أولمرت ينتقد أوروبا.. ولا يستبعد تصفية حسن نصر الله

وزير إسرائيلي يعلن معارضته شن حملة تصل إلى الليطاني

TT

انتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اوروبا، معتبرا انها لا تملك حق اعطاء دروس فيما يتعلق بالهجوم على لبنان، واكد انه لا يستبعد ان يسعى الجيش الاسرائيلي لتصفية الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله. ويأتي ذلك فيما تزايدت الانقسامات داخل اسرائيل حول العملية العسكرية في لبنان، اذ قال وزير الثقافة والرياضة الاسرائيلي العمالي عوفير بينيس انه يعارض توسيع نطاق الحملة الاسرائيلية وصولا الى نهر الليطاني.

وذكر اولمرت في حوار مع صحيفة «فيلت ام تسونتاغ» ينشر اليوم ان «قواعد السلوك الطبيعية» الواجبة في نزاع مع عدو لا تنطبق على النزاع مع حزب الله. وقال ان «نصر الله ليس قائد دولة معترفا به. انه على رأس منظمة ارهابية». وتابع ان على نصر الله ألا يتوقع ان يعامل كزعيم مشروع، مؤكدا في المقابل انه «لا يخوض حربا شخصية ضد اي كان تحديدا». وكشفت الصحيفة ان استطلاعا للرأي اجري اخيرا في اسرائيل اشار الى ان 80 في المائة من الاسرائيليين يتمنون ان يصفي الجيش الاسرائيلي حسن نصر الله. وردا على الانتقادات التي وجهت في اوروبا الى الهجوم الاسرائيلي على لبنان، واعتبر بعضها غير متناسب، رأى اولمرت انها تعبر عن «افكار مسبقة» و«ادراك خاطئ» للواقع. وتساءل «من اين لهم الحق في توجيه اللوم الى اسرائيل؟»، مستشهدا بالضربات الجوية التي شنتها منظمة حلف شمال الاطلسي خلال حرب كوسوفو في 1999. وقال اولمرت ان «الدول الاوروبية (..) قتلت عشرة آلاف مدني ولم يكن من هذه الدول تعرض قبل ذلك لأي صاروخ».

من ناحيته، اعلن الوزير بينيس امس معارضته توسيع نطاق الحملة الاسرائيلية وصولا الى نهر الليطاني. وقال في حديث للإذاعة العامة الاسرائيلية ان «الحكومة لم تتخذ قرارا بشن حملة مشابهة، وانا اعترض عليها لانها تتطلب مشاركة قوات برية ضخمة في المعركة وهو ما ارفضه لان الامر سيكون له انعكاسات استراتيجية من الافضل تجنبها».

واضاف «من جهة ثانية، لا بد من ابعاد خطر صواريخ حزب الله الى ما بعد الليطاني، بيد انني اكرر معارضتي شن حملة وصولا الى النهر». وذكر الجيش الاسرائيلي، الخميس، انه تلقى امرا من وزير الدفاع عمير بيريتس بالاستعداد لامكانية شن حملة للسيطرة على قطاع في لبنان الجنوبي يصل الى الليطاني، في مساحة يتراوح بعدها عن الحدود مع الدولة العبرية من خمسة الى ثلاثين كيلومترا حسب الاماكن. لكن يعود للحكومة الاسرائيلية اتخاذ قرار بذلك. وتوغلت سبعة ألوية من الجيش الاسرائيلي تضم حوالي عشرة آلاف رجل في لبنان الجنوبي. وقال الوزير الاسرائيلي «بموازاة العمليات العسكرية هناك جهود سياسية جارية، ونأمل التمكن من فرض واقع جديد في لبنان (...) كل السيناريوهات محتملة».

واضاف «نسيطر على منطقة يتراوح عمقها بين اربعة الى ثمانية كيلومترات في لبنان الجنوبي. نستطيع ان نعهد بها الى قوة دولية ويمكن ايضا ان نعلنها منطقة تحت مرمى النيران»، حيث سيتعرض كل شخص مشبوه الى اطلاق نار. ومن الممكن ايضا ان نبقي قوتنا منتشرة على خط المواقع المحصنة لحزب الله»، على طول الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية. واخيرا، اعرب عن أمله في أن «يعلن وقفا لاطلاق النار الاسبوع القادم مع نتائج سياسية لصالح اسرائيل».

وفى واشنطن، قال دانييل ايالون سفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة اول من امس ان اسرائيل لن توافق على وقف اطلاق النار الا اذا أطلق حزب الله سراح الجنديين الاسرائيليين اللذين أثار أسرهما الحرب الدائرة منذ 24 يوما. وقال ايالون لرويترز ان هدف اسرائيل «المباشر هو الافراج دون شروط عن الرهينتين الجنديين المختطفين، وهو ما سيمثل نهاية العمليات الحربية». واضاف انه لكي تقبل اسرائيل قرارا نهائيا تصدره الامم المتحدة بشأن وقف اطلاق النار لا بد ان يتضمن اطلاق سراح الجنديين اللذين يمكن ان يسلمهما حزب الله الى الحكومة اللبنانية لاطلاق سراحهما. وما زالت الولايات المتحدة وفرنسا تصيغان تفصيلات قرارات للامم المتحدة تهدف الى وقف القتال ونشر قوة دولية جنوب لبنان. وتشير المسودة الفرنسية التي تدور حولها المفاوضات بين باريس وواشنطن لوقف القتال الى اهمية اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين. وقال ايالون ان اسرائيل حثت على تنفيذ قرار الامم المتحدة 1559 الذي يتضمن نزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان. وقال انه بالاضافة الى ذلك، فمن الضروري ان تكون هناك ضمانات في القرار لمنع سورية وايران الداعمين الرئيسيين لحزب الله من ارسال اسلحة الى الحزب الذي يقاتل اسرائيل في جنوب لبنان.

وحول القرارين اللذين تنظر فيهما الامم المتحدة بشأن الوضع في لبنان، قال ايالون «سواء كان قرارا ام قرارين، فانها مسألة فنية. الاهم هو التأكد من امكان تنفيذهما». وأكثر ما تخشاه اسرائيل حدوث فراغ أمني في جنوب لبنان بعد اعلان هدنة وقبل ان تتمكن قوة دولية من الوصول الى هناك. وقال ايالون «كلما تسنى ارسال هذه القوات في وقت مبكر، استطعنا الرحيل مبكرا شريطة اطلاق سراح الجنديين المخطوفين وتوقف ايران وسورية عن إرسال شحناتهما الى حزب الله».

واضاف ان اسرائيل تريد ان ترى قوة قوية بقدر الإمكان وقوة لا يخيفها حزب الله ولديها امكانات في مجال المخابرات. وقال «لا نريد ان نكون اهدافا سهلة لحزب الله». وأجلت الامم المتحدة عدة اجتماعات في محاولة للحصول على مساهمات لقوة دولية للبنان. وقال ايالون انه حتى الآن عرضت المانيا وايطاليا واسبانيا وتركيا وبولندا وفرنسا إرسال قوات. وعرضت الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم دعم لوجستي.