الأحياء الباقون من مجزرة قانا وصلوا إلى صيدا وسط مخاوف من كارثة إنسانية

TT

وصل امس بعض من بقي حياً من مجزرة «قانا -2» الى مدينة صيدا. وقد حملوا معهم 9 جرحى من الناجين، نقلوا الى المستشفى. وأجمع الناجون الذين احتشدوا في مبنى بلدية صيدا، على رفض القتل الجماعي الذي تمارسه اسرائيل.

وقد تولت سيارات تابعة للصليب الاحمر نقل الناجين الى مدينة صور، ومنها انتقلوا الى صيدا في سيارات مدنية، بحسب ما اوضح عضو بلدية قانا سمير شلهوب، الذي قال: «ان استخدام كلمة نازية لوصف اسرائيل فيه اساءة الى النازية، لأنهم تجاوزوا الاعمال النازية بكثير»، لافتاً الى الدمار الهائل الذي لحق بالبلدة.

زينب احمد شلهوب التي فقدت 22 شخصاً من افراد عائلتها في مجزرة قانا، كانت بين الناجين الذين وصلوا الى صيدا بانتظار توفير اماكن لاقامتهم. وقالت «ان كل ما حصل لن يمنعنا من تأييد المقاومة».

وقد عقدت النائبة بهية الحريري في دارة العائلة في مجدليون، اجتماعاً تشاورياً مع ممثلي الهيئات الصحية والانسانية وعدد من المستوصفات العاملة في المدينة، في اطار متابعتها اليومية لأوضاع النازحين الى صيدا واهتمامها بالجانب الصحي والطبي. وشددت خلال اللقاء على «اهمية تنسيق الجهود والمهام بين المؤسسات المشاركة من اجل تقديم الافضل على صعيد الخدمات الصحية والانسانية والاجتماعية لأهلنا الجنوبيين في مراكز صيدا واحيائها، وضرورة العمل من اجل خلق شبكة صحية مشتركة تستمر بعملها حتى بعد انتهاء العدوان».

وافادت مصادر مطلعة، بان النازحين المقيمين في منطقة صيدا، الذين زاد عددهم على المائة الف يعيشون اوضاعاً صعبة، وان الوضع برمته بات يهدد بكارثة انسانية يصعب تداركها، اذ تفتقر معظم مراكز ايواء النازحين الى العناية الطبية والصحية والى المواد الاساسية، مع النقص الكبير في المواد التموينية والفرش.

وفي جولة في مراكز النازحين في المدينة لوحظ غياب سياسة واضحة لاستيعابهم، خصوصاً في غياب الاجهزة الحكومية، حسب قول رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، والتنافس السياسي في المدينة، الذي انعكس في محاولات الاطراف السياسية استقطاب النازحين وتولي امورهم.

ويشير البزري الى ان الهيئة العليا للاغاثة (التابعة للحكومة اللبنانية) لا تملك اي خطة لمساعدة النازحين ولا تملك تقديرات عن حركة النزوح، «ولذلك فإيواء النازحين صعب مع غياب البنى التحتية (خزانات مياه وحمامات ومراحيض ومطابخ) وغياب العناية الطبية، وكذلك عدم توافر مستلزمات الاطفال والنساء والحوامل وذوي الحاجات الخاصة».