العلاج الوراثي و«القنابل الذكية».. آمال جديدة لمرضى السرطان

فيروسات خاملة تحمل جينا يقود خلايا الأورام للانتحار ومركبات موجهة تدمرها

TT

واشنطن ـ أتلانتا ـ رويترز: أفاد فريقان علميان امس بأن تجارب العلاج الوراثي أثبتت نجاحا في التأثير علي الحالات المستعصية من مرض سرطان المبيض في الفئران، بل ووفر أيضا حماية من الآثار السامة للعلاج الاشعاعي. تقترح دراسة جديدة خاصة بسرطان المبيض أجراها فريق أميركي بكلية الطب في جامعة بترسبرغ، طريقة جديدة للعلاج لهذا المرض العضال المتسبب في وفاة 16000 سيدة سنويا في الولايات المتحدة وحدها. وغالبا ما يتوفى مرضى سرطان المبيض بعد أربع سنوات أو أقل من اكتشاف المرض لديهن. وقال الدكتور ديفيد بارتلت الباحث في الجامعة وزملاؤه: «ان وسائل العلاج الحالية لسرطان المبيض قاسية. (والعلاج الوراثي).. يمثل بديلا فعالا غير سام لعلاج هذا المرض المميت». وأوضح خلال لقاء للجمعية الاميركية للعلاج الوراثي في بالتيمور، انهم حقنوا فئرانا بخلايا سرطان المبيض. وعلى الفور عالجوا فئة منها بفيروس معالج بالهندسة الوراثية ليحمل جين «السيتوزين ديامينيز» ما يعرف بالجين المنتحر، وهو يساعد الخلايا السرطانية على القضاء على نفسها ذاتيا. أما الفئة الثانية فخضعت للعلاج الوراثي بعد مرور 30 الى 60 يوما من الحقن، ولم تحصل الفئة الثالثة على أي نوع من العلاج. وظهر ان الفئة الخاضعة للعلاج الوراثي الفوري لم تنم لديها الأورام، ومن حصل على علاج بعد مرور شهر أو اثنين ظهرت لديها أورام ولكنها نمت ببطء. ونفقت الفئران غير المعالجة أو جرى قتلها رأفة بها بسبب التطور السريع للسرطان.

أما الفريق الآخر من الخبراء من كلية طب «مايوكلينك» بمينسوتا و«انستيتيوتو نازيونال توموري» في ميلان بايطاليا، فقد استخدم فيروس الحصبة المعالج وراثيا للقضاء على أورام المبيض السرطانية بواسطة مزرعة في المختبر. لكن الأمر سوف يتطلب سنوات قبل ان تستخدم هذه الطرق لعلاج البشر.

على صعيد آخر، يقول خبراء في الطب ان استخدام مركبات عقاقير «القنبلة الذكية» لعلاج السرطان، وهي التي تستهدف بروتينات بعينها وتتجنب تأثير العلاج الكيميائي الذي يدمر الخلايا بلا تمييز، ربما يمثل أملا لمرضى السرطان في المستقبل. وقال خوزيه باسيلجا رئيس خدمات الأورام الطبية في مستشفى فيا دي هيبرون الجامعي في برشلونة بإسبانيا أمام الاجتماع السنوي للجمعية الاميركية لعلاج الأورام اكلينيكيا في أتلانتا امس الاول، ان الدراسات المبدئية «تظهر أن (تلقي) العلاجات المركبة الموجهة مثل عقار «هيرسيبتين» لعلاج سرطان الثدي مع عقار «تيكيرب» التجريبي الذي تنتجه «جلاكسو سميث كلاين»، ربما يساعد المرضى الذين لا يستجيبون لعقار«هيرسيبتين» وحده».