جنبلاط: لا تسوية ولا صلح ولا ميثاق شرف مع دمشق ومهمة المقاومة انتهت

TT

جدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الهجوم على الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا انه « لن تكون معه تسوية ولا صلح ولا ميثاق شرف». جاءت مواقف جنبلاط في كلمة القاها مساء اول من امس خلال العشاء السنوي الذي اقامته «منظمة الشباب التقدمي» في قصر الأمير أمين في بيت الدين.

واعتبر المراقبون كلام جنبلاط عن «ميثاق الشرف الذي قيل عنه بالأمس» (اي في جلسة الحوار) اشارة الى «حزب الله» من دون تسميته، وخصوصا انه غمز من قناة الحزب في مكان آخر من كلمته حيث قال: «سقطت كل القداسات، حطمنا كل القداسات، وحده التنوع، وحدها الديمقراطية، وحده لبنان الديمقراطي المتنوع يحمي المقاومة، ومهمة المقاومة انتهت». وأعلن جنبلاط: «لن تكون هناك تسوية، ولا ميثاق شرف مع الذين استباحوا استقلال لبنان، مع الذين قتلوا الأحرار في لبنان، مع الذين قسّموا لبنان، مع الذين منعونا على مدى عشرات السنوات من العيش المشترك، من الوحدة الوطنية. لن يكون ميثاق شرف مع هؤلاء». وأضاف:« هذا ما أستطيع أن أقوله اليوم في هذه اللحظة. وقد رأيت صورة كمال جنبلاط وتذكرت صورا أليمة لرفيق الحريري ورفاق رفيق الحريري ومنهم باسل فليحان. رأينا صورة سمير قصير، شاهدناه وجورج حاوي. جبران تويني اختفى تقريبا. مي شدياق تخلصت بأعجوبة. الياس المر تخلّص. أما الآخرون حتى في شكلهم محوهم من الوجود، الوجود الحسي الجسماني. لكنهم بقوا في ضمائرنا وسيبقون».

وأشار جنبلاط الى عودة الحريري من زيارة لدمشق حدثت فيها مواجهة بينه وبين الرئيس بشار الأسد حول تمديد ولاية إميل لحود في رئاسة الجمهورية اللبنانية وقال: «لن أنسى ذاك اليوم عندما عاد الرئيس الحريري في آخر سبتمبر (ايلول) مكفهر الوجه عندما أملى عليه طاغية الشام أمر التمديد. لن أنسى ذاك اليوم أبدا، وكنت وغازي العريضي ومروان حمادة وباسم السبع في بيروت. وقلت له ربما اذا سهلت التمديد تسهل أمرا ما لأننا لا نريد ان يصيبك أذى. لكن كان قرار الإعدام قد اتخذ منذ سنوات، وسار الحريري في التمديد وكان مكفهرا وحزينا. لكن كم كان جبارا وكم كان منظره أليما. ثم أتت محاولة اغتيال مروان (حمادة) ومعكم يا شباب الحزب في المنظمة وشباب 14 آذار ولاحقا مع الجميع، تواصلنا قلنا نعم لقرنة شهوان، ولاحقا قلنا نعم للعماد ميشال عون، ونعم للجميع من اجل الاستقلال والسيادة. لكن تذكروا النهار الرهيب في 14 شباط بعضهم اليوم يعيّرنا بـ 14 شباط، 14 شباط يوم كبير لأنه من 14 شباط انطلقت 14 آذار هذا الدم الغالي من دم غازي ابو كروم، الى جبران تويني، مرورا بالآخرين، انطلقنا في المسيرة الطويلة. ولم تنته الاغتيالات ولن تنتهي».

وتابع جنبلاط : «ماذا اقول بعد؟ لا املك الكلمات الكافية. لكن اعتقد ان ما رأيناه كاف. فقط أقول ومن خلالكم يا رفاق، يا رفاق 14 آذار من دون استثناء، لقد سقطت كل القداسات، حطمنا كل القداسات. وحده التنوع، وحدها الديمقراطية، وحده لبنان المتنوع الديمقراطي يحمي المقاومة. ومهمة المقاومة انتهت حيث يمكن الاستفادة من خبرتها في الدفاع عن لبنان ولكن في إطار الدولة التي هي الأساس. أما دولة ضمن الدولة فلن نقبل. صراعنا طويل، نعم طويل، لكن مبدأنا الدولة».

وحول التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أفاد جنبلاط: «ربما هناك مؤشرات، ربما، لكن انتبهوا كل ما يجول في خاطرهم في ان ينزلوا الى الشارع والتذرع بشتى الوسائل من اجل تعطيل المحكمة الدولية، علينا ان نركز على الهدف، ان نتذكر دائما الهدف، وهو انشاء المحكمة الدولية وعندها يكون (القاضي سيرج) براميرتس او غير براميرتس المدعي العام ويجلب أكبرهم في الشام وفي لبنان الى المحكمة. ولن نقع في الفخ، ولم نقع في الفخ منذ اليوم الأول. تذكروا حين قالوا ان ابو عدس قتل الحريري. لا أبو عدس ولا غيره قتل الحريري، انما هم قتلوه، النظام البوليسي اللبناني ـ السوري قتل الحريري ورفاقه وباسل فليحان، وقتل سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني، وحاول اغتيال مروان حمادة والياس المر ومي شدياق والابرياء. ولن تمر تلك الكذبة التاريخية مهما حاولوا تشويه التاريخ، لن تمر... وسنحاسبهم وسنقاضيهم. وكما قلت في نيويورك ـ وكم كانت تلك «الجملة» جميلة في نيويورك ـ صحيح الإمبريالية لها مساوئ لكن في بعضها محاسن، ليتنا نملك غوانتانامو ونجلبهم الى غوانتانامو في لبنان».