مصر والأردن يستبقان زيارة بيريس برفض أي تعديلات إسرائيلية على جوهر مبادرتهما

عمان تؤكد أنها ليست طرفا محايدا في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على الإطلاق

TT

القاهرة: صلاح متولي واحمد شاهين عمان: «الشرق الأوسط» ينقل وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس، اليوم الى عمان ثم القاهرة رد حكومة آرييل شارون على المبادرة المصرية ـ الاردنية الرامية الى انهاء المواجهات في الاراضي الفلسطينية واعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات.

ويرتكز الرد بالاساس على رفض بعض البنود والتحفظ على اخرى. وفي صلب هذا الرد، رفض بند تجميد النشاط الاستيطاني واستبدال عبارة الامتناع عن بناء مستوطنات جديدة به، كذلك اسقاط اي بند يشير الى مفاوضات كامب ديفيد او اي مفاوضات بعدها لما تنطوي عليه من معنى استئناف المفاوضات من حيث توقفت، وهو ما ترفضه الحكومة الائتلافية في اسرائيل.

لكن شارون اتفق مع بيريس على عدم اتخاذ موقف سلبي رفضي ازاء المبادرة وذلك من اجل وضع الكرة في الملعب العربي وحتى لا يغضب الاميركيون ويثيرا عليهما الاوروبيين.

من جانبهم يرفض الفلسطينيون اي تعديل في جوهر المبادرة التي كما يقولون ترتكز على اتفاقات موقعة بين الطرفين. وقال مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى ان مباحثات بيريس مع الرئيس المصري حسني مبارك، في القاهرة، وهي الاولى منذ توليه منصب وزير الخارجية، تعد بمثابة فرصة مهمة لانتشال المنطقة من الأوضاع المتفجرة التي تشهدها. كما انها بمثابة المحك والاختيار الرئيسي لاثبات مدى جدية ونية ورغبة حكومة شارون بالسلام، وبالتالي وضعها أمام مواجهة مع الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي لتحديد مسؤولياتها عن العمل لاحتواء المناخ الذي صنعه رئيسها قبيل توليه السلطة ثم أسهم في تعقيده بدلا من تصفيته.

وقال المصدر ان القاهرة لن تقبل بإحداث تعديلات على تلك المبادرة بما يمس جوهرها وعلى رأسها وقف سياسة الاستيطان وضرورة رفع جميع الاجراءات القهرية من حصار واغلاق وعدوان ضد الشعب الفلسطيني. واعتبر أن هذه أسس تمثل عوامل النجاح لأية تحركات لتجاوز الوضع الراهن. كذلك لن تقبل بأية حجج اسرائيلية تسعى للالتفاف على هذه المبادرة خاصة تحميل الفلسطينيين المسؤولية عن الأحداث الراهنة، وبالتالي دعوتهم الى ما تسميه وتدعيه حكومة شارون وقفا للعنف. وأجرت مصر مؤخراً اتصالات عاجلة مع عدد من الدول الاوروبية من بينها اليونان والنمسا وهولندا من خلال مبعوثين الى عواصم هذه الدول لشرح الموقف المصري، والمبادرة المصرية ـ الاردنية لاحتواء الموقف المتدهور واحياء عملية السلام وذلك في اطار التنسيق المصري ـ الاردني، واعلنت اليونان أمس انها ستتبنى المبادرة كما رحبت واشنطن بالدور المصري ـ الاردني لوقف دائرة العنف ووصفته بأنه بناء.

وفي عمان استبق الاردن زيارة بيريس بالتأكيد أن المبادرة الأردنية ـ المصرية مبادرة متكاملة تعالج مختلف القضايا التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وتمهد الطريق لاستئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.

وأوضحت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط» عشية زيارة بيريس لبحث بعض بنودها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ان المبادرة منسجمة تماماً مع قرارات القمة العربية الدورية الأولى التي عقدت في عمان في مارس (آذار) الماضي.

وقال وزير الإعلام الأردني الدكتور طالب الرفاعي ان المبادرة لا تمثل وساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل بأي حال من الأحوال وان الأردن ليس طرفاً محايداً إزاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على الإطلاق، مؤكداً ان الأردن يدعم الموقف الفلسطيني بلا حدود.

وتقوم المبادرة على مجموعة نقاط، أولها وقف العمليات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين من إطلاق النار وتجريف الأراضي وهدم المنازل وإنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. وتتعلق النقطة الثانية بإجراء بناء الثقة بين الطرفين وعودتهما الى مائدة المفاوضات مع التأكيد أن السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد المتاح للتغلب على الخلافات بين الجانبين وأن سياسة القوة لن تجدي نفعاً على صعيد فرض سياسة الأمر الواقع في الأراضي الفلسطينية.

وتقوم النقطة الثالثة على تطبيق الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين وفي مقدمتها اتفاقية شرم الشيخ لعام 1999 التي تنص على إجراء انسحاب إسرائيلي واسع من الأراضي الفلسطينية والتزام إسرائيل بجميع الاتفاقات التي أبرمتها مع السلطة الفلسطينية. اما النقطة الرابعة فتتعلق بإنهاء قضايا المرحلة الانتقالية العالقة والبحث في مستقبل الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية.