البشير: أفضل أن أكون قائدا للمقاومة من رئيس لدولة محتلة

المخابرات السودانية ترفض نشر قوات دولية وتبايع الرئيس على الموت

TT

قال الرئيس السوداني عمر البشير «افضل ان اكون قائدا للمقاومة في دارفور من ان اكون رئيسا لدولة محتلة»، في اقصى درجة رفض منه لأية خطوة لنشر القوات الدولية في اقليم دارفور المضطرب.

ورفض جهاز الأمن السوداني، الموصوف بانه اقوى اجهزة الحكم في البلاد، نشر اية قوات دولية في الاقليم، وبايع البشير «بيعة الموت»، في سبيل صد تلك القوات حال دخولها للاقليم، وتوعد جهاز الأمن بان المعركة ضد القوات الدولية ستبدأ بمن اسماهم الطابور الخامس في العاصمة السودانية.

وخاطب الرئيس السوداني امس احتفالا كبيرا نظمه حزب المؤتمر الوطني «حزب البشير» في الساحة الخضراء في العاصمة الخرطوم بالذكرى السابعة عشرة لثورة الانقاذ الوطني «الانقلاب العسكري الذي جاء بحكم البشير في 30 يونيو عام 1989». وجدد البشير حرص حكومته على تعزيز السلام في البلاد وبسط العدل والشورى والديمقراطية والمشاركة السياسية وعدالة توزيع الثروة، وفي سياق خطابه الذي جاء بمثابة جرد حساب لسنوات حكمه شملت سردا للانجازات في شتى المجالات، قال البشير، في لهجة متشددة «لن نسمح بدخول قوات أممية الى دارفور»، واضاف «افضل ان اكون قائدا للمقاومة في دارفور من ان اكون رئيسا لدولة محتلة».

ومضى البشير في تشدده إن محاولة دخول القوات الدولية مرفوضة تماماً من كل أهل السودان وأن كل حجة يستند إليها الداعون الى التدخل الدولي هي حجة باطلة لا سند لها ونؤكد مرة أخرى أننا لن نسمح بدخول قوات دولية. واضاف ان هناك مساع لفرض محاولة دخول قوات دولية بدارفور في إطار الهيمنة الدولية وفرض سيادتها ومصادرة إرادتها السياسية، ومع الأسف هذا المنحى يجد قبولاً عند بعض المواطنين، متناسين مردوده على الوطن وعلى شعبنا ومستقبله، ضاربين بذلك عرض الحائط الكوارث المترتبة على هذا التدخل وما فعله في بلدان أخرى، وشدد وأنا لن أرضها لبلادنا أبداً.

وقال «نحن على أعتاب مرحلة جديدة بدارفور بعد أن يئس الأعداء من أن يفرقوا بين أبناء الوطن ونرحب بأبناء دارفور من حركة تحرير السودان الذين وصلوا الخرطوم وقد استجاب أهل دارفور للسلام»، واضاف أن الميليشيات المسلحة أعلنت تسليم أسلحتها وبدأت قوافل النفرة والعون تنساب الى أهل دارفور، وأن ولايات دارفور الثلاث بدأت الاستعداد لموسم الخريف. وقال بذات النهج الذي انهينا به حرب الجنوب ودارفور نسعى به لحل مشكلة الشرق، وخاطب الحشد ممثلون للقوى المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية التي قامت على ضوء اتفاق السلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان.ولاول مرة من بروز قضية التدخل العسكري الدولي في دارفور، أعلن مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق صلاح عبد الله محمد رفضه القاطع لنشر قوات دولية في دارفور، وقال انه «اذا كان الخيار المطروح هو استعمار السودان ودخول الجيوش الاممية الى ترابه فان باطن الارض خير من ظاهرها». وجاءت تصريحات الفريق عبدالله في احتفال بمناسبة ختام «طابور سير طويل اقامته لثلاثة ايام متتالية لقوات راجلة واخرى منتشرة من قلب ولاية الجزيرة وسط السودان وحتى داخل الخرطوم في عملية تأمينية وصفت بالنادرة.

وتلقى المسؤول الأمني السوداني اثناء الاحتفال الذي اقيم بمباني جهاز الأمن في الخرطوم «بيعة الموت» انابة عن الرئيس البشير من اكثر من عشرة آلاف من عضوية الجهاز ومجاهدي الدفاع الشعبي على الطاعة والثبات والثقة في حال دخول القوات الاجنبية، بحضور صف ضباط وجنود الذين وضعوا في الخلفية صور ولافتات للرئيس البشير كتب عليها: «القائد اقسم لن نرجع ولغير الخالق لن نركع».

وشدد الفريق عبدالله ان قيادة الدولة تفضل الموت والشهادة في سبيل الله على ان تكون في دولة ذات سيادة منقوصة لا تحترم ارادة المواطنين او كرامة الامة، وقال ان «المعركة حال نشوبها فاننا سنبدأ من الخرطوم بالطابور الخامس وعملاء الداخل من المرجفين والمتربصين بأمن الوطن ومواطنيه»، على حد تعبيره. وتعهد الفريق صلاح بان يكون جهاز الأمن في طليعة المقاومة الرسمية والشعبية التي اعلنها الرئيس، وقال «لن يسمح بان يكون من بين منتسبيه خائن او عميل لتراب ونداء الوطن».

من ناحيته، قال وزير الداخلية السوداني البروفيسر الزبير بشير طه في الاحتفال ان الموقف الذي اعلنه الرئيس من القوات الدولية هو ما يحفظ للامة كرامتها وهيبتها ومصالحها ويعيد السيادة للوطن، وقال طه «اننا لن نلتفت للتخذيل وحيا مجهودات جهاز الأمن الوطني ومنهج مديره الذي وصفه بانه يعمل بصمت من دون اضواء او ضوضاء».

وقال انس عمر محمد احمد مخاطبا مدير الأمن انابة عن المجاهدين «تقدم ولن يتخلف منا رجل ولو خضت بنا عرض البحر» وتحدث عن مسيرة الجهاد والشهداء قبل طابور السير قائلا «لنا بيعة في اعناقنا منهم ولهم واننا لن نخذلها او ننكص عنها».