دمشق تدرس تقرير براميرتز وتثني على «مهنية» المحقق الدولي

لا تعليق فوريا من بيروت .. وميقاتي يتساءل: هل يتحمل لبنان سنة أخرى من التشنج؟

TT

قال مصدر رسمي سوري لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الخارجية السورية عاكفة على دراسة تقرير سيرج براميرتز. وفيما اكتفى المصدر بهذا التصريح المقتضب، فإن من المنتظر إعلان موقف رسمي سوري من التقرير في وقت لاحق.

في غضون ذلك، قالت أوساط سياسية سورية لـ«الشرق الأوسط» إن تقرير براميرتز يتصف بالمهنية باعتباره يطرح أكثر من اتجاه في سير عملية التحقيق، على العكس من تقريري ديتليف ميليس اللذين سارا في اتجاه واحد تمثل بالبحث عن أدلة تتهم سورية.

ولفتت الأوساط إلى أن براميرتز تحدث في تقريره عن وجود قضايا مالية، من خلال إشارته إلى موضوع بنك المدينة، كما تحدث عن تطرف أيديولوجي، معتبرة أن المهنية التي تحلى بها التقرير تدعو إلى الارتياح. وفيما لم يصدر عن بيروت أمس، أي تعليق رسمي على تقرير براميرتز، تساءل الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي: «هل تتحمل الأوضاع اللبنانية سنة أخرى من التشنج السياسي والطائفي؟».

وقال في تصريح أدلى به امس، قبيل توجهه الى الولايات المتحدة: «إن التقرير الذي وضعه المحقق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يوحي ان الحقيقة الكاملة عن هذه الجريمة الفظيعة تحتاج الى فترة اضافية من التحقيق، لا سيما ان براميرتز، اشار صراحة الى مسألة تمديد عمل اللجنة سنة اضافية. والسؤال الذي لا بد من طرحه ازاء هذا الواقع هو: هل تتحمل الأوضاع اللبنانية سنة أخرى من التشنج السياسي والطائفي وانقسام البلد بين محاور سياسية لم تجد مخرجا لعدم الاتفاق في ما بينها سوى وضع ميثاق شرف يوقف الحملات ويعالج اسبابها؟ وهل يتحمل لبنان المزيد من الجمود في معالجة الملفات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية الخطيرة التي يرزح المواطن اللبناني تحت عبئها؟». وأضاف ميقاتي: «اننا من منطلق الحرص على البلد ووحدته وابنائه ومعرفة الحقيقة كاملة، ندعو الى ترجمة القول بالفعل وترك التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس الحريري يأخذ مساره القضائي الطبيعي بعيدا عن التسييس الذي اضر بلبنان بشكل كبير، والانصراف الى مقاربة المسائل الداخلية بروحية جديدة تنطلق من مصلحة البلد أولا وأخيرا. كما أننا ندعو الحكومة الى الانكباب على معالجة ملف العلاقة مع سورية بالعمل أولا لتهدئة الأجواء بين البلدين واجراء تقويم هادئ وموضوعي للتطورات الماضية، والانطلاق مجددا في بناء عوامل الثقة وحل المشاكل القائمة بايجابية، لأن روابط الأخوة والصداقة والاعتبارات التاريخية والجغرافية التي تجمع بين لبنان وسورية تحتم التعالي عن الحساسيات والابتعاد عن المزايدات والمواقف الانفعالية التي أضرت بالبلدين على حد سواء، وانعكست مزيدا من الانقسام الداخلي وألحقت ضررا بالمصالح اللبنانية قبل سواها».