خامنئي يلوح بسلاح النفط «إذا أخطأت واشنطن بحق إيران»

رفض التهديدات والرشاوى وأكد استمرار البرنامج النووي

TT

حذر المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي أمس، الولايات المتحدة من ان ايران قد تستخدم النفط سلاحاً لمواجهة اية ضغوط أو هجوم عليها، قائلاً: «اذا ارتكبتم خطأ واحداً في حق ايران، فمن المؤكد ان التزويد بالطاقة سيكون في خطر كبير». وأكد خامنئي ان على ايران عدم التنازل بشأن «تقدمها العلمي» (النووي)، في مواجهة التهديدات وعروض الرشاوى، وذلك في اشارة الى مقترحات الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا لتسوية الأزمة حول الملف النووي الايراني. وأكدت وزيرة الخارجية الاميركية أمس، ان الدول الست تريد «حل مسألة (البرنامج النووي الايراني) خلال أسابيع»، مقللة من اهمية التهديد الايراني بقطع امدادات النفط.

وفي خطاب بثه التلفزيون الايراني الرسمي، وجه خامنئي رسالة الى الولايات المتحدة، قائلاً: «تهددون ايران وتقولون انكم تريدون السيطرة على الطاقة في المنطقة»، مضيفاً: «لستم قادرين ابداً على توفير أمن الطاقة في المنطقة». وتابع خامنئي، في مناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاة آية الله الخميني، قائد الثورة الاسلامية: «اذا ارتكبتم خطأ واحدا في حق ايران، فمن المؤكد ان التزويد بالطاقة سيكون في خطر كبير». وهددت ايران الخاضعة للضغط، لا سيما من قبل الولايات المتحدة من اجل تعليق برنامجها النووي، ضمناً ومراراً بتعطيل الامدادات من نفط الخليج، اذا تعرضت الى هجوم او عقوبات. وقد اتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والمانيا، الخميس الماضي على تقديم عرض لايران، يهدف الى اقناعها بتعليق تخصيب اليورانيوم. ومن المرتقب ان ينقل الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا مضمون العرض الدولي غير المعلن بعد الى المسؤولين الايرانيين. ويتضمن العرض اجراءات تحفيزية، لكن ايضاً تهديداً باتخاذ اجراءات لاحقة في مجلس الأمن الدولي، في حال رفض الايرانيون الامتثال للطلبات الدولية. واشار آية الله علي خامنئي الى هذه الاجراءات المحتملة محذراً من ان «كل من يهدد مصالحنا سيعرف مدى شدة غضبنا». الا انه لفت الى اننا: «لسنا البادئين بالحرب ولا نناصب‌ اي دوله العداء».

وقال خامنئي: «لقد حققنا العديد من الانجازات العلمية وعلينا عدم التنازل عن هذا المورد الثمين في مواجهة تهديدات الاعداء والا نخدع برشاوى الاعداء». ووصف خامنئي البرنامج النووي الايراني بانه «استثمار تاريخي يمثل الاستقلال السياسي للامة وثقتها بنفسها». وعلى الرغم من ان ايران تصر على ان برنامجها النووي غرضه الطاقة السلمية، الا ان الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تخشى من انه غطاء لتطوير اسلحة نووية. وكرر خامنئي موقف بلاده الرافض لتطوير الاسلحة النووية، قائلاً: «لسنا بحاجه الي قنبلة نووية ونعتبر استخدام السلاح النووي مخالفا لاحكام الشريعة الاسلامية». ووجه خامنئي انتقادات شديدة ضد واشنطن، معتبراَ ان الحديث عن معارضة دولية لبرنامج ايران النووي «كذبة اميركية». وشكك ايضا في وحدة المجموعة الدولية لارغام ايران على تعليق انشطتها الحساسة. وعلق: «ليس هناك توافق ضد ايران، انهم فقط الاميركيون وحلفاؤهم»، مشيراً الى ان بلاده تحظى بدعم حركة عدم الانحياز ودول منظمة المؤتمر الاسلامي. واكد ان الاوروبيين الذين يتحركون كوسطاء ويتبنون تحت الضغط المواقف الاميركية، فانهم يقولون لنا سراً انهم لا يؤمنون بان هناك اجماعا ضد ايران. ويبدو ان ايران تراهن على وجود اختلاف مصالح بين الولايات المتحدة من جهة والاوروبيين والروس من جهة اخرى.