اللبنانيون يتعاركون على الوقود.. ومخاوف من انقطاعه خلال 10 أيام

بسبب مماطلة إسرائيل في دخول باخرة بنزين ومازوت إلى مرفأ بيروت

TT

يعيش اللبنانيون هاجس ازمة الوقود كل يوم، سواء في البيوت او المستشفيات او المراكز الحيوية الاخرى، فبسبب استمرار القصف وصعوبة نقل الوقود الى داخل لبنان، قررت الامم المتحدة تأجيل ارسال سفن محملة بالوقود لمساعدة السكان المحاصرين في المدن والقرى اللبنانية المختلفة. وبسبب تفاقم الازمة، اضطر الالاف الى البقاء في منازلهم بسبب عدم وجود وقود لسياراتهم للتوجه الى اعمالهم. وبعد القصف المتواصل والنزوح المتزايد بات على اللبنانيين ان يعانوا من هم نقص البنزين الذي يترجم بطوابير طويلة امام محطات البنزين وبعراك بين السائقين المتوترين ما يستدعي تدخل الشرطة في اكثر الاحيان.

واذا كان الجميع يستبعدون انقطاعا فوريا للبنزين فإن اصحاب محطات البنزين واصحاب الخزانات التي توزع هذه المادة الحيوية لا يخفون خشيتهم من انقطاع البنزين خلال عشرة ايام.

وقال عماد الطبش الذي يدير محطة بنزين في وسط بيروت «في حال لم نتسلم كميات اضافية من البنزين خلال عشرة ايام فسأقفل محطتي. حتى الان افتح لمدة ساعتين فقط يوميا». وتتدفق السيارات بالمئات على محطات البنزين فيحصل ازدحام وعراك عندما لا يتم الالتزام بالطابور فتتدخل الشرطة للفصل بين المتعاركين. وقال عماد وهو يشير باصبعه الى الطابور الطويل امام محطته «انا مضطر يوميا للاتصال بمخفر الشرطة لمساعدتي على فرض النظام وتهدئة السائقين المتوترين. يمكنكم ان تتصوروا كيف تكون اعصاب الناس في هذا الظرف ومادة البنزين حيوية للجميع». وكانت شائعات سرت في بيروت حول احتمال التوقف تماما عن التزود بالبنزين. واعلن مسؤولون في الامم المتحدة ان الكمية المتوافرة قد لا تكفي اكثر من يوم او يومين الامر الذي نفاه المسؤولون في وزارة الطاقة بشكل قاطع. وقال علي برو المستشار لدى وزارة الطاقة ان «المعلومات التي قدمتها الامم المتحدة مغلوطة تماما». واضاف ان «الكمية الموجودة من البنزين كافية». ولا تزال اسرائيل تماطل في السماح بدخول باخرة بنزين ومازوت الى مرفأ بيروت رغم موافقتها على دخولها مع العلم ان هاتين المادتين اساسيتان لتشغيل محطات توليد الكهرباء. كما انها لم توافق بعد على ادخال باخرة تنقل البنزين. وقال رئيس نقابة مستوردي النفط بهيج ابو حمزة «لا يوجد اتفاق بعد يتيح لنا ايصال البنزين»، منددا بالشروط التي تضعها اسرائيل. ويقول سامي براكس رئيس اتحاد اصحاب محطات البنزين ان الاحتياطي المتوافر من البنزين لا يكفي الا لمدة خمسة او ستة ايام. الا انه اعرب عن ثقته بأن سورية ستزود لبنان بحاجته من البنزين.

وحسب الوكالة الدولية للطاقة فان لبنان يستورد حاليا نحو خمسة ملايين ونصف المليون طن. وخفت حركة المرور في بيروت بسبب النقص في البنزين وبسبب الخوف من تدهور الوضع الامني. وقالت سارة الموظفة في المصرف المركزي في بيروت ان «حالة ذعر تنتاب اللبنانيين بسبب الحرب. وهم يتهافتون بالمئات على محطات البنزين ما يؤدي الى تمضية نصف النهار في الطابور لشراء عشرة ليترات من البنزين». جمال الذي يدير محطة بنزين موبيل في وسط المدينة قال ان مخزونه يكفيه عشرة ايام لان اللبنانيين يستخدمون سياراتهم اقل من السابق بسبب الوضع الامني المتردي. وتابع «الكثيرون يطلبون بأن اضع لهم جانبا مائة ليتر. هذا غير منطقي ونحن نقدم حاليا عشرة ليترات لكل سيارة ونفتح صباحا حتى الساعة 00،13 ثلاثة ايام اسبوعيا فقط». وختم قائلا «نحن لا نجني اليوم ارباحا في عملنا وما نقوم بها هو من اجل بلادنا ومستقبلها».

وكان مسؤول في الامم المتحدة قد أكد انه تقرر بقاء ناقلتين تحملان وقودا تشتد الحاجة اليه الى بيروت وطرابلس ليوم اخر قبالة سواحل قبرص بينما تجري مطالبة اسرائيل بتوفير المزيد من الضمانات الامنية. وكانت الامم المتحدة أعلنت يوم الثلاثاء أن اسرائيل أعطت الضوء الاخضر لمرور الناقلتين اللتين تحملان معا ما يقرب من 90 ألف طن من زيت الوقود والديزل من خلال الحصار العسكري الذي تفرضه على الساحل اللبناني. لكن متحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي قالت ان رباني السفينتين غير راضيين عن الموافقة الاسرائيلية المكتوبة على مرور السفينتين وطالبا بضمانات أمنية محددة. وقالت كريستيان بيرثيوم المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في جنيف «الناقلتان لا تزالان في قبرص. انهما غير راضيتين عن الموافقة». واستأجرت الحكومة اللبنانية المحاصرة الناقلتين اللتين ستنقلان الوقود الذي تشتد الحاجة اليه لشبكة الكهرباء في لبنان وكذلك للمساعدة في ضمان استمرار تحرك الشاحنات التي تحمل امدادات انسانية عاجلة. وتقول وكالات الامم المتحدة ان محطات الوقود ومواقع ضخ المياه ومحطات الطاقة الكهربائية في لبنان بدأ مخزونها ينفد وأن ذلك قد يؤدي الى انقطاع الكهرباء عن البلاد في غضون أيام. وتحمل احدى الناقلتين 50 ألف طن من زيت الوقود والاخرى تحمل 37 ألف طن من الديزل.