إسرائيل تمهد لمنطقة عازلة تمتد نحو 15 ميلا داخل لبنان لحصار «حزب الله»

بيرتس: سنطالب بإشراف خارجي على نقاط العبور على الحدود السورية ـ اللبنانية

TT

صعدت اسرائيل بحدة حملتها البرية في جنوب لبنان بعدما قرر مجلس الوزراء الاسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح امس توسيع نطاق عملياته، بهدف دفع حزب الله بعيدا عن الحدود قبل التوصل الى اطلاق نار وانتشار القوات المتعددة الجنسيات هناك. ومن المحتمل ان تتجه القوات الاسرائيلية شمالا نحو نهر الليطاني، على بعد 15 ميلا من الحدود الاسرائيلية، طبقا لما ذكره الوزراء في اعقاب الاجتماع الذي استمر حتى ساعة مبكرة من صباح امس.

ويبدو ان الهدف الان هو تطهير شريط عريض من الاراضي على طول الحدود بحيث يمكن للقوات الدولية الانتشار فيه بدون الاضطرار الى الدخول في معارك مع حزب الله. وفي الاسبوع الماضي، استدعى مجلس الوزراء الاسرائيلي 30 الفا من قوات الاحتياط، حيث انضم منهم العديد الى وحداتهم لبداية التدريب. وسيعمل الاحتياط، بصفة جزئية في لبنان بينما يقف الباقي على أهبة الاستعداد، في حالة ما اذا اختارت سورية، التي وضعت قواتها في حالة تأهب، توسيع نطاق الحرب، طبقا لما ذكره المسؤولون الاسرائيليون. وأوضح وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس «لقد وصلنا الى مرحلة يجب فيها علينا توسيع نطاق الحرب»، بدون ان يحدد ابعاد المرحلة القادمة.

وفي الوقت الذي قاتلت فيه اسرائيل بضراوة على الارض استمرت في تخفيض عدد الغارات الجوية في اليوم الثاني لوقف تلك الغارات الذي تعهدت به لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وقالت كوندوليزا رايس انه قبلت تفسيرات اسرائيل بخصوص استئناف الغارات الجوية بعد 12 ساعة من اعلان وقفها.

وقبل مغادرة القدس قالت كوندوليزا رايس انها تعتقد ان وقف اطلاق النار وتحركات لمجلس الامن التابع للامم المتحدة اصبحت في الافق المنظور. واضافت «انا على قناعة بإمكاننا تحقيق الامرين خلال هذا الاسبوع». إلا انها خلال رحلتها لواشنطن، كانت تبدو اقل ثقة. وقال المساعدون ان التوقيت ربما يمتد حتى نهاية الاسبوع. وذكرت للصحافيين على متن الطائرة «لا يمكنني القول لكم متى تجمعون حاجياتكم. نبذل جهدا كبيرا لتحقيق ذلك هذا الاسبوع».

وذكر بيرتس في الاجتماع الخاص للبرلمان ان الجيش «سيتوسع ويعمق عملياته ضد حزب الله». واقترح ان المعارك لن تتوقف حتى تصبح قوة متعددة الجنسيات مستعدة بتفويض لاستخدام اسلحتها ضد حزب الله اذا ما انتهك أية اتفاقية لوقف اطلاق النار. وقال ان اسرائيل ستطالب بإشراف خارجي على نقاط العبور على الحدود بين سورية ولبنان. وفي الوقت نفسه شن الجيش الاسرائيلي هجوما بريا على لبنان في منطقة عيتا الشعب. وقال حزب الله ان مقاتليه يقاومون التقدم الاسرائيلي. وفي مقابلة مع وكالة رويترز للانباء يوم الاحد بعد الغارات الجوية على قانا، طالب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والمقيم في سورية «بتصعيد المقاومة في لبنان وفلسطين»، كما سأل «هل لدينا أي شيء اخر لشعبنا الا المقاومة لحماية نسائنا واطفالنا وارضنا وشرفنا في هذا العصر الصهيوني الاميركي؟».

ومن ناحية اخرى، ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان بلاده وافقت على وقف اطلاق النار وممر امن لمدة اربع وعشرين ساعة لمساعدة المدنيين على النزوح من جنوب لبنان كوسيلة «للتخفيف»، وذلك بعد قصف قانا يوم الاحد. ولكنه قال ايضا ان المعارك ضد حزب الله ستستمر حتى يوجد «حل دبلوماسي» يؤدي الى وقف اطلاق الصواريخ ضد اسرائيل ونشر قوات دولية على الحدود. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، «لا يمكننا تجاهل قانا. واذا ما رغبنا في الاستمرار في الحصول على وقف اطلاق النار الشامل الذي نريده والقوات الدولية، فمن المهم تغيير اللهجة والحديث.

واحدى المسائل الكبرى المتبقية تتمثل في توقيت أي وقف لاطلاق النار. ويميل الكثير في العالم، وبينهم أعضاء حاسمون في مجلس الأمن مثل فرنسا وروسيا، الى ان وقفا لاطلاق النار ينبغي أن يبدأ ليس بعد اصدار قرار من المجلس يفوض قوة دولية بالانتشار في جنوب لبنان.

ولكن تلك القوة قد لا تكون على الأرض لفترة اسابيع. وقال ايهود أولمرت رئيس وزراء اسرائيل ان بلاده تريد وقفا لاطلاق النار فقط عندما تصل القوة الدولية حتى لا يكون هناك فراغ. ويجادل الاسرائيليون بأن وقفا فوريا لاطلاق النار بدون وجود دولي سيسمح باعادة تسليح حزب الله عبر الحدود السورية بل وحتى تسلله الى الحدود الاسرائيلية.

وتساءل مسؤول اسرائيلي كبير «اذا كان هناك وقف لاطلاق النار غدا بدون وجود دولي فكيف يمكنك منع اعادة تسليح حزب الله؟ واذا لم يكن بوسعك السيطرة على ذلك فكيف ستنتقل الى نزع سلاح حزب الله؟». وتطلب اسرائيل مزيدا من الوقت لضرب حزب الله وتطلب من الفرنسيين وامثالهم، ممن يريدون وقفا فوريا لاطلاق النار. أن يتخذوا اجراءات ملموسة للمساعدة على خلق ظروف السلام الدائم وفقا لما قاله المسؤول. وقال مسؤول كبير آخر، انه يتوقع ان يستغرق اتخاذ مجلس الأمن قرارا فترة اسبوع وسيجري اكماله بجلسة لوزراء الخارجية الاوروبيين ربما الاثنين المقبل. واذا ما ادى قرار، في اطار صفقة سياسية مقبولة، الى وقف لاطلاق النار فان القوات الاسرائيلية يمكن ان تبقى في جنوب لبنان الى ان تصل قوة دولية، كما اشار.

وفي وقف اطلاق نار مثل هذا، يتعين على حزب الله الموافقة عليه عبر الحكومة اللبنانية، كما قال المسؤول، يمكن للقوات الاسرائيلية ان تطلق النار اذا ما تعرضت الى اطلاق نار او اذا ما استمرت الصواريخ على الاطلاق ضد اسرائيل. ومدد المجلس تفويض قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في لبنان لفترة شهر واحد للسماح بمزيد من الوقت لتشكيل قوة حفظ سلام جديدة.

* شارك كريغ سميث من المطلة في هذا التقرير، وستيفن ايرلنغار من القدس وهيلين كوبر من واشنطن وحسن فتاح من بيروت ومنى النجار من القاهرة.

خدمة «نيويورك تايمز»