100 رحلة يومية من مطار دمشق الدولي تؤمن سفر الفارين من لبنان

المسافرون العرب يروون لـ الشرق الاوسط ذكريات الدمار المؤلمة

TT

تشهد المطارات السورية في كل من دمشق وحلب واللاذقية والطرق الدولية السورية حركة ازدحام شديدة، منذ بدء الاعتداء الاسرائيلي على لبنان، حيث تستقبل المطارات السورية وتودع يومياً مئات الطائرات التي تقصد سورية لنقل آلاف الفارين من القصف المستمر. وتتوازى مع هذه الحالة غير الطبيعية حركة مماثلة في جميع الفنادق السورية، بمختلف مستوياتها، التي باتت مشغولة تماماً، وفي مختلف المرافق العامة والشوارع ومحطات النقل البري السورية، كما تتوازى معها حركة منقطعة النظير للمئات من السيارات السياحية السورية واللبنانية والخليجية التي تجوب الشوارع داخل المدن وخارجها.

واستقبلت سورية منذ الخميس الماضي أكثر من 100 ألف من القادمين من لبنان من الرعايا السوريين واللبنانيين والعرب والأجانب. وأفادت مصادر رسمية بأن عدد الرحلات القادمة الى مطار دمشق الدولي يومياً وصل إلى نحو مائة رحلة تقابلها مائة رحلة إقلاع، بينما وصل عدد الرحلات التي يستقبلها مطار حلب شمال البلاد ثلاثين رحلة يومياً تقابلها ثلاثون رحلة إقلاع، فيما يستقبل مطار اللاذقية على الساحل السوري نحو خمس عشرة رحلة يومياً يقابلها إقلاع عدد مماثل. وفي مطار دمشق الدولي التقت «الشرق الأوسط» بمسافرين قدموا من لبنان واحتشدوا في مطار دمشق هروبا من الظروف الصعبة في لبنان، اعربوا عن حزنهم وغضبهم من الاعتداءات الاسرائيلية. وامتزج المسافرون بين زوار كانوا في لبنان للسياحة ولبنانيين كانوا في بلدهم لزيارة عائلاتهم وقضاء العطلة الصيفية. وقال مشاري العويد، وهو سعودي كان في المطار ينتظر رحلته ليعود الى المملكة، بعد فراره من لبنان حيث كان يصطاف: «لقد نجوت بأعجوبة من موت محتم حيث كنت متوجهاً إلى منطقة خلدة في بيروت، وكانت السفن الإسرائيلية تقصف مطار بيروت، وكانت تفصلني عن منيتي دقائق معدودة». وأضاف: «معظم من كانوا يأتون إلى لبنان من الخليجيين للاصطياف، سيبحثون من الآن عن أماكن أخرى للسياحة، سواء في سورية أو مصر أو قبرص أو تركيا، لأن لبنان بحاجة لعدة سنوات لإعمار ما تهدم منه».

وتركت مناظر الدمار الذي هز لبنان خلال الاسبوع الماضي آثاراً عند المسافرين الذين يحملون ذكريات مرة معهم وهم يعودون الى ديارهم. وقال الكويتي عقاب العبد الله: «أكثر ما أحزنني أنني رأيت بأم عيني أشلاء طفلة لبنانية طالها القصف الإسرائيلي في منطقة حارة حريك، وكم كنت أتمنى لو لم أحضر هذا العام للاصطياف في لبنان ولم أشاهد ذلك الدمار الفظيع الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بأبناء لبنان وبنيته التحتية». وأعرب البحريني سلطان المبارك رشيد عن صدمته لما رآه في لبنان من دمار، قائلاً: «ما حصل في لبنان ويحصل فوق التصور». ونبه الى ان المسافرين العرب يشعرون بحزن شديد وتضامن مع الشعب اللبناني، موضحاً: «لست مستاءً بسبب قطع إجازتي الصيفية، لكنني حزين إلى درجة لا يمكن وصفها، فقد شاهدت بأم عيني حجم الدمار الهائل الذي تعرضت له بعض مناطق العاصمة، وانني أعود الآن إلى البحرين وكلي كراهية لإسرائيل وحقد عليه، فقد أثبتت من خلال عدوانها الحالي على لبنان وعدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، أنها كيان غير مقبول في منطقة ترفض بمجملها هذا الوجود الإسرائيلي الذي لا يبشر بخير». وقال الكويتي طلال الطيار انه اضطر الى التوجه الى دمشق بسبب القصف الاسرائيلي «البشع»، ولفت الى ان حوالي «عشرة آلاف كويتي سائح ومصطاف كانوا في لبنان وغالبيتهم غادرت لبنان إلى سورية».