أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء أمس، إشارة استكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف، والمقدرة بنحو 4.7 مليار ريال، مستهلاً بذلك تدشين عدد من المشروعات التنموية والحيوية في المدينة المنورة، التي تزيد تكلفتها على 9 مليارات ريال.
واطلع خادم الحرمين الشريفين خلال حفل تدشين المشروع، الذي أقيم في الجهة الشرقية من المسجد النبوي الشريف، على نماذج ومجسمات للمشاريع التي أمر بتنفيذها، والتي تشتمل على تركيب 182 مظلة تغطي مساحات المسجد النبوي الشريف لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس، وحوادث الانزلاق جراء هطول الأمطار، وتزويد المظلات بأنظمة لتصريف السيول والإنارة، والتي تفتح آليا عند الحاجة، وتغطي المظلة الواحدة 576 مترا مربعا، ويستفيد منها عند تشغيلها أكثر من مائتي ألف مصلٍ.
أما الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف، فتبلغ مساحتها 37 ألف متر مربع، وستستوعب عند انتهائها أكثر من سبعين ألف مصلٍ، وستنفذ تحتها مواقف للسيارات والحافلات تستوعب 490 سيارة وحافلة، كما تشمل الأعمال تنفيذ دورات مياه مخصص معظمها للنساء ومواقف لصعود وإنزال الركاب من وسائط النقل العام، وتنفيذ مداخل ومخارج مواقف السيارات بالمسجد النبوي، ويشمل ذلك تنفيذ ثلاثة أنفاق لربط مواقف السيارات بطريق الملك فيصل (الدائري الأول)، واستكمال طريق الملك فيصل الدائري الأول بما فيها تقاطع طريق الملك فهد، والأجزاء الممتدة بين مدخل المدينة الشرقي وما بعد شارع أبي بكر الصديق، ليلتقي مع الجزء المنفذ من طريق الملك فيصل (الدائري الأول)، التقاطعات الجنوبية (الأجزاء الممتدة بين طريق علي بن أبي طالب، وطريق عمر بن الخطاب) أنفاق المشاة الشمالية والجنوبية وعددها سبعة أنفاق، تنفيذ امتداد نفق المناخة من الناحية الجنوبية إلى خارج طريق الملك فيصل، واستكمال تنفيذ الشوارع والأرصفة والإنارة الدائمة في المنطقة المركزية، وكذلك المشروعات والدراسات التطويرية للمنطقة المركزية التي قامت بها اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية.
من ناحية أخرى، يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اليوم، عدداً من المشروعات الحيوية في منطقة المدينة المنورة والتي تشمل افتتاح المقر الجديد لإمارة المنطقة، والذي يعد أحد معالم المدينة المنورة العمرانية، كما يدشن المرحلة الأولى من المدينة الجامعية لجامعة طيبة، وتشمل مباني وفصولا دراسية ومدرجات ومعامل للطلاب والطالبات، كما سيفتتح الملك مركز تقنية المعلومات، الذي يخدم البحث العلمي، ومبنى النشاط الطلابي وعمادة شؤون الطلاب ومبني أعضاء هيئة التدريس، ووضع حجر الأساس للمرحلة الثانية بتكلفة إجمالية قدرها مليار ريال، وتشمل 17 مشروعا، وإنشاء المستشفى الجامعي بسعة 400 سرير، وثلاث كليات صحية لطب الأسنان والصيدلة وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية العلوم وهندسة الحاسبات وكلية العلوم المالية والادراية وكلية الهندسة.
وتشمل هذه المرحلة، إنشاء مبنى للعمادات المساندة، وقاعة للمؤتمرات والاحتفالات، ومبنى إدارة الجامعة، ومبنيين للمعامل والفصول الدراسية احدهما للطلاب والآخر للطالبات، إضافة إلى تجهيز مباني الجامعة بشبكة الحاسب الآلي ومشاريع تكملة البنية التحتية للجامعة، ووضع حجر الأساس لمستشفى الحرس الوطني، ووضع حجر الأساس للمدينة الطبية وافتتاح مستشفى المدينة للولادة والأطفال، والذي يعد أكبر مستشفى تخصصي للتوليد وأمراض وجراحة النساء وطب الأطفال بفروعه الدقيقة بطاقة تشغيلية قدرها 500 سرير. ويشكل هذا المشروع إضافة متميزة لمنطقة المدينة المنورة وأهلها، وسيساهم مساهمة بالغة في الرقي بالخدمات الطبية المقدمة بالمنطقة، ويتكون المبنى من 4 طوابق ويقوم على مساحة إجمالية بلغت 350 ألف متر مربع، بتكاليف إجمالية قدرها 447 مليون ريال.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد وصل عصر أمس إلى المدينة المنورة، قادما من منطقة القصيم، وذلك في اطار جولته لعدد من مناطق المملكة، التي يتفقد فيها احوال المواطنين، والاطمئنان على سير المشروعات التنموية، وافتتاح ووضع حجر الاساس لعدد من المشروعات الحيوية. وتقدم مستقبليه بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز، الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، الذي وصل بدوره في وقت سابق أمس للمدينة المنورة، كما كان في استقباله كل من الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني بالقطاع الغربي، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن بندر الفيصل، والأمير سعود بن عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، وكبار المسؤولين في المنطقة.
كما يضع حجر الأساس لمشروع «الراشد ميغا مول» بالمدينة المنورة، أحد أكبر المراكز التجارية التي تقام بالمدينة المنورة، على مساحة تزيد عن 140 ألف متر مربع. وتبلغ تكاليف الاستثمارات في المشروع أكثر من 300 مليون ريال. ويضم المشروع نحو 400 معرض تجاري، إضافة الى مركز ترفيهي متكامل، وصالة تزلج على الجليد، وصالة ومطاعم تتسع لأكثر من 1500 ضيف، مع ممرات مائية متميزة لخدمة المواطنين وزوار المسجد النبوي الشريف، كما تم تزويد المجمع بشقق فندقية فاخرة. ويتوقع أن ينتهي العمل في المشروع بداية عام 2008.