إسرائيل تقتل ضابطاً فلسطينياً وتدمر مكتب نواب كتلة «حماس» في البرلمان

الدبابات الإسرائيلية تنسحب من وسط قطاع غزة وجنوبه

TT

قصفت اسرائيل امس مكاتب نواب من حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني ودمرت جسرا وأطلقت قذيفة من دبابة أسفرت عن مقتل فلسطيني، ضمن هجوم على قطاع غزة يهدف الى ارغام النشطين الفلسطينيين على الافراج عن جندي اسرائيلي أسير. وانسحبت القوات الاسرائيلية أثناء الليل من وسط غزة بعد يومين من الهجمات. وقال بيان للجيش الاسرائيلي ان القوات «أكملت حاليا انشطتها في المنطقة». وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن احدى دبابات الاحتلال المتمركزة في وسط قطاع غزة أطلقت قذيفة على سيارة مدنية فلسطينية، بينما كانت تتحرك في شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، بالقرب من مدينة دير البلح، وسط القطاع، أدى الى اشتعال السيارة، ومقتل احد ركابها ويدعى رائد اسعد نصر، وجرح آخر يدعى عادل خليل البيوك. ونوهت المصادر بأن جثة القتيل نصر تفحمت بالكامل جراء القصف.

وقامت مروحيات اسرائيلية حربية من طراز «أباتشي»، أميركية الصنع، بقصف مقر كتلة حركة حماس النيابية شمال قطاع غزة، الأمر الذي أدى الى تدمير المقر بالكامل. من ناحيتها، اعتبرت حركة حماس ان استهداف مقر كتلتها النيابية يأتي في اطار جهود الدولة العبرية لتدمير الحكومة الفلسطينية والقضاء على قضية الشعب الفلسطيني. وفي بيان صادر عنها وتلقت «الشرق الاوسط»، نسخة منه، قالت الحركة إن «ما تقوم به اسرائيل هو صورة مصغرة لما يخطط له ضد كل الأنظمة العربية وشعوبها». وأشار البيان الى أن إسقاط الحكومة الفلسطينية هو هدف معلن للحكومة الاسرائيلية «لكن الهدف الأكبر من ذلك هو إسقاط النظام السياسي الفلسطيني بكامله، مما يدعو جميع ألوان الطيف الفلسطيني للحذر من محاولة التساوق مع الطرح الصهيوني، للاستمرار في المشروع الوطني الفلسطيني على الطريقة الصهيواميركية أو القفر على إرادة الشعب الفلسطيني وخياره المقاوم الأصيل»، على حد تعبير البيان.

من ناحيته، قال خالد راضي الناطق باسم وزارة الصحة إن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الاسبوع الماضي بلغت 89 قتيلا واصابة 297 فلسطينياً بجراح، فيما أصيب 370 شخصاً بصدمة نفسية وعصبية. وأعلنت «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحركة حماس صباح أمس الجمعة مسؤوليتها عن قصف مدينة سديروت، الإٍسرائيلية الواقعة جنوب غربي اسرائيل بستة صواريخ «قسام» محلية الصنع. واعترفت الشرطة الاسرائيلية بسقوط تلك الصواريخ وإصابة 8 إسرائيليين بجراح. وفي بيان صادر عنها، قالت ان عمليتها جاءت في اطار «معركة وفاء الأحرار التي تتصدى للعدوان الصهيوني الغاشم وردا على المجازر الصهيونية التي كان آخرها مجزرة الشيخ رضوان»، على حد تعبير البيان. وتعهدت «كتائب القسام» في بيانها بمواصلة المقاومة وصد أي عدوان إسرائيلي. وأضافت «سنلقن العدو دروساً لن ينساها أبداً بإذن الله، وسنبقى أوفياء لدماء الشهداء والجرحى، وللأسرى الأبطال، ونواصل مسيرة الجهاد والمقاومة». من ناحية ثانية. تبنت «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان لها قصف مدينة سديروت بصاروخ قدس (2) بعد منتصف ليل اول من امس. واعتبرت «السرايا» ان عمليتها جاءت في اطار تحدي الاحتلال والانتقام منه، مشددة على ان العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق أبناء الشعب الفلسطيني لن يمر دون رد مزلزل. من جهة ثانية، انسحبت الدبابات الاسرائيلية امس من دير البلح وخان يونس وسط قطاع غزة وجنوبه. وانتشرت الدبابات على الطريق التي تربط شمال قطاع غزة بجنوبه قبل يومين. وقال احمد الكرد رئيس بلدية دير البلح التي تسيطر عليها حركة حماس لوكالة الصحافة الفرنسية ان الجيش الاسرائيلي «دمر عشرين منزلا كليا وجزئيا». واضاف الكرد الذي كان يشرف مع عدد من رؤساء البلديات على اعمال ترميم طريق صلاح الدين الرئيسي الواصل بين شمال وجنوب قطاع غزة «هذه جرائم حرب». وبعد وقت قليل من انسحاب الدبابات الاسرائيلية من بلدتي القرارة ووادي السلقا واجزاء من دير البلح التي كانت تحتلها في الايام الثلاثة الاخيرة شرعت عدة جرافات فلسطينية بأعمال طمر حفر كبيرة احدثتها الجرافات العسكرية في الشارع الرئيسي. ونصبت بلدية القرارة عددا من الخيام لبعض العائلات التي فقدت منازلها بينما بدت مساحات واسعة من الاراضي الزراعية مجرفة حيث اقتلعت الجرافات العسكرية الاسرائيلية آلاف الاشجار. وأوضح الكرد انه «تم تجريف 300 دونم غالبيتها مزروعة بالفواكه وأشجار الزيتون».