الأردن: لم يصلنا طلب من الحكومة العراقية لتسليمها رغد صدام حسين

هيئة الدفاع عن صدام تعتبر الطلب العراقي للضغط عليها والتخلي عن صدام ومعاونيه

TT

قال الناطق باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة، ان العراق لم يطلب من الاردن رسمياً تسليمه الابنة الكبرى للرئيس العراقي السابق صدام حسين، التي ورد اسمها في قائمة تضم 41 شخصاً من «ابرز المطلوب اعتقالهم»، وفيها ايضاً اسم زوجة صدام الاولى ساجدة. وفي ما نقلت الصحف الاردنية عن رئيس الوزراء معروف البخيت قوله، ان رغد «في ضيافة الهاشميين.. لاسباب انسانية»، اعتبرت هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق ان المطالبة بتسليم ابنته تهدف الى الضغط على الهيئة لحملها على التخلي عن صدام ومعاونيه.

وقال جودة في مؤتمر صحافي عقده أمس في عمان، ان «الحكومة الاردنية لم تتسلم أي طلب رسمي من الحكومة العراقية.. لم يصلنا طلب من الحكومة العراقية، أي طلب بتسليمها رغد صدام حسين». وشدد على «ان ما سمعناه هو اعلان وتصريح عبر وسائل الاعلام.. هناك إجراءات قانونية واصول متبعة متعارف عليها دولياً».

واضاف: «اذا وصلتنا مطالبة بهذا الشأن ستدرسها الحكومة ونرد عليها بحسب الاصول». موضحا «ان وجود رغد صدام حسين واطفالها في الاردن في اطار انساني ودخيلة على الهاشميين.. وقد طلب اليها الا تمارس أي نشاط سياسي بمفهومه الواضح على الساحة الاردنية». وفي الاطار نفسه، نقلت الصحف الاردنية اليومية عن رئيس الوزراء معروف البخيت قوله، ان رغد التي منحت حق اللجوء من قبل العاهل الاردني الملك عبد الله في عام 2003، بعد ان جاءت مع شقيقتها واطفالهما الى الاردن بعد الغزو الاميركي للعراق تعيش في المملكة «لاسباب انسانية.. بحتة.. وفي ضيافة الهاشميين ورعايتهم كدخيلة.. وهي لا تمارس أي نشاطات سياسية او اعلامية».

وقال مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي، في مؤتمر صحافي في بغداد الاحد، ان الاشخاص الـ41 المدرجين في قائمة المطلوب اعتقالهم، نفذوا عمليات تفجير. من جهة ثانية، اكدت هيئة الدفاع عن صدام حسين ان الضغوط التي تمارسها القوات الاميركية والسلطات العراقية على ابنة الرئيس العراقي السابق رغد وزوجته ساجدة تهدف الى الضغط على هيئة الدفاع وحملها على التخلي عن الرئيس السابق و7 من معاونيه، موضحة ان رغد حسين لا تمارس أي نشاط سياسي او اعلامي على الاطلاق. وقال عضو الهيئة ودود فوزي شمس الدين، ان مطالبة السلطات العراقية بتسليم رغد صدام حسين ووالدتها ساجدة، يأتي في اطار الضغط الذي تمارسه على هيئة الدفاع، التي تضم محامين عراقيين وعرباً وأجانب لوقفها عن الدفاع عن صدام، خاصة ان رغد تشرف على هيئة الدفاع عن والدها وتدفع تكاليف تحركات الهيئة لتمكينها من القيام بالدور المناط بها. وأضاف لـ«الشرق الاوسط»، ان رغد لا تمارس اي نشاطات سياسية أو اعلامية ضد القوات الاميركية والسلطات العراقية، موضحاً ان دورها انساني ينحصر في الدفاع عن والدها امام المحكمة العراقية الخاصة، التي تقوم بمحاكمته و7 من معاونيه في عدد من القضايا في مقدمتها قضية الدجيل. وأشار ودود فوزي شمس الدين الى الضغوط التي تمارسها السلطات العراقية ضد هيئة الدفاع والمتمثلة باغتيال 5 من اعضاء الهيئة، حتى الآن وتهديد عدد آخر من المحامين، مشيراً الى ان هذه الضغوط لن تثني الهيئة عن جهودها في الدفاع عن صدام حسين. وقال ان الهيئة بدأت امس بعقد اجتماعات بحضور محامين من لبنان وتونس وفرنسا وقطر والعراق والاردن ومصر، لوضع لائحة الدفاع عن صدام حسين و7 من معاونيه لتقديمها للمحكمة العراقية في جلستها الاثنين المقبل. من جهة اخرى، اتفق الاردن والعراق على اتخاذ اجراءات امنية غير مسبوقة على الحدود، تحسباً لوقوع عمليات ارهابية في البلدين ومنع تسلل الارهابيين عبر الحدود. جاء ذلك خلال اتصالات ولقاءات مكثفة بين الاجهزة الامنية في المناطق الحدودية خلال الايام الاخيرة، في ضوء تصاعد حوادث العنف والسيارات المفخخة والاغتيالات وعمليات الاختطاف التي شهدها العراق اخيرا. وتهدف هذه الاجراءات الى تعزيز الوجود الامني العراقي الاردني وتبادل المعلومات حول حركة الارهابيين ومنع تسللهم عبر الحدود، بالاضافة الى منع تهريب الاسلحة والمتفجرات بين البلدين. كما تأتي بعد التهديدات التي وجهها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بالقيام بالمزيد من العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة بعد مصرع زعيم التنظيم أبي مصعب الزرقاوي مطلع الشهر الماضي، ووضع القوات الاميركية والسلطات العراقية جوائز مالية لمن يدلي بمعلومات تساعد على اعتقال زعيم تنظيم القاعدة الجديد. وكان جودة قد سئل في المؤتمر الصحافي أمس في عمان، عن تسليم جثمان الزرقاوي الى اهله في مدينة الزرقاء، فأجاب: «ان الزرقاوي مطلوب للاردن والعراق لارتكابه عمليات اجرامية بحق اردنيين وعراقيين ومن جنسيات اخرى، مشيرا الى ان الاردن ليس وحده معني بهذا الموضوع».