السنيورة: طهران «تجاوزت الحدود» ويجب معالجة أسباب ظهور «حزب الله»

لأول مرة منذ التصعيد..جنتي يدعو الإيرانيين لتقديم مساعدات «مادية» للحزب

TT

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي «تجاوز الحدود» عندما عبر عن تحفظاته على خطة الحكومة اللبنانية الشاملة لحل النزاع القائم في لبنان. ودعا السنيورة من جهة ثانية الى نشر «قوة تابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لا تكون في إطار الفصل السابع» من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة، لكن شرط ان يكون لها الحق «في الدفاع عن نفسها».

وقال السنيورة في حديث نشرته صحيفة «لوريان لوجور» الناطقة بالفرنسية أمس «اعتقد ان متقي تجاوز الحدود وبعض الاطراف سارعت الى اعتماد موقفه»؛ في إشارة الى الاحزاب الموالية لسورية في لبنان والى «حزب الله» التي ابدت تحفظات على خطة البنود السبعة التي وضعها السنيورة بنفسه وأقرتها الحكومة اللبنانية بالاجماع الاسبوع الماضى. وتابع السنيورة «ان خطتنا تستند الى ما يريده اللبنانيون والى مطالب حزب الله»، مضيفا «وهذا ما يتيح لنا المطالبة بالعودة الى اتفاق الهدنة (...) وسيكون بإمكان الدولة اللبنانية توسيع سيادتها على كامل اراضيها، وبالطبع عندها لن يحق لأحد استخدام السلاح خارج سلطة الدولة». وأضاف رئيس الحكومة اللبنانية «يجب ان نكون واضحين، نحن لا نريد العودة الى الوضع القائم الذي كان قبل اندلاع المواجهات» في الثاني عشر من الشهر الماضي.

كما أكد السنيورة في حوار آخر مع صحيفة ايطالية ان «حزب الله» «لن يختفي ما لم تحل المشاكل التي أدت الى وجوده». وقال السنيورة لصحيفة «لا ريبوبليكا» ان «حزب الله سيحل عندما تختفي المشاكل التي أدت الى ظهوره». وأضاف «دعونا نواجه مسألة الارض اللبنانية التي يغتصبها آخرون»؛ في اشارة الى مزارع شبعا اللبنانية التي تحتلها اسرائيل. وتعهد «حزب الله» بإعادة مزارع شبعا التي يحتلها الاسرائيليون منذ حرب 1967. وردا على سؤال مباشر عن مزارع شبعا، قال السنيورة «منذ عقود طالبنا بالارض التي تعود لنا. ابدأوا بإعادتها وسترون ان التوتر سيخف». وأضاف ان «حزب الله لعب دورا مهما ودافع عن الحدود التي انتهكت باستمرار، وواجه غزو دولة ذات سيادة». وقال السنيورة إن «اسرائيل هي التي أدت الى ظهور حزب الله ليس بشكل مباشر. إسرائيل خلقت الظروف التي أدت الى ظهور حزب الله وعززته بمرور الوقت». وأوضح ان «لبنان محتل منذ عشرين عاما وحزب الله يستطيع تبرير وجوده في الجنوب». وشكك السنيورة في ان تكون اسرائيل شنت حربها على لبنان ردا على خطف «حزب الله» جنديين اسرائيليين في 12 يوليو (تموز) الماضي. وتساءل «هل تعتقدون حقا ان الحرب بدأت لهذا السبب؟». وأشار الى ان «لبنان تعرض للغزو سبع مرات في التاريخ الحديث، وتعرض لنحو ثلاثين غارة جوية على نطاق أصغر». وقال ان «مجزرة قانا هي الثانية خلال عشر سنوات»؛ في اشارة الى الغارة الجوية الاسرائيلية التي أدت الاحد الى مقتل 28 شخصا بينهم 16 طفلا.

ويأتى ذلك فيما تبنى مجلس الشيوخ الاميركي ليل الخميس/ الجمعة قرارا يطالب سورية وايران بوقف مساعداتهما لـ«حزب الله» الشيعي اللبناني، ودعا الى وقف القتال في لبنان. ووصف القرار الذي جرت الموافقة عليه بالتصويت، الأعمال القتالية بين «حزب الله» واسرائيل بأنها «تهديد لسلام وأمن الشعبين الاسرائيلي واللبناني». وفى طهران، دعا آية الله أحمد جنتي، احد ابرز رجال الدين الايرانيين، امس مواطنيه الى تقديم مساعدات مادية لـ«حزب الله» في ما يشير الى تعارض مع الموقف المعتاد لإيران التي لا تعترف إلا بتقديم «مساعدة معنوية» فقط للحزب. وقال جنتي في خطبة الجمعة التي نقلتها الاذاعة الرسمية «ان مساعدة حزب الله سياسيا وماليا واجب ديني». وأضاف رئيس مجلس صيانة الدستور أحدى اهم الهيئات السياسية في ايران «لو كنا هناك لكنا ساعدنا بأرواحنا. وفي حدود موقعنا، ينبغي علينا مساعدتهم ماديا». وأيد المصلون تصريحات جنتي بالهتافات وخصوصا «الموت لاميركا» و«الموت لاسرائيل». من جهة اخرى، طلب جنتي من وسائل الاعلام الايرانية دعم «حزب الله». وكان جنتي قد طلب منذ ايام من الدول الاسلامية تقديم السلاح لـ«حزب الله» لمحاربة اسرائيل. وقال «في الوقت الحالي، نتوقع من الدول الاسلامية (..) ان تقدم مساعدة عسكرية وطبية وغذائية لـ«حزب الله» والشعب اللبناني وان تنقل جرحاه الى الدول المجاورة لمعالجتهم». وتنفي ايران الادعاءات الاسرائيلية والغربية بأنها تمول وتسلح «حزب الله». ولا تعترف ايران باسرائيل. واعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس أن الحل الحقيقي للنزاع بين اسرائيل و«حزب الله» اللبناني يكمن في «القضاء على النظام الصهيوني».

وبسبب الغضب من الموقف البريطانى في التصعيد بالشرق الاوسط، حاول عشرات الايرانيين الغاضبين بسبب الهجوم الاسرائيلي على لبنان، اقتحام السفارة البريطانية أمس ورشقوا المبنى بالحجارة والألعاب النارية. وغالبا ما يصب المتظاهرون الايرانيون جام غضبهم على سفارة بريطانيا، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة، حيث لا توجد سفارة أميركية في ايران، وبسبب الماضي الاستعماري لبريطانيا في المنطقة. ومنع سياج أقامته الشرطة المتظاهرين الذين بلغ عددهم حوالي 100 غالبيتهم من الاسلاميين المحافظين، من دخول شارع جانبي ليتسلقوا السور الى داخل فناء السفارة.

وردد المتظاهرون الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة، هتافات تدعو الى طرد السفير البريطاني من ايران. ورفع المتظاهرون رايات «حزب الله» اللبناني الذي تدعمه ايران وصورا لحسن نصر الله الامين العام للحزب. وصعد رجل دين على لوحة اعلانات وبصق على اللوحة المعدنية الخاصة بالسفارة، بعد ان انتزعها المتظاهرون من على جدار السفارة. وهتف في المتظاهرين قائلا «أنجزنا عملنا هذا الاسبوع، لكننا في الاسبوع القادم سنخرج جثة هذا النفاية جيفري آدمز»، مشيرا الى السفير البريطاني.