إسرائيل تطلب من واشنطن تفعيل خطة لتصفية «محور الشر»

بيرتس ناقش استهداف طهران وغزة ودمشق وبيروت مع وولش وأبرامز في تل أبيب

TT

لم تكتف الحكومة الاسرائيلية بالمساندة الاميركية المطلقة لها في عملياتها الحربية المستمرة منذ أسبوعين في قطاع غزة ولبنان منذ ثلاثة أيام، فتقدمت اليها بطلب أن تفعِّل خطتها لتصفية «محور الشر» التي تقول انه يمتد من النظام الايراني في طهران وحتى «حماس» في الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر دمشق وبيروت.

وقد ورد الطلب خلال اللقاء الذي عقده وزير الدفاع الاسرائيلي، عمير بيرتس، مع المبعوثين الأميركيين البارزين، دافيد وولش، مساعد وزيرة الخارجية واليوت أبرامز، مسؤول دائرة الشرق الأوسط، في مكتبه في تل أبيب. وكان من المقرر أن يعقد اللقاء في الرابعة من بعد ظهر أول من أمس، إلا ان بيرتس طلب تأجيل اللقاء الى ما بعد اجراء المشاورات الأمنية في مكتب رئيس الحكومة. ثم تبين ان الهدف من التأجيل هو صياغة المطلب الاسرائيلي من حكومة الولايات المتحدة. فاجتمع بهما في المساء وقال لهما، حسب مصادر اسرائيلية ذات اطلاع، ان «على العالم الحر أن ينتهز الورطة التي وقع فيها كل من «حماس» وحزب الله اللبناني، عندما خطفا الجنود الاسرائيليين الثلاثة في غزة وفي الشمال وعندما أطلق الأول صواريخ «قسام» والثاني صواريخ «كاتيوشا» على البلدات الاسرائيلية، وقد حان الوقت لتوجيه الضربة القاضية الى جميع الشركاء في محور الشر». وقال بيرتس ان «اسرائيل تلتقي مع الادارة الاميركية في تحديد محور الشر هذا وترى ان المشكلة لا تقتصر على حماس وحزب الله، فهما يعملان بإيحاء وتشجيع وتمويل وتسليح من ايران وسورية». وبالمقابل، حمل الجيش الاسرائيلي ايران وسورية المسؤولية عن اطلاق صاروخ متوسط المدى على مدينة حيفا الساحلية في اسرائيل.

وقال الناطق بلسانه ان هذا الصاروخ ليس من طراز «الفجر7»، البالغ قطره 133 ملمترا ومداه 90 كيلومترا، انما هو صاروخ كاتيوشا عادي لكن ايران نجحت في تطويره وشحنه بمحرك اضافي يزيد من قدرة الدفع فيه. ويعتبر استخدامه في المعارك الأخيرة بمثابة ارتقاء درجة أخرى الى أعلى في التصعيد الحربي.

وقال الناطق ان أفراد الحرس الجمهوري الايراني العاملين في لبنان هم الذين جلبوا هذا الصاروخ من ايران، وقد أحضروا 100 صاروخ منه عبر مطار دمشق الدولي. وبناء على ذلك، فإن ايران وسورية تتحملان المسؤولية عن اطلاقه نحو حيفا، بهدف التصعيد الحربي ونسف كل امكانية للتقدم نحو الانفراج. وأضاف: «كل توقيت عملية خطف الجنديين الاسرائيليين جاء على هذه الخلفية.

فالايرانيون وقادة حزب الله لاحظوا ان قادة «حماس» بدأوا يميلون الى تفاهم ما حول خطف الجندي الاسرائيلي في غزة، جلعاد شليط، فاعتبروا ذلك بداية انفراج يتناقض مع المصالح الايرانية. فقرروا تفجير الموقف على الحدود الشمالية واجهاض الاعتدال في «حماس». فنفذوا العملية». ويصب هذا الادعاء في الجيش الاسرائيلي في الاتجاه نفسه الذي حاول بيرتس حث الادارة الاميركية عليه. فطلب تشديد الضغط على سورية والامتناع عن مسايرة ايران في الموضوع النووي واتخاذ موقف حازم ضدها وتوفير الغطاء السياسي الاميركي للعمليات الاسرائيلية التي تمت حتى الآن، وكذلك التي ستتم في المستقبل، مؤكدا ما كان قاله رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، بأن اسرائيل تدير هذه الحرب ليس لمصلحتها وحدها بل لمصلحة كل دول الغرب المعادية للارهاب. وكانت مصادر اسرائيلية سياسية قد أشارت الى ان نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية، تسيبي لفني، بدأت حملة سياسية بهذه الروح قبل أيام في اتصالها مع وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، وغيرها من وزراء الخارجية في العالم. ولم يكن صدفة ان رايس، التي ترافق الرئيس جورج بوش الى مؤتمر الثمانية الكبار، تفوهت خلال اليومين الماضيين بأقوال تساند فيها العمليات الحربية الاسرائيلية في لبنان وتحمل حزب الله وقبله «حماس» المسؤولية عن التصعيد الحربي في المنطقة، وتقول ان على سورية أن تلجم حزب الله حتى يوقف عملياته.