رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني يدعو المسلمين لتسليح حزب الله

إيرانيون يتبرعون بأموال وذهب وباريس تدعو طهران مجددا: يجب المساهمة في التهدئة

TT

دعا رجل الدين الايراني البارز المحافظ آية الله احمد جنتي امس الدول الاسلامية الى امداد حزب الله بالسلاح لمقاومة اسرائيل، وذلك كما افادت وكالة الانباء الطلابية الايرانية. وكانت ايران قد اكدت مرارا انها لا تقدم لمقاتلي حزب الله سوى الدعم المعنوي. وقال جنتي الذي يرأس مجلس صيانة الدستور «نتوقع في الظرف الحالي من الدول الاسلامية (..) ان تقدم مساعدة عسكرية وطبية وغذائية لحزب الله والشعب اللبناني وان ينقل جرحاهم الى الدول المجاورة لمعالجتهم». وقال جنتي «من واجب العالم بأسره ان يقدم مساعدته في الحرب بين الاسلام والكفار وآمل ان نحتفل بانتصار الاسلام». ورأى ان الامين العام لحزب الله «حسن نصر الله هو «رجل العصر»، لانه يتصدى للهجمات الوحشية التي يشنها النظام الصهيوني، والصهاينة بكل قوتهم وخرافة استحالة هزمهم ركعوا امام عدد ضئيل من مقاتلي حزب الله». ويتزعم جنتي مجلس صيانة الدستور الذي يتألف من 12 عضوا ستة منهم من الفقهاء والستة الاخرون من الحقوقيين وهو اعلى هيئة رقابة دستورية.

وتأتي تصريحات جنتي فيما اعتبرت فرنسا ان على ايران «تحمل جميع مسؤولياتها والمساهمة في وقف التصعيد» في النزاع الدائر في الشرق الاوسط، على ما اعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية دوني سيمونو. وقال سيمونو خلال مؤتمر صحافي غداة اللقاء الذي جمع في بيروت اول من امس وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ونظيره الايراني منوشهر متكي، «على ايران كما على جميع دول المنطقة التي تطمح الى تأدية دور هام، ان تتحمل جميع المسؤوليات المترتبة على ذلك». وقال المتحدث «كما قال الوزير في بيروت، ان الهدف هو التوجه الى وقف التصعيد، وكل المساهمات في هذا الصدد مرحب بها»، مضيفا انه «يمكن لايران لعب دور يسهم في الاستقرار». وشدد على انه «في هذا السياق، على ايران ان تتحمل جميع مسؤولياتها والمساهمة في وقف التصعيد الذي ندعو اليه». ولم يعلق المتحدث على اللقاء بين دوست بلازي ومتكي في بيروت، واكتفى سيمونو بالقول ان المباحثات بين الوزيرين كانت تهدف الى «تبيان كيف يمكن لايران ان تساهم في وقف التصعيد في النزاع». وكان دوست بلازي صرح قبل لقائه نظيره الايراني ان لايران «دورا مهما في استقرار المنطقة».

ومع النداءات الدولية لايران بالمساعدة في حل الازمة، لم يتردد العامل الايراني المتقاعد مهدي جوكار (67 عاما) قبل ان يسلم ثلث معاش تقاعده الشهري الى اولئك الذن اصيبوا او شردوا في الهجوم الاسرائيلي ضد حزب الله. وقال في جمع في مسجد بطهران امس حيث كان نحو مائتي شخص يتحركون حول خيام لدفع تبرعات للبنانيين والفلسطينيين «لم افعل شيئا ذي بال.. اخواننا المسلمون في لبنان بذلوا دماءهم». ومثل مراكز جمع التبرعات هذه التي تديرها مؤسسة حكومية اقيمت مثيلاتها في كل انحاء الجمهورية الايرانية في مسعى لجمع التبرعات لمدة يوم واحد صاحبته دعاية ضخمة.

ورغم ان طهران سلحت ومولت حزب الله خلال الثمانينات ونشرت الحرس الثوري في لبنان فإنها تصر على أن الدعم لحزب الله يقتصر على التأييد المعنوي والسياسي. ولكن اسرائيل تفند هذا قائلة ان حزب الله يستخدم صواريخ ايرانية ضد اهداف مدنية وعسكرية. وبث التلفزيون الحكومي الايراني صورا لايرانيين وهم يقفون صفوفا في اجزاء عدة من البلاد لوضع الاوراق النقدية في صناديق التبرعات الزرقاء والصفراء. وقال محمد بازاند وهو مسؤول في اللجنة الخيرية الايرانية لرويترز امس «رأيت امرأة تتبرع بسوارها الذي يساوي عشرة ملايين ريال (1100 دولار).. كان ذلك امرا طيبا للغاية». غير ان اللجنة الخيرية لم تتمكن في الحال من تحديد كيفية انفاق الاموال التي سيتم جمعها.

وكان المسجد في طهران مزينا بصور للاطفال الجرحى والموسيقى العسكرية لحزب الله تتردد في ارجاء المكان. وهناك اطفال يحتمون من قيظ النهار تحت مظلات في باحة المسجد ويرسمون ويكتبون اراءهم ووجهات نظرهم حول الحرب في لبنان. ورسم بيجاه يازداني طفلين مبتسمين يسقطان طائرة اسرائيلية سوداء ببنادق خشبية. وأتت ام البنين شمس (37 عاما) باولادها الثلاثة الى مكان تنظيم الحدث بعد ان انفجرت باكية لمشهد الاطفال وسط الانقاض في قرية قانا اللبنانية حيث قتل 54 مدنيا يوم الاحد الماضي. كذلك تعهدت ايران بدفع 50 مليون دولار للحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس والتي تعد في حاجة ماسة الى الاموال.