زيباري لـ الشرق الاوسط : الاجتماعات شهدت مكاشفة وما يحدث الآن حرب بالوكالة

قال إن المنطقة العربية تعيش الآن أجواء ما قبل حرب 1967

TT

وصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ما دار في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بأنه حوار جاد وصل إلى درجة المكاشفة والمصارحة الجارحة أحيانا حول ما يهدد لبنان وفلسطين والمنطقة من مخاطر. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن ما يحدث حاليا مجرد مقدمة لتوسيع المواجهة الإقليمية والحرب بالوكالة. وحذر من دول ترغب في التحكم بقرارات المنطقة العربية، كما تحدث عن الوضع في العراق داعيا العرب القيام بدور في العراق يحد من النفوذ الإيراني واعتبر زيارة المالكي المقبلة لواشنطن فرصة لوضع خريطة طريق لمستقبل العلاقات العراقية الأميركية بشقيها العسكري والسياسي وأبدى الاهتمام البالغ بعقد مؤتمر في مكة للمرجعيات الدينية لمعالجة الفتنة بين السنة والشيعة تمهيدا لاجتماع الأردن وكذلك مبادرات الوفاق والمصالحة، مؤكدا أن الفرصة ما زالت متاحة لخروج العراق من النفق المظلم. > كيف رأيت أجواء اجتماع وزراء الخارجية العرب؟

ـ الحوار وصل لدرجات من المكاشفة والمصارحة الجارحة أحيانا حول ما يهدد لبنان وفلسطين والمنطقة من مخاطر، وقد اتفق على أن ما يجري حاليا هو مقدمات للأخطر ومواجهات في الوضع الإقليمي والملف النووي.

> تقصد توسيع دائرة الحرب؟

ـ أقصد الحرب بالوكالة لتوسيع دائرة المواجهة وإشراك أطراف أخرى.

> من يحارب لمن بالوكالة؟

لا أريد تسمية أحد لأن هذه العملية كان مخططا لها ولم تأت من فراغ وهي مدروسة وجاءت في توقيتها، وبالتالي كان السؤال الذي طرح من بعض الوزراء الذين عبروا عن فرحتهم لهذه المقاومة هل انتم تفرحون لتدمير بلادكم؟ وماذا بعد؟ نقول إن ما يجري حاليا نجده كالتالي، أن هناك قوى ظهرت على الساحة تحاول التحكم بقرارات دول المنطقة وجرها لأهداف وغايات، على سبيل المثال هناك حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين وجيش المهدي في العراق ولذلك هذا الوضع إن لم يتم دراسته واستيعابه ومعالجته فإن الدول والأنظمة سوف تواجه المزيد من المشاكل والعنف.

> لكن وزراء الخارجية لم يصلوا لنتائج محددة؟

ـ بالعكس وزراء الخارجية اتفقوا على أسس واضحة، منها أن ما يحدث هو بسبب غياب عملية السلام وان المعالجة ليست بإحياء جبهة الصمود والتصدي أو تعبئة الجيوش، وتركز التوجه في البحث عن حل سياسي والعودة إلى مجلس الأمن وباقي القرارات التي اتخذت.

> لكن العرب يتفاوضون منذ عام 1973 مع إسرائيل في الوقت الذي استمرت في عدوانها على الشعب الفلسطيني، هل يمكن أن يستمر هذا الوضع؟

ـ سلاح النفط قرار سيادي، وقرار الحرب غير وارد، يبقى التوجه باحتواء الموقف بعيدا عن التصعيد، وما قاله عمر موسى في المؤتمر الصحافي عقب نهاية اجتماعات وزراء الخارجية يكشف عن خطورة الوضع الإقليمي ونتائج سياسة التصعيد والعودة بملف الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة، أما من يريد العودة إلى أجواء 67 فهو قرار يتحمله من يريده وليس الجميع.

> لماذا لا تصفها بأنها أجواء ما قبل 73 بحيث يكون المعنى النصر وليس الهزيمة؟

ـ لأن الدعوة للتجييش والشعارات والضجيج كان اكبر ونرى حاليا بان التضحية ببلد واحد هو لبنان في اتجاه الحرب مسألة قاسية.

> إذا نفذت إسرائيل تهديدها لسورية بضربة عسكرية هل تدخل إيران ساحة الحرب خاصة أنها اعتبرت العدوان على سورية يعد عدوانا على العالم الإسلامي؟

إيران ليست من دول المواجهة ولها همومها ومشاغلها في مسائل أخرى وسيكون دعمها محدودا.

> هل تؤثر هذه الحرب على العراق؟

ـ بالتأكيد لأننا في فوهة المدفع.

> هل الاستفزازات الإسرائيلية تحاول دفع المنطقة كلها للصدام؟

ـ هناك استفزاز إسرائيلي ولكن لو وضعنا الأمور في نطاقها الصحيح يتضح أن الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية حدثت عندما أوشكت السلطة الفلسطينية وحكومة حماس على الاتفاق، وكذلك بالنسبة لعملية حزب الله جاءت قبل اجتماعات مجموعة الثمانية ومناقشتها للملف النووي الإيراني، إذن هناك تحالفات جديدة في المنطقة والمشكلة أن الدول العربية لم تعد تتحكم في القضايا المصيرية بالمنطقة.

