رئيس المحاكم الشرعية الصومالية: نتوقع معركة جديدة حاسمة في مقديشو الأسبوع المقبل

ميليشياته سيطرت على مدينة بلعد في معارك ضد تحالف محاربة الإرهاب قتل فيها 12 شخصا

TT

سقط 12 قتيلا، وأصيب عشرات آخرون في معارك جديدة اندلعت في مدينة بلعد، على بعد 30 كيلومترا شمال مقديشو، بينما سيطرت ميليشيات المحاكم الشرعية على العاصمة مقديشو.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، ان المعارك الجديدة سمحت لمقاتلي ميليشيات المحاكم بالاستيلاء على هذه المدينة الاستراتيجية التي كانت حتى الآن تحت سيطرة رجال التحالف لإرساء السلم ومكافحة الارهاب.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن عاملين في مجال الاغاثة الطبية، ان غالبية الضحايا هم من عناصر ميليشيات التحالف الذين سقطوا في بلعد، وفي قرية بصرة الصغيرة المجاورة.

ووفقا لمعلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، فقد بدأت ميليشيات المحاكم الشرعية في تنظيف آخر الجيوب والمواقع التي هيمن عيها أمراء الحرب لسنوات طويلة في مقديشو، بينما هرب عدد من أبرز أمراء الحرب وميليشياتهم إلى مدينتي جوهر، على بعد تسعين كيلومترا، وبيداوة على بعد 245 كيلومترا، من مقديشو. فيما شكك الرئيس الصومالي الانتقالي، عبد الله يوسف، من قدرة المحاكم الشرعية في السيطرة منفردة على العاصمة، داعيا الأطراف المتناحرة إلى وقف الاشتباكات الدامية بينها.

وقالت مصادر صومالية، ان محمد قنيرى أفرح، وزير الأمن والاستخبارات المنشق على الحكومة الانتقالية، التي يقودها علي محمد جيدي، فر من مقديشو بعد تعرض قواته لخسائر كبيرة، وفقدانها معظم مواقعها الاستراتيجية، وأنه وصل بالفعل إلى جوهر، بينما وصل نحو 200 من عناصر ميليشيات بوتان عيسى عليم إلي مدينة بيداوة، المقر المؤقت للحكومة، وسط ترحيب من كبار مسؤوليها، وتم إلحاقهم بمعسكر خارج المدينة.

وأبلغ الشريف شريف أحمد، رئيس المحاكم الشرعية، «الشرق الأوسط»، أنه بدأ يخطط لكيفية إدارة شؤون العاصمة، بالاستعانة بكل العناصر الوطنية التي لم تتورط في الحرب الأهلية، نافيا اعتزامه إعلان مقديشو إمارة أو دولة إسلامية.

وقال شريف، ان الاشتباكات الدامية في مقديشو قد خفت حدتها، وان ميليشياته تفرض سيطرتها على معظم ضواحي المدينة من دون أي مقاومة تذكر، لكنه توقع في المقابل وقوع ما وصفه بالمعركة الحاسمة لإعلان السيطرة الكاملة والنهائية لقواته على مقديشو التي ينتشر في جنباتها نحو 30 ألف مسلح.

من جانبه، قال الرئيس الصومالي الانتقالي، عبد الله يوسف، انه لا يعتقد أن لدى المحاكم الشرعية القدرة على السيطرة بمفردها على كامل ضواحي مقديشو، أو إعلان قيام دولة إسلامية فيها، مشيرا إلى أن الشعب الصومالي سيرفض هذا الاتجاه على الفور.وقال إن الوساطة التي يقوم بها بعض وزراء الحكومة الانتقالية وأعضاء البرلمان، للتوصل إلى اتفاق هدنة بين المحاكم الشرعية وميليشيات أمراء الحرب، فيما يسمى بمجلس مكافحة الإرهاب، لم تسفر عن تحقيق أي تقدم. لكنه أضاف أن حكومته مستمرة في هذه الوساطة، بالرغم من ذلك.

وأبلغ يوسف، «الشرق الأوسط»، أن هناك قوى أجنبية تقف وراء أمراء الحرب وتغذيهم، لكنه رفض تسميتها. ولم يرد على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة التي سبق له اتهامها بالتدخل في الشؤون الصومالية، تعتبر من بين هذه القوى الأجنبية التي قال انها ترى أن مصلحتها تكمن في استمرار الفوضى السياسية والأمنية العارمة في الصومال.

ودعا يوسف الأطراف المتناحرة في العاصمة مقديشو إلى وقف الاشتباكات الدامية بينها التي حصدت حتى الآن أرواح مئات القتلى، فضلا عن مئات آخرين من الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

وأعلن يوسف إصراره على طرد أربعة من وزراء حكومة رئيس وزرائه علي محمد جيدي، متورطين في القتال العنيف الذي تشهده العاصمة الصومالية مقديشو منذ بضعة أسابيع. وقال انه لن يشعر بالأسف لرحيل هؤلاء، في إشارة إلى موسى سودى يالاهو، وزير التجارة، ومحمد قنيرى أفرح، وزير الأمن والمخابرات، ووزير الشؤون الدينية، عمر فينيش، ووزير إعادة تأهيل الميليشيات المسلحة، بوتن ايس، وكلهم من أمراء الحرب الذين رفضوا أي حلول وسط، وأصروا على انتقال الحكومة الانتقالية فور تشكيلها قبل نحو ثمانية عشر شهرا إلى مقديشو، بغض النظر عن وضعها الأمني المتدهور، كما أعلنوا رفضهم لخطط جيدي بشأن جلب قوات حفظ سلام أفريقية وعربية.