12 قتيلا في مواجهة أمنية بمسجد للسنة في البصرة

الوقف السني قال إن القتلى كانوا مصلين لكن الشرطة قالت إنهم كانوا مسلحين

TT

قتل 11 شخصا، وفي رواية اخرى 12، بينهم اثنان من رجال الشرطة الليلة قبل الماضية، اثر هجوم على احد المساجد السنية في البصرة في إطار التحقيقات في تفجير سيارة مفخخة في المدينة اول من امس. وذكر ضابط استخبارات قيادة قوات الشرطة لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات الشرطة عثرت داخل المسجد على سيارة مفخخة معدة للتفجير وأسلحة ومتفجرات. وقال مصدر أمني آخر إن رجال الشرطة فرضوا طوقا أمنيا حول مسجد (العرب) السني عند الساعة الثانية من ليل السبت/ الاحد، بعد ورود معلومات عن وجود مسلحين اطلقوا النار من داخله. وأضاف المصدر أنه «حصل تبادل لإطلاق النار أدى الى مقتل تسعة أشخاص كانوا داخل المسجد واعتقال ستة منهم، بينما قتل اثنان من عناصر الشرطة»، حسبما افادت وكالة الصحافة الفرنسية، فيما أفادت وكالة رويترز بمقتل 12 شخصا في المواجهة.

وقال الوقف السني في بيان تلاه مسؤول في الوقف على وكالة رويترز «نتهم قوات الأمن في البصرة فيما حدث». وأضاف ان مصلين فقط هم الذين قتلوا في المسجد، وقال «لقد قتلوا أناسا غير مسلحين داخل المسجد». لكن مصدرا في الشرطة رفض ذلك، قائلا إن الشرطة تعرضت لإطلاق النار حين حضرت الى المسجد في قلب مدينة البصرة. وقال مصدر الشرطة «بلغتنا معلومات عن وجود إرهابيين داخل المسجد. وحين وصلنا تعرضنا للنيران ورددنا عليها».

وتدهور الوضع الأمني في البصرة ثاني كبرى المدن العراقية على مدى العام المنصرم، بسبب صراع القوى الدائر بين فصائل شيعية متناحرة. وقبيل وقوع الحادث، قتل 28 شخصا وأصيب 62 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري في سوق بالبصرة.

ويأتي الهجوم على المسجد وانفجار السيارة المفخخة بعد ثلاثة أيام على اعلان حالة الطوارئ في كبرى مدن الجنوب العراقي، إثر زيارة لرئيس الحكومة نوري المالكي الذي ناقش مع المسؤولين المحليين سبل احلال الأمن في المدينة، وتوعد بـ«الضرب بيد من حديد على رؤوس العصابات والمتلاعبين بالأمن في المدينة». إلا ان المالكي عاد واعتبر ان هناك «تضخيما» في وصف الوضع في البصرة.

الى ذلك، قال حكيم المياحي رئيس اللجنة الرقابية والأمنية في مجلس المحافظة، ان تحقيقا موسعا بدأ امس للوقوف على تفاصيل الخرق الأمني المتمثل بتفجير سيارة مفخخة، وأضاف ان الأجهزة الأمنية بدأت أمس «بتطبيق الصفحة الثانية من خطة الطوارئ والمتمثلة بمداهمة أوكار المسلحين والخلايا المعادية والمثبتة عنها المعلومات والمشتبه فيهم». وفي حوادث أخرى، أفاد المصلون في جامع الحسنيين وسط البصرة بقيام مجهولين بإطلاق نيران أسلحتهم على مؤذن الجامع الشيخ عصمت الدوسري وأردوه قتيلا. كما قتل غزوان فيصل خريبط الخيون نجل شيخ عشيرة بني أسد في عملية اغتيال نفذها مسلحون مجهولون في منطقة الهارثة، فيما نجت الدكتورة ثورة يوسف أستاذة المسرح في كلية الفنون الجميلة من محاولة اغتيال تعرضت لها قرب منزلها في شارع المقاولين.