أكثر من 60 قتيلا في قانا و5 في يارون بينهم 39 طفلا ومقاتلو «حزب الله» يُفشلون محاولة إنزال في الطيبة

اليوم الـ 19 للحرب على لبنان يعيد المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين

TT

في اليوم التاسع عشر لحربها على لبنان، أمعنت اسرائيل في ارتكاب المجازر المروعة ضد الاطفال والنساء والمسنين، فأرسلت طائراتها لتقتل أكثر من 60 مواطناً في بلدة قانا وخمسة مواطنين في بلدة يارون، فيما كانت مروحيات الـ «آباتشي» وطائرات الـ «M.K» تلاحق السيارات الهاربة بركابها الى اماكن آمنة. وتأتي مجزرة قانا ويارون فيما عشرات جثث المدنيين والأطفال لا تزال تحت الانقاض في الكثير من البلدات التي دمرتها الطائرات الاسرائيلية في جنوب لبنان. كما تأتي في وقت كان المقاومون اللبنانيون يوجهون ضربات جديدة موجعة الى جنود «النخبة» في الجيش الاسرائيلي الذين انزلوا في بلدة الطيبة تحت جنح ظلام ليل اول من امس، فوقعوا في مرمى نيران مقاتلي «حزب الله» وتكبدوا خسائر ذكرت مصادر أمنية انها بلغت تسعة قتلى على الأقل.

وأفادت مصادر قوى الأمن اللبنانية بأن الطائرات الاسرائيلية أغارت عند الواحدة والنصف السبت / الاحد بالتوقيت المحلي، على منزل المواطن قاسم هاشم المؤلف من ثلاث طبقات والواقع على طريق قانا ـ حي الخريبة وكان قد لجأ اليه 63 شخصاً من عائلات لم تتمكن من مغادرة المنطقة. ودمرت صواريخ طائرات الـ «F16» المنزل على ساكنيه وهم نيام. وكانت حصيلة هذه المجزرة البربرية 54 قتيلا بينهم 37 طفلاً والباقون من النساء والمسنين.

وفيما كانت فرق الاسعاف تهرع الى البلدة لانتشال الضحايا من تحت الركام، لاحقت الطائرات الاسرائيلية احدى سيارات الصليب الاحمر اللبناني على طريق قانا ـ صور.

وفي بلدة يارون، دمرت الطائرات الاسرائيلية ظهر امس منزلاً على عائلة من خمسة اشخاص قضوا جميعاً تحت الانقاض. وجاء في تقرير للوكالة الوطنية للاعلام «ان عشرات الجثث لا تزال تحت الانقاض في بلدات صريفا، شيحين، شمع، البازورية، القليلة، دير قانون النهر، صديقين وجبال البطم، رغم المحاولات الحثيثة والجريئة التي يقوم بها رجال الصليب الاحمر والدفاع المدني، في ظل الاستهداف المباشر من الطائرات الحربية الاسرائيلية والطائرات المروحية لسيارات الاسعاف في اكثر من مكان». وذكرت الوكالة أنه «في حي المرج في بلدة صريفا الذي دمره العدو في 19 يوليو( تموز) الحالي، توجد اكثر من خمسين جثة لا تزال تحت الانقاض تأكل منها الكلاب والقطط والحيوانات. وفي صور، نقل شهود عيان أن جثتي امرأتين لا تزالان في مبنى الدفاع المدني احداهما لبنانية والثانية سري لانكية. وفي صور ايضاً، فقد المواطن حسين قرعوني في مبنى المهندس علي يونس الذي دمره القصف. ويرجح ان يكون تحت الانقاض. اما في شيحين، فهناك اربع جثث على اطراف الشارع العام المؤدي الى مروحين. وفي بلدة شمع توجد اربع جثث، اضافة الى اشلاء قرب القلعة. وفي بلدة الزرارية. توجد جثتان في سيارة استهدفت على طريق مدرسة الميادين، اضافة الى بعض الاشلاء. وفي القليلة هناك العديد من المباني التي دمرت وطمر تحت انقاضها بعض الجثث. وأفاد شهود عيان بأن جثتين موجودتان على طريق القليلة ـ منطقة العواميد. وفي بلدة دير قانون النهر، لا تزال جثة المواطن زين عز الدين موجودة تحت انقاض منزل مواطن من آل عز الدين الذي دمر اخيراً. وفي بلدة صديقين يوجد عدد من الجثث المتفحمة في سيارات ضربها العدو على طريق العاصي. وفي بلدة جبال البطم، توجد جثة في مبنى تهدم جراء القصف».

