الأردن يستقبل عشرات الآلاف من الوافدين من لبنان

شركات الطيران العربية اعتمدت تذاكر «طيران الشرق الأوسط»

TT

اصبح مطار الملكة علياء الدولي محطة رئيسة لانطلاق المسافرين الى الدول العربية والأجنبية، نتيجة توافد آلاف اللبنانيين والرعايا العرب، الذين عبر حوالي 60 ألفا منهم الحدود الاردنية هرباً من العدوان الاسرائيلي على لبنان. ومع توافد المسافرين من لبنان بمختلف جنسياتهم الى الاردن، تضاعفت حركة النقل جوا وبرا في الاردن خلال الاسبوع الماضي.

وذكرت مديرة شركة السياحة الجوية بسمة حتر، أن معظم الرحلات التي كانت تتوجه الى لبنان أو تقلع منه، تحولت الى عمان، حيث أصبحت المحطة الرئيسية لانطلاق ووصول المسافرين من لبنان.

وأشارت الخطوط الجوية الملكية الأردنية إلى ارتفاع نسبة امتلاء طائراتها إلى 100 في المائة لاسيما للمحطات الإقليمية. وأكد الناطق الإعلامي باسم الملكية باسم الكيلاني، استعداد الناقل الوطني «لمواجهة أي ارتفاع في حركة المسافرين عبر زيادة عدد الرحلات، وتكبير حجم الطائرات على بعض الخطوط إن دعت الحاجة لذلك».

ووجه وزير النقل الاردني سعود نصيرات، تعليمات الى الجهات العاملة في مطار الملكة علياء الدولي، مضاعفة الجهود لتسهيل حركة المسافرين وتوفير الخدمات التي تسهم في توفير الوقت والجهد عليهم. وبحث نصيرات مع مسؤولي المطار الإجراءات التي من شأنها تسهيل حركة المسافرين وآلية وتعامل رجال الأمن والجمارك معهم، مؤكداً ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة في وجه الازدحام الذي يواجه المطار الأردني بعد إغلاق مطار بيروت الدولي. وركز نصيرات على أهمية ضبط الاجراءات الأمنية بما في ذلك توفير موظفين لإرشاد المسافرين اثناء عملية تفتيش امتعتهم عبر الاجهزة المخصصة، وتوفير وسائل السلامة العامة بكفاءة عالية، وزيادة حجم الإضاءة داخل وخارج المطار.

وعلى صعيد متصل، أكد مدير عام «سلطة الطيران المدني» الكابتن سليمان عبيدات، أن شركة الخطوط الجوية اللبنانية (طيران الشرق الأوسط) لم تتقدم حتى الآن بأي طلب لتسيير رحلات منتظمة انطلاقاً من المطارات الأردنية. وكان قد تم يوم الجمعة الماضي إخلاء خمس طائرات تابعة للشركة الى مطاري الملكة علياء الدولي وعمان المدني، بعد تدمير مطار بيروت الدولي من جراء القصف الاسرائيلي على لبنان. وأضاف الكابتن عبيدات، أنه ستتم دراسة الموضوع في حالة تقديم طلب بهذا الخصوص، مؤكداً حرص السلطة على دعم الخطوط الجوية اللبنانية ومساعدتها بما يمكنها من تجاوز الأزمة التي يمر بها لبنان.

ومن جانبه، أكد الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي «آكو» عبد الوهاب تفاحة، دعم «سلطة الطيران المدني الأردنية» للخطوط الجوية اللبنانية، بالإضافة الى شركات الطيران العربية التي أبدت تعاونها مع «طيران الشرق الأوسط» واستعدادها لقبول التذاكر الصادرة عن الشركة.

وواصلت الحدود الاردنية استقبال القادمين من الاراضي اللبنانية، عقب استمرار العدوان والقصف الاسرائيلي على المدن اللبنانية. وبحسب مصادر حكومية، فان الازدحام مستمر، حيث ارتفعت اعداد القادمين من لبنان، والذين تجاوزت اعدادهم خلال الستة ايام الماضية قرابة 60 ألف مسافر في ارقام قياسية لم تشهدها الحدود البرية من قبل.

ومن جهته، أكد رئيس جمعية الفنادق ميشيل نزال، ان هناك طلباً شديداً على الحجز في الفنادق، خاصة المصنفة خمسة نجوم بعد تدفق عدد كبير من السياح الى الاردن. وقال انه بلغ عدد السياح المقيمين في الفنادق حوالي 20 ألف سائح، يشكل الخليجيون 90 في المائة منهم. وأضاف: «ان عدد السياح زاد مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي». ولفت نائب رئيس جمعية وكلاء السياحة محمد دحلان، الى ان الأوضاع في لبنان انعكست «إيجابا» على حركة السياحة في الأردن ودول مجاورة، بسبب تحول معظم المجموعات السياحية المتجهة إلى لبنان للأردن، أو بسبب عودة السياح من لبنان إلى هذه الدول. مشيراً الى ان الفنادق قد زادت اسعارها بنحو 40 في المائة، وأصبح سعر الغرف يصل الى معدل 150 دولاراً اميركياً بدلاً من معدل 110 دولارات في بداية الصيف. وأشار دحلان الى ان السياحة الصادرة منيت بخسائر كبيرة نتيجة توقف السياحة الى لبنان او استقدام سياح من لبنان الى الاردن. مشيراً الى ان 13 طائرة من بيروت الى العقبة جنوب الاردن، قد ألغيت نتيجة الاحداث. وتكبدت المكاتب السياحية ملايين الدولارات من الخسائر نتيجة الضرر الذي أصاب السياحة مع لبنان، وقد بلغ عدد الاردنيين الذين زاروا لبنان خلال ستة أشهر 150 ألفاً، ولكن هذه الأعداد هبطت في الأسبوع الماضي.