل السنية والتي تبحث عن مناطق أكثر أمنا، حتى وأن لم يكن رب الأسرة متزوجا من امرأة شيعية». واختتم المسؤول قوله «إن أغلب خطط محافظة بغداد الآن تنصب على إيجاد حل جذري للمشكلة وعدم الاكتفاء بإيجاد سبل إعانة هذه العوائل فقط. والحل الأمثل يكمن في إيجاد طريقة مناسبة ورصينة لإعادة هذه العوائل إلى أملاكها وبيوتها ومزارعها».