> ما هى أسباب زيارة رئيس الوزراء العراقي نورى المالكي لواشنطن نهاية الشهر الجاري؟

ـ الرئيس الامريكي وجه الدعوة لرئيس الوزراء خلال زيارته الأخيرة لبغداد. وحاليا هناك نقاش وجدل في الكونغرس حول الوضع في العراق ومستقبل العلاقة، وبالتالي ستكون هناك الفرصة لوضع خارطة طريق لعلاقات استراتيجية حول كل الملفات.

> هل مبادرة الوفاق الوطني التي طرحها نورى المالكي تحتاج من واشنطن وقف العمليات العسكرية؟

ـ نحن نحاول نقل المزيد من المسؤوليات من القوات الأجنبية والمتعددة الجنسيات إلى القوات العراقية وهذا ما حدث في محافظة المثنى وسوف يعقبها محافظة العمارة في الجنوب وبشكل تدريجي في كل المحافظات لأننا في نهاية العام ستكون هناك مراجعة في مجلس الأمن لولاية هذه القوات في العراق ومستقبلها.

> أسأل مرة أخرى هل طالبتم بوقف العمليات العسكرية لإنجاح مبادرة المصالحة؟

ـ لا نستطيع وقف العمليات لان النظام الجديد في الحكومة مستهدف ولا بد من أن تدافع عن نفسها.

> لكن كيف تطرح مبادرة للوفاق في ظل آلة حربية تدور في شوارع بغداد لقتل المواطنين، هذه معادلة صعبة؟

ـ بالعكس هي معادلة سهلة لان مبادرة المالكي تهدف للمصالحة ولكن هناك مجموعات خارج العملية السياسية وتحمل السلاح ولذلك وضع شروط لهذه المجموعات وهي التخلي عن العنف ومعرفة هويتها هل هي أجنبية أم عراقية؟ لأن الحكومة لن تتحاور مع أشباح أو ملثمين. > وماذا عن الاتصالات التي تلقاها رئيس الوزراء من بعض المقاتلين؟

ـ هناك اتصالات ورسائل وحتى لقاءات، لكن الصورة غير واضحة.

> تقصد أن هناك لافتة يحملها البعض للدخول في العملية السياسية بهدف الاختراق فقط وليس للمصالحة؟

ـ بالضبط هناك مجموعات إجرامية غير سياسية تهدف إلى الإرباك وتعطيل العملية السياسية ونسف المبادرة التي نعتبرها مهمة جدا وتساعد في نجاح مؤتمر الوفاق العراقي الذي يعقد في بغداد تحت رعاية الجامعة العربية بعد التحضيرات التي تعقد في مقر الجامعة يوم 25 الشهر الجاري والتي تحدد الموعد النهائي لاجتماع بغداد > ماذا يبحث مؤتمر وزراء داخلية دول الجوار العراقي في الرياض قريبا؟

ـ مسالة الأمن والتسلل والمطالبة بالقوائم المطلوبة للقيادات المسؤولة عن الإرهاب كما أننا لا نريد بيانات للتضامن وإنما العمل والتجاوب مع كل ما يحتاجه أمن العراق.

> أنت متهم بالدعوة لاستمرار بقاء القوات الأميركية ولأسباب أخرى تتعلق بحماية الحكومة؟

ـ قبل أن نطالب بفترة التمديد والتي تتم كل ستة أشهر أجرينا اتصالات والتقينا بجميع قادة الكتل السياسية وطرحنا عليهم السؤال هل نطلب تمديد بقاء هذه القوات فكان الجواب بنعم. > هل وصل الوضع الأمني إلى حد ممارسة الوزراء لأعمالهم من منازلهم؟

ـ ليس كل الوزراء.

> هل ما زالت الفرص موجودة لمعالجة الحرب الأهلية بين السنة والشيعة؟

ـ هذه اكبر مشكلة نواجهها حاليا وهى زيادة العنف والاحتقان الطائفي والذي أصبح يهدد الدولة العراقية كلها ويعرضها إلى مخاطر كبيرة، ولكننا نرى أن الأمر ما زال في بدايته ويمكن معالجته وهناك مبادرة مطروحة وهي عقد مؤتمر للمرجعيات الدينية العراقية في مكة المكرمة في مجمع الفقه الإسلامي العالمي والذي يمكن الاستفادة منه وسيكون له دور هائل.

> ماذا عن شروط هيئة علماء المسلمين التي وضعتها للمشاركة في مؤتمر المصالحة؟

ـ نحن لدينا شروط أيضا وهي الالتزام بقانون مكافحة الإرهاب وعدم التحريض على القتل.

> ومن يحميها إذا تعرضت للعنف والقتل؟

ـ الحكومة ستدافع عنها.

> هل الحكومة قادرة على حماية نفسها حتى تحمي هيئة علماء المسلمين؟

ـ المشكلة أن هيئة علماء المسلمين لا تعترف بالحكومة.