معركة الطيبة وعلى صعيد المواجهة الميدانية بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة اللبنانية، قال مصدر أمني لـ «الشرق الاوسط» ان المعارك تواصلت امس في بلدة الطيبة بقضاء مرجعيون. وأضاف ان المواجهة بدأت عندما قامت مروحيات اسرائيلية بعملية انزال لجنود من لواء «جولاني» في واد وراء بلدة الطيبة لجهة بلدة القنطرة غرباً على مسافة خمسمائة متر من المنازل، بقصد مفاجأة المقاومين وتطويق البلدة من الجهة الغربية، لكن رجال المقاومة فاجأوا الجنود الاسرائيليين وبادروهم بإطلاق النار فلجأ الجنود الى منزل يملكه شخص من آل قوصان، فعمد رجال المقاومة الى قصفه وتدميره على رؤوس جنود الاحتلال، مما أدى الى مقتل ثمانية منهم، حسب المصدر الأمني.

وكما هي الحال في المعارك المماثلة في بنت جبيل ومحيطها، حاولت مروحيات اسرائيلية انزال وحدات من الكوماندوز في منطقة «المشروع» في الطرف الجنوبي ـ الشرقي للطيبة، فتصدى رجال المقاومة بالصواريخ ومدفعية الهاون للمحاولة وأفشلوها. وحتى غروب امس كان الطيران الحربي الاسرائيلي يغير على المواقع المفترضة لرجال المقاومة الذين كانوا يواجهون بضراوة محاولة جنود الاحتلال إخلاء رفاقهم القتلى والجرحى من أرض المعركة. وكانت الطائرات الاسرائيلية قد مهدت لهذه المحاولة بـ 150 غارة شنتها على الطيبة ليل ونهار أول من امس.

ولخص «حزب الله» مسار المواجهة في الطيبة بسلسلة بيانات اصدرها، وجاء فيها ان مقاتليه اطلقوا صباح امس دفعة من الصواريخ على مستوطنات كريات شمونة، كفريوفال، ميربايوخ، وعند الساعة 8.30 عاود المجاهدون قصف مستوطنات سنير، كفرجاعاد ودفنا.

وجاء في بيان لاحق: «في اطار ردها على العدوان الصهيوني المتمادي على المدنيين في لبنان، دكت المقاومة الاسلامية عند السابعة من صباح امس مستعمرات كريات شمونة، كفريوفال، سيام باروخ، سنير وكفرجلعاد بصليات من الصواريخ». وأصدرت المقاومة بياناً آخر قالت فيه انها وجهت «رزمة من الصواريخ» على مرابض الاسرائيليين في موقعي الزاعورة والعباسية، ودفعة أخرى من الصواريخ على مستعمرتي المطلة ومرغليوت... ودفعات من الصواريخ في اتجاه مستعمرات صفد وروش بينا وكريات شمونة والمطلة.

والى مجزرة قانا ومحاولة الانزال في الطيبة، غطت الطائرات الاسرائيلية بغاراتها امس، وكما هي الحال في الايام السابقة، كل مناطق الجنوب وصولاً الى البقاع وراشيا. واستهدفت الصواريخ محيط بلدة مشغرة (البقاع الغربي). وبعد الظهر استهدفت احدى الطائرات حاجزاً للجيش اللبناني (اللواء الثامن) في بلدة صربا (إقليم التفاح)، مما أدى الى تدمير ناقلة جند. ولم تسجل اصابات.

وأغارت الطائرات الاسرائيلية على طريق انصار ـ الزرارية، فيما قصفت المدفعية الاسرائيلية بلدة يحمر الشقيف، مما حمل البقية الباقية من الاهالي على النزوح نحو مدينة صيدا. كما استهدف القصف بلدة زوطر الغربية. ونفذت الطائرات الاسرائيلية سلسلة غارات على منطقة بين البيسارية وقعقعية الجسر في منطقة ساحل الزهراني. وفي منطقة صور، اغارت الطائرات الاسرائيلية، صباح امس، على محيط بلدتي قانا وصديقين. وكان الطيران المروحي الاسرائيلي قد حلق طوال الليل وعلى مستوى منخفض فوق قرى برج رحال، بدياس، الحلوسية، العباسية، معروب ودير قانون النهر. وأطلق النار من رشاشاته الحربية الثقيلة على الحقول والبساتين المجاورة، وخصوصاً في محيط مجرى نهر الليطاني. ورافقت ذلك غارات وهمية للطيران الحربي فوق المناطق المذكورة. وتعرضت قرى زبقين، جبال البطم، المنصوري وصديقين لقصف مدفعي متقطع من البوارج الاسرائيلية التي اطلقت ايضاً القنابل المضيئة على الخط الساحلي جنوب صور. وصباحاً تعرضت اطراف بلدات دير قانون، رأس العين، باتولية والسماعية لقصف مدفعي مركز. وألقت المروحيات الاسرائيلية مناشير حذرت فيها الاهالي من التنقل داخل القرى على اساس ان كل متحرك في السيارة على الدراجة النارية يعتبر هدفاً عسكرياً.