تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» يهدد بالرد على مقتل الزرقاوي بـ«هجمات مزلزلة»

اعتقال سبعة من أعضاء «مجلس شورى المجاهدين».. وتوقع بأن يخلف عراقي المتشدد الأردني

TT

تعهد «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» في بيان امس، بمواصلة «الجهاد» عقب مقتل زعيمه أبو مصعب الزرقاوي، وجدد البيعة لزعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن، متوعدا بشن «عمليات كبرى تزلزل العدو».

وقالت الجماعة في بيان نشر على موقع على الإنترنت، ان مجلس شورى تنظيم القاعدة عقد اجتماعا عقب مقتل الزرقاوي لبحث الاستراتيجية وتجديد البيعة لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة العالمي. وأفاد البيان الذي اوردته وكالتا رويترز و(د ب أ) الالمانية، بأن محضر الاجتماع نص على «الاعداد لعمليات كبرى تزلزل العدو وتقض مضاجعه بالتنسيق مع بقية الفصائل في مجلس شورى المجاهدين».

وقال التنظيم في بيانه بعنوان «بيان إلى أمة الاسلام» وصادر عما يسمى بـ«مجلس شورى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» إن المجلس اجتمع مباشرةً بعد «استشهاد الامير أبي مصعب الزَّرقاوي» واتخذ عدة قرارات. وأضاف البيان: «أجمع القادة على مواصلة مسيرة الجهاد وعدم تأثر التنظيم باستشهاد أميره رحمه الله، فالتنظيم قد اشتد عوده واستوى على ساقه، سقاه بالدم الطاهر أئمة الهدى أبو انس الشامي وعمر حديد وأبو عزام وعبد الله الرشود.. وأبو مصعب الزرقاوي رحمهم الله جميعاً».

وأكد التنظيم في بيانه «الاعداد لعمليات كبرى تزلزل العدو وتقضٌّ مضاجعه بالتنسيق مع بقية الفصائل في مجلس شورى المجاهدين، والخبر ما يرى أعداء الله لا ما يسمعون». وأضاف البيان أن المجتمعين اتفقوا كذلك على «تجديد البيعة لأمير تنظيم القاعدة أبي عبد الله أسامة بن لادن حفظه الله، وسيرى من جنده في العراق ما يٌسِّر قلبه ويبهج خاطره بإذن الله». وخلص إلى «تجديد معنى الاخلاص للمنهج وترسيخ ذلك في نفوس جند القاعدة، فمن كان يجاهد لأجل أبي مصعب، فإنَّ أبا مصعب قد مات ومن كان يجاهد في سبيل الله فإن اللهَ حيٌ لا يموت».

الى ذلك، أكد مسؤول في الشرطة العراقية في كركوك، امس، اعتقال سبعة من اعضاء «مجلس شورى المجاهدين» التابع لتنظيم القاعدة في العراق، يعتقد انهم فروا من بعقوبة بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة ابو مصعب الزرقاوي. وقال النقيب شاخوان محمود من شرطة كركوك (255 كلم شمال شرقي بغداد) ان «قوات اميركية وعراقية محمولة جوا داهمت منازل مهجورة في مناطق تابعة لكركوك، مما أدى الى اعتقال سبعة من أعضاء مجلس شورى المجاهدين». ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية الى المصدر، قوله ان «المعلومات تشير الى ان هؤلاء فروا من بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) بعد مقتل ابو مصعب الزرقاوي».

من ناحية ثانية، قال مسؤولو أمن أردنيون، إن أبو أيوب المصري الذي توقع البعض أن يخلف الزرقاوي قتل معه، مشيرين إلى أن التوقعات تفيد بأن العراقي محمد صالح حسن العقيدي، هو من سيخلف الزرقاوي. وذكرت مصادر دبلوماسية غربية ومصادر أمنية أن الاستخبارات الاردنية رصدت الزرقاوي قبل شهرين في منطقة اليوسفية (20 كم جنوب بغداد). وكانت السلطات الاردنية قد أعلنت في 23 مايو (أيار) عن اعتقال من قالت إنه قيادي في تنظيم القاعدة ويدعى زياد الكربولي، وهو عراقي الجنسية. كما بثت اعترافات تلفزيونية له عن خطط وعمليات «إرهابية»، قال إنه نفذّها ضد أردنيين وعرب داخل العراق.

وكان التلفزيون الاردني قد عرض مشاهد من عملية اعتقال الكربولي، حيث حاصرته عناصر ملثمة من القوات الخاصة «للوحدة 71»، واصفا إياها بأنها «عملية نوعية في العمل الاستخباري نفذّتها مجموعة فرسان الحق التابعة لوحدة العمليات الخارجية في دائرة المخابرات العامة».

وأوضح مسؤول أمني أردني، أن اعتقال الكربولي كان الانجاز الاول لتلك الوحدة التي أمر العاهل الاردني عبد الله الثاني بتشكيلها بعد تفجيرات الفنادق في عمان في نوفمبر (تشرين الثاني). وأشار إلى أن الاعتقال أجبر عناصر القاعدة في العراق على التحرك من محيط الرطبة قرب نقطة الحدود مع الاردن التي كان يعمل فيها الكربولي، صوب محافظة الانبار.

وأشارت المصادر إلى أن تعقب الزرقاوي جرى من خلال عنصر إلى ثلاثة عناصر مقربة منه، كان يستعين بهم في نقل رسائله. وقتل أحد هؤلاء العناصر مع الزرقاوي في مخبئه. وأضافت أن الزرقاوي ابتعد عن اليوسفية عندما شعر بزيادة النشاط الاستخباراتي فيها وتوجه لبعقوبة، حيث تقطن إحدى زوجتيه، وهناك تواصل رصد تحركات المقربين منه. وقالت المصادر إن «ساعة الصفر» حانت عندما التقى الزرقاوي مع معاونيه، حيث تطابقت المعلومات الاردنية مع نظيرتها الأميركية، فاتخذ قرار تصفية الزرقاوي، وأسهم ضابط استخبارات أردني في التعرف على جثته. وبرّر دبلوماسيون تفضيل الهجوم الجوّي على محاولة اعتقال الزرقاوي، بالمعلومات التي تؤكد أنه كان يرتدي حزاما ناسفا، ولكنه لم ينفجر عند القصف الأخير.