قمة إسلامية ـ مسيحية في لبنان تؤيد جهود السنيورة وتؤكد على الوحدة الداخلية في مواجهة العدوان

TT

عقدت في بيروت امس قمة دينية اسلامية ـ مسيحية ضمت رؤساء الطوائف اللبنانية او ممثلين عنهم، واعلنت تأييدها لخطة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للحل. وحذرت من ان «العدوان الاسرائيلي يستهدف الاساءة الى الوحدة الوطنية». وشددت على ان هذه الوحدة «كانت ولا تزال الاساس لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي... والتي يشكل حزب الله، الذي يمثل شريحة اساسية في المجتمع اللبناني، احد مقوماتها».

وكان البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي استضاف القمة ادلى في مستهلها بكلمة قال فيها: «ليس منا من يجهل الهجمات الظالمة التي استهدفت لبنان، وهو البلد الاضعف بين اخوانه، وقد بلغ عدد قتلاه الثمانمائة، وقصفت جميع جسور الطرق فيه، واسلاك المواصلات. ويكفينا ان نعرف ما جرى في قانا التي سقط فيها ما فوق الستين قتيلا نصفهم من الاولاد الابرياء، الذين هم في عمر الورود». واضاف: «لا شك عندنا في ان الغاية مما جرى هو استعداء الفئات اللبنانية بعضها على البعض، وبث روح البغضاء، والكراهية، والقاء هؤلاء التهمة على اولئك، لكن الشعب اللبناني، على الرغم مما كان، اظهر الكثير من التماسك ورباطة الجأش. ولبنان كان ولا يزال مثالا حيا على العيش المشترك بين مختلف الاديان والمذاهب، ولعل هذه الميزة هي التي تؤذي من يريدون القضاء عليها».

واشار صفير الى ان القمة «قد تجد في النقاط السبع التي بسطها الرئيس السنيورة في مؤتمر روما ما يفي بالغرض. وقد طالب باطلاق الاسرى اللبنانيين وانسحاب الجيش الاسرائيلي وعودة النازحين الى قراهم، واستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وبسط سلطة الدولة على كل اراضيها وحصر السلاح بها، على ما نص اتفاق الطائف، وتعزيز القوة الدولية في جنوب لبنان، والعمل باتفاق هدنة 1949 والتزام المجتمع الدولي دعم لبنان».

وفي ختام الاجتماع صدر عن القمة بيان اكد فيه المجتمعون على «ادانة العدوان الاسرائيلي على لبنان وشجبه واعتباره جريمة حرب بحق اللبنانيين جميعا، دولة وشعبا ومؤسسات». وناشدوا «المجتمع الدولي العمل على وقف هذا العدوان فورا وعلى وضع حد نهائي له، ورفع الحصار الظالم الذي تفرضه عليه القوات الاسرائيلية من البر والبحر والجو، بما يكفل عودة المهجرين اللبنانيين الى مدنهم وقراهم والعيش بامان وسلام واطمئنان في ظل السيادة الوطنية الواحدة والموحدة».

واعلنت القمة «دعم الجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية ممثلة بمجلس الوزراء مع المراجع الدولية المختصة لاستعادة السيادة اللبنانية المستباحة وبسطها على كامل ارض لبنان وسمائه ومياهه، لاسيما الانسحاب الاسرائيلي الفوري من مزارع شبعا، وتبني مقترحات العملية التي حددها دولة الرئيس فؤاد السنيورة امام المؤتمر الدولي في روما والتي ايدها مجلس الوزراء بالاجماع وهي المقترحات المحددة في البنود السبعة بعد الوقف الفوري لاطلاق النار. وهي التعهد باطلاق الاسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين عن طريق الصليب الاحمر الدولي، وانسحاب الجيش الاسرائيلي الى ما وراء الخط الازرق، وعودة النازحين الى بلداتهم وقراهم، والتزام مجلس الأمن الدولي وضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت سلطة الامم المتحدة حتى ينجز ترسيم الحدود، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على هذه الاراضي وعودة اهلها اليها، وتسليم اسرائيل الى الامم المتحدة خرائط الالغام المتبقية كافة التي زرعتها في جنوب لبنان، وبسط الحكومة اللبنانية سلطتها على كامل اراضيها عبر انتشار قواها الشرعية المسلحة مما يؤدي الى حصر السلاح والسلطة بالدولة اللبنانية وحدها كما نص اتفاق المصالحة الوطنية في الطائف، وتعزيز القوة الدولية التابعة للامم المتحدة العاملة في الجنوب وزيادة عديدها وعتادها وتوسيع نطاق عملها، واتخاذ الاجراءات الضرورية لاعادة العمل باتفاق الهدنة الذي وقعه لبنان واسرائيل في العام 1949، والتزام المجتمع الدولي دعم لبنان على الاصعدة كافة ومساعدته على مواجهة الاعباء المترتبة عن المأساة الانسانية والاجتماعية والاقتصادية وخاصة في ميادين الاغاثة واعادة الاعمار واعادة بناء الاقتصاد اللبناني».