قبرص تستعد للنازحين البنانيين.. وتدعو أوروبا لفتح حدودها

لجنة دولية لحقوق الأطفال تنتقد قتل المدنيين في المواجهات

TT

قالت قبرص انها تستعد لتدفق نازحين من لبنان في حالة استمرار الاعمال العدائية، وحثت شركاءها في الاتحاد الاوروبي على فتح حدودهم في حالة حدوث مثل هذه الازمة. وجزيرة قبرص الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط هي اقرب عضو في الاتحاد الاوروبي الى لبنان الذي يتعرض للاسبوع الرابع لهجمات جوية اسرائيلية. وجرى اجلاء اكثر من 50 الف اجنبي من لبنان عبر قبرص خلال الايام الخمسة عشر الاولى من القتال. وقال الكساندروس زينون المسؤول بوزارة الخارجية القبرصية «اسوأ سيناريو هو نزوح جماعي لمدنيين لبنانيين ومن دول اخرى باعداد كبيرة». وأضاف للصحافيين امس ان «قبرص لن تتمكن من التعامل مع هذا الوضع بمفردها... نحن لا نتحدث فقط عن المشاركة في تحمل العبء لكن عن الحاجة الى شركاء من الاتحاد الاوروبي.. كل الشركاء لفتح حدودهم للذين قد يسعون للحصول على تأشيرات». واثر تدفق الوف الاجانب من لبنان في الشهر الماضي بالفعل على موارد الجزيرة في ذروة موسمها السياحي. ويقصد زينون بمواطني الدول اخرى المدنيين من خارج اوروبا والدول الغربية الثرية التي خصصت الموارد بسرعة لاجلاء الناس. ويعتقد ان هناك الوفا اخرين خصوصا من الدول الاسيوية الفقيرة لا يزالون في لبنان. وكانت قبرص التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة قد استضافت ايضا الوف اللاجئين اللبنانيين في اواخر السبعينات الذين فروا من الحرب الاهلية ووصل غالبيتهم بطريق البحر.

من جهة أخرى، ذكرت اللجنة الدولية لحقوق الطفل ان اسرائيل وحزب الله لا يهتمان بمصير الاطفال وغيرهم من الضحايا المدنيين في النزاع بين الحزب الشيعي اللبناني والدولة العبرية، وأعربت اللجنة عن قلقها البالغ وقالت في بيان انها «تشعر بالقلق البالغ لقتل الاطفال وغيرهم من المدنيين خلال النزاع الحالي في الشرق الاوسط»، وأضاف البيان ان «الطرفين يشنان الهجمات من دون اكتراث على ما يبدو بحقوق الاطفال وغيرهم من المدنيين في الحماية خلال النزاعات المسلحة». وأشارت اللجنة التي مقرها جنيف الى ان 192 دولة صادقت على الميثاق العالمي لحقوق الطفل. وقال البيان ان «هذا يشير الى التزام عالمي قوي باحترام وحماية حقوق الاطفال بما في ذلك حقهم في الحياة والبقاء والتطور وحقهم في الحماية من كافة اشكال العنف»، وأضاف ان الدول الموقعة للميثاق «تتعهد ايضا بموجب المادة 38 منه، حماية وضمان احترام قواعد القانون الدولي الانساني المتعلقة بالاطفال اثناء النزاعات المسلحة». وجرت الموافقة على الميثاق الذي بدأ تطبيقه في سبتمبر (ايلول) 1990 من قبل كافة دول العالم تقريبا باستثناء الصومال والولايات المتحدة. وقال البيان ان اللجنة تضم صوتها الى صوت الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والمفوضة العليا لحقوق الانسان لويز اربور في الدعوة الى وقف فوري للعداوات في لبنان. وقال البيان ان «اللجنة تدعو كذلك الامم المتحدة الى تسهيل ودعم التوصل الى حل دائم وغير عنيف للنزاع وتقديم الدعم اللازم للضحايا خاصة الاطفال لضمان شفائهم الجسدي والنفسي» من الاثار التي يخلفها عليهم النزاع المسلح.

وفي باريس، اعلن وزير الصحة الفرنسي كزافييه برتران العائد الى باريس بعد زيارة لبيروت استمرت يوما واحدا، امس لوكالة الصحافة الفرنسية ان فرنسا تنوي مساعدة لبنان على المدى البعيد في شكل يتجاوز المساعدة «العاجلة»، وقال برتران «الزيارة الميدانية اثبتت ان المساعدة ليست ضرورية على المدى القصير فحسب بل ايضا على المديين المتوسط والبعيد، وكان (اللبنانيون) في حاجة الى من يمنحهم ضمانات حول مدة المواكبة»، واضاف «سنواصل المساعدة حتى بعد توقف اعمال العنف، وحتى بعد عودة السكان النازحين لان ثمة عملا مهما للقيام به، لا بد من الاستمرار في مواكبة منطق اعادة البناء». وزار برتران اول من امس بيروت حيث قدم «مساعدة انسانية عاجلة» تضم 4.5 طن من المعدات والادوية، وقوم مع نظيره اللبناني محمد خليفة الحاجات الانسانية للبنانيين. واوضح الوزير الفرنسي بعيد عودته الى باريس انه «اعتبارا من اليوم وخلال الايام المقبلة سيخصص 1.75 مليون يورو للمنظمات غير الحكومية»، من اصل 15 مليون يورو خصصها الرئيس الفرنسي جاك شيراك لمساعدة لبنان، واكد ان الاولوية هي «لمواصلة ايصال هذه الادوية»، في حين انه «بالنسبة الى النازحين ثمة مسألة العناية الطبية وفي الوقت نفسه الوقاية لتفادي الاخطار الصحية».

وسيقوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر ياكوب كيلنبرغر في مطلع الاسبوع المقبل بزيارة الى لبنان حسب ما افادت ناطقة باسم المنظمة الدولية امس، وقالت انيك بوفييه لوكالة الصحافة الفرنسية ان كيلنبرغر سيلتقي المسؤولين اللبنانيين وسيسعى الى تقييم الوضع الانساني على الارض. وكان كيلنبرغر قد شدد مرة اخرى في مقابلة نشرتها صحيفة «لو تان» السويسرية امس على ضرورة احترام حياة المدنيين وضبط النفس في استعمال القوة في لبنان، واشار الى ان «عملية (الصليب الاحمر) في لبنان هي الاكبر حاليا في العالم بعد السودان».