الشرطة المصرية تقتل زعيم تنظيم التوحيد والجهاد وتعتقل مساعده

الملاحي شارك في كل تفجيرات سيناء وخطط عملية دهب

TT

قالت الشرطة المصرية أمس إنها قتلت قائد تنظيم التوحيد والجهاد المسؤول عن العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء طوال العامين الماضيين بعد اشتباكات مسلحة مع الشرطة استمرت نحو ثماني ساعات نجحت خلالها في قتل نصر خميس الملاحي الذي يعتقد أنه تولى قيادة التنظيم عقب مصرع قائده الطبيب الفلسطيني خالد مساعد العام الماضي.

وأشارت مصادر أمنية مصرية في شمال سيناء الى أن الملاحي قتل في منطقة المزارع جنوب العريش بعد رصد تحركاته وحصاره هو وأحد معاونيه ويدعى محمد عبد الله عليان وهو ضمن قائمة الـ25 التي أعلنتها الشرطة المصرية قبل ثلاثة أيام وقد تمكنت القوة الأمنية المهاجمة من ضبطه حيث يخضع حاليا لتحقيقات موسعة لمعرفة اية تفاصيل أخرى عن أماكن اختفاء باقي أعضاء التنظيم.

وحسب الشرطة المصرية فإن الملاحي شارك في تفجيرات طابا وشرم الشيخ خلال العامين الماضيين وخطط لتنفيذ تفجيرات دهب عقب توليه قيادة التوحيد والجهاد بعد مصرع قائد التنظيم.

وتشير المعلومات التي تم جمعها عن الملاحي إلى انه من مواليد محافظة البحيرة في غرب مصر عام 1976 وانتقل الى العريش وحاصل على ليسانس الحقوق وكان يعمل مزارعا ويقيم في حي السومران بالعريش.

ووفقا لمذكرة تحريات مباحث أمن الدولة حول تنظيم التوحيد والجهاد فإن الملاحي شارك في سرقة إحدى السيارات المستخدمة في تفجيرات طابا ونويبع ثم هرب بعد التفجيرات إلى صحراء رفح واختفى عند راعي أغنام يدعى ناصر أبو زقول ألقت الشرطة القبض عليه.

كما شارك في التخطيط لتفجيرات شرم الشيخ وإعداد السيارات بالمتفجرات لكنه هرب بعد ذلك على عزبة عطية الناظر بمركز التل الكبير حيث اختفى عند مصطفى حسين محمد سليم عضو التنظيم الذي أوقفته الشرطة، وكشف ان الملاحي استأجر مزرعة مساحتها خمسة أفدنة كان يعقد فيها لقاءات تنظيميه مع أعضاء التنظيم واشترى مستلزمات زراعية بمبلغ 150 ألف جنيه للبدء في زراعة المزرعة على أن يخصص عائدها للانفاق على التنظيم.

وتمكن الملاحي من الهرب قبل أن توقف الشرطة مصطفى حسين الذي أخفاه في التل الكبير وترجح المصادر الأمنية أنه تولى قيادة التنظيم في سبتمبر (ايلول) العام الماضي عقب مصرع قائده الطبيب الفلسطيني خالد مساعد في إطلاق نار مع كمين للشرطة قرب مدينة العريش.

وتقول المصادر أنه كان مسؤولا عن عمليات توفير التمويل اللازم للتنظيم وأنه شارك بدور رئيسي في توفير السيارات المفخخة التي استخدمت في حوادث التفجيرات.

أما محمد عليان أبو جرير الذي أوقفته الشرطة فهو الساعد الأيمن لنصر خميس الملاحي وقالت مصادر أمنية إن أبو جرير انضم للتنظيم عام2002 بعد حضوره حلقات ودروس دينية يلقيها الملاحي في منطقة المسمي بالعريش وبايعه في 2003 اشترك في تفجيرات طابا في أكتوبر2004 (تشرين الاول) والتوجه مع عدد من عناصر التنظيم في مدينة نخل بالقرب من وسط سيناء حيث قاموا بتلغيم ثلاث سيارات بالمتفجرات وتوجهوا بها إلى فندق هيلتون طابا ومخيمين في نويبع وبعد ذلك عاد للاختباء مع أمير التنظيم في صحراء مدينة رفح حيث اختبأ عند راعي الاغنام زقول ثم كلفه أمير التنظيم بالتوجه مع عناصر من التنظيم لمنطقة الجفاجفة جنوب العريش لتجميع مواد مفرقعة تمهيدا لتنفيذ تفجيرات شرم الشيخ، وكان أحد ثمانية أشخاص توجهوا إلى شرم الشيخ لتنفيذ التفجيرات التي وقعت في يوليو (تموز) 2005 ثم عاد للعريش للهرب مع أمير التنظيم في وادي الأرزاق ثم كلفه قائد التنظيم بجمع متفجرات جديدة حيث اشترك في تنفيذ هجوم فاشل في أغسطس (آب) 2005 وهرب بعده إلى أن تم القبض عليه أمس.

وكانت أجهزة الأمن المرابطة في المنطقة منذ أسبوعين قد تلقت معلومات باختفاء الرأس المدبرة لتفجيرات دهب نصر خميس الملاحي وتمكنت الشرطة بمساعدة قصاصي الأثر والبدو من محاصرة الوكر الذي اختبأ فيه المتهم وتمكنت من رصد تحركاته باستخدام الأجهزة الحديثة، وصباح أمس هاجمت قوة من الأمن الملاحي وبعد معركة شرسة نجحت في قتله والقبض على ساعده الأيمن محمد العليان وتم إحالته لنيابة أمن الدولة للتحقيق معه.

في الوقت نفسه تواصل أجهزة الأمن بشمال سيناء وقوات مكافحة الإرهاب الدولي عمليات تمشيط المناطق الجبلية والصحراوية بوسط سيناء والطرق المؤدية إليها لتعقب العناصر الهاربة من المطلوبين في التفجيرات.

وأضافت المصادر أنه يتم الاستعانة بمجموعة من قصاصي الأثر وعدد من أبناء سيناء المتعاونين لتقصي أقدام الهاربين حيث يجري محاصرة تلك المناطق وأحكام الرقابة عليها لعدم تمكن الإرهابيين من الهرب. وتابعت المصادر أن قوات الشرطة تقوم حاليا بتمشيط ومراقبة مناطق جنوب الشيخ زويد والجورة بشمال سيناء.