مقتدى الصدر يحشد مئات الآلاف من أنصاره تأييدا لحزب الله

صدامات بين متظاهرين ورجال الأمن في عمان واللبنانيون تظاهروا في بروكسل

TT

فيما حشد الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر امس مئات الآلاف من مؤيديه في بغداد تأييدا لحزب الله اللبناني، انطلقت مظاهرات شبيهة في عدد من المدن العربية بعد صلاة الجمعة امس، للتنديد بالعدوان الاسرائيلي على لبنان، ووقعت صدامات بين رجال الأمن والمتظاهرين في عمان أدت الى اصابة 3 أردنيين. وحضر المتظاهرون في بغداد في حافلات من كل انحاء البلاد حاملين الاعلام العراقية واعلام حزب الله الصفراء رغم عدم الاستقرار الأمني، وتجمعوا في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في شمال شرقي العاصمة. وسار الحشد قرابة ساعة بعد صلاة الجمعة، قبل ان يتفرق بهدوء. وهتف المتظاهرون الذين ارتدى كثيرون منهم اكفانا بيضاء لاظهار تصميمهم على الاستشهاد «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل»، وحملوا صورا كبيرة للامين العام لحزب الله حسن نصر الله ومقتدى الصدر. وقال ناشطون شبان «نحن جنود ينادينا نصر الله وسنحرق حيفا». وقبيل انطلاق المظاهرة احرق ناشطون اعلاما اسرائيلية واميركية وبريطانية. والقى حازم العريجي من حركة الصدر خطبة دان فيها اسرائيل واعلن تضامنه مع حزب الله الذي شبهه بجيش المهدي، الميليشيا الموالية للصدر. وانتقد العريجي «الصمت العربي» ازاء قيام اسرائيل بتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين في لبنان.

وقال ان هذه «المظاهرة المليونية» هي لدعم المقاومة في لبنان، مضيفا ان اسرائيل لم تتمكن بعد 22 يوما من غزو لبنان وحزب الله «ارعب الاسرائيليين لأنه لا يخشى الموت». وأعرب عن غضبه على العديد من الدول العربية بسبب عدم تحركها لوقف الازمة في لبنان، مؤكدا ان حزب الله وجيش المهدي سينتصران. وقام عناصر من ميليشيا الصدر يرتدون زيا اسود بتفتيش المتظاهرين خشية وقوع اعتداء فيما ظلت الشرطة والجيش العراقيان على الحياد. وجرح ثلاثة أردنيين على الاقل جراح أحدهم بليغة، اثناء مصادمات مع رجال الأمن بعد ان تجمهر اكثر من 400 شخص من الجنسين امام مسجد الكالوتي في منطقة الرابية بعمان بعد صلاة ظهر امس. وندد المصلون بالعدوان الاسرائيلي على لبنان وفلسطين، معتبرين ان أية اتفاقية سلام مع اسرائيل بما فيها اتفاقية وادي عربة لا تعني شيئا، لأن اسرائيل ستبقى عدوا لنا، متسائلين: أين الجيوش العربية، داعين الى المشاركة بالتجمهر والمسيرة التي ستنطلق من المسجد المذكور بعد صلاة يوم الجمعة المقبل.

ورفع المعتصمون صور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس العراقي السابق صدام حسين والعلم الاردني وعلم حزب الله. وطالبوا بتحرير منطقة الرابية من السفارة الاسرائيلية وسفيرها، مطلقين عبارات نابية.

وقال احد المشاركين ان السلطات الاردنية لم تسمح لهم بالتجمهر والخروج بمسيرة من امام المسجد الى السفارة الاسرائيلية التي تبعد نحو كيلومتر، الا انه سمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم وموقفهم ازاء ما يجري من عدوان غاشم على لبنان وفلسطين، وذلك من خلال التجمهر امام مسجد الكالوتي.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، ان قوات الأمن حاولت اعتقال ثلاثة اشخاص من المعتصمين الذين دعوا للتجمهر والمسيرة امام المسجد، الا ان جموع المصلين وقفوا سدا بشريا لمنع القوات الأمنية من اعتقالهم، الامر الذي أدى الى الاشتباك مع قوات الأمن العام، وأدى الى اصابة عدد من المشاركين، مما دفع البعض الآخر الى رشق قوات الأمن العام بالحجارة التي قامت بتفريقهم.

وفي بروكسل تجمع العشرات من المواطنين اللبنانيين امام مقر السفارة الاسرائيلية للاحتجاج على ما تتعرض له لبنان من اعتداءات من جانب القوات الاسرائيلية طالت المدنيين الابرياء والبنى التحتية لبلدهم.

وقد اصر ابناء الجالية اللبنانية على الوقوف امام السفارة الاسرائيلية مساء اول من امس ورفضوا تأجيل الوقفة الاحتجاجية نتيجة للاحوال الجوية السيئة التي تشهدها بلجيكا حاليا والتي تمثلت في سقوط امطار غزيرة خلال اليومين الماضيين.

وطالب المشاركون في المظاهرة باللجوء الى الحوار لايجاد تسوية للازمة بدلا من الوسائل العسكرية. كما تجمع امس واول من امس اعداد من المتظاهرين في احد اكبر ميادين بروكسل وهو ميدان البورصة وهم يرفعون العلم اللبناني منددين باستمرار العمليات العسكرية والاعتداءات الاسرائيلية ضد المدن والمواطنين اللبنانيين.

ومن المنتظر ان تشهد شوارع بروكسل غدا الاحد مظاهرة حاشدة من امام محطة قطار شمال العاصمة البلجيكية على غرار المظاهرة الحاشدة التي عرفتها بروكسل الاحد الماضي.