القنطار .. بعث بآلاف الرسائل لأهله وسمح له بإجراء مكالمتين هاتفيتين طوال الـ27 عاما

قصته تجسد مشكلة الأسرى اللبنانيين

TT

وسط الفوضى والحزن الناجمين عن الحرب المندلعة منذ ثلاثة اسابيع في لبنان ما يزال بسام القنطار يحمل املا. فبعد سنوات من محاولة اخراج شقيقه سمير القنطار من سجن اسرائيلي ربما يكون قد آن الأوان في الوقت الحالي كما يقول.

وكان سمير القنطار ، 44 عاما، قد حكم عليه بالسجن لمدة 500 عام بعد أن قاد، وهو في السادسة عشرة من عمره، غارة شارك فيها اربعة رجال فلسطينيين، على مدينة نهاريا في شمال اسرائيل ادت الى مصرع رجلي شرطة ومدني وابنته البالغة اربعة اعوام. وقال شهود ان القنطار حطم جمجمتها بأخمص بندقيته. وكان بسام في السنة الأولى من عمره عام 1979 عندما حصلت العملية. ولكن منذ سنوات مراهقته بدأ حملة لا تكل من أجل اطلاق سراح سمير، متصلا بمسؤولين حكوميين وجماعات لحقوق الانسان ومحامين، وكل من يمكنه الاصغاء.

وقد وضع حزب الله، الآن، سمير القنطار في قمة قائمة من السجناء الذين يطالب باطلاق سراحهم مقابل اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين اللذين اعتقلهما يوم 12 يوليو (تموز) الماضي في غارة عبر الحدود اثارت النزاع الحالي. ووفقا لتقارير من القدس فان مثل هذا التبادل قد يكون جزءا من اتفاق لانهاء الأزمة يجري السعي الى التوصل اليه في الأمم المتحدة.

وقال الشقيق البالغ 29 عاما، الذي يعمل محررا لشؤون البيئة في صحيفة (الأخبار) اللبنانية الوشيكة الصدور، قال «أعتقد انه آن الأوان اخيرا لعودة سمير الى البيت. ومن المؤكد ان هذا سيحدث».

طالب الفلسطينيون بإطلاق سراحه لأن المداهمة نفذتها جبهة تحرير فلسطين، بقيادة محمد عباس، وهو جزء من منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يقودها في السابق الزعيم الراحل ياسر عرفات. وكان «حزب الله» قد طالب خمس مرات بإطلاق سراحه لأنه مواطن لبناني ينتمي الى طائفة الدروز ويتحدر من قرية عبيه في منطقة جبل لبنان. كما طالب بإطلاق سراحه اتباع ابو العباس الذين اختطفوا السفينة الايطالية «اكيلي لاورو» وقتلوا راكبا اميركيا كان على متنها في اكتوبر (تشرين الأول) لأنه كان عضوا في مجموعتهم. إلا ان سمير القنطار ظل في السجن رغم حدوث عمليات تبادل سجناء عدة مرات. ويقول بسام القنطار ان السبب في ذلك ان الاسرائيليين ينظرون الى ما فعله كونه قمة الكراهية. ووافقت اسرائيل في السابق على إطلاق سراح القنطار شريطة ان يقدم «حزب الله» دليلا على مصير الطيار الاسرائيلي المفقود رون آراد، إلا ان اسرائيل لم تحصل على أي معلومات عن آراد وبقي بذلك القنطار في السجن. وقد كتب القنطار آلاف الرسائل الى اهله. وسمح له بإجراء مكالمة هاتفية لمدة خمس دقائق في عام 2003 ومرة ثانية في العام الماضي. ولكن الاسرة ، بسام وأمه البالغة من العمر 86 سنة وشقيقه وثلاث شقيقات ـ ليس لديهم الا القليل ليتذكروه به. فقد شن هجمات ضد اسرائيل عندما غزوا جنوب لبنان في عام 1978. ولكنه عندما شارك في الغارة الثانية في العام التالي، كان لا يزال شابا لم ينه دراسته الثانوية بعد.

وتعلم منذ ذلك الوقت، في السجون الاسرائيلية، الانجليزية والعبرية وحصل على ليسانس في العلوم الاجتماعية من الجامعة الاسرائيلية المفتوحة في تل ابيب. وكان عنوان رسالته «تناقض الديمقراطية والأمن في اسرائيل». وقال بسام ان سمير، طوال سنوات سجنه، لم يعبر عن ندمه. وربما يكون ذلك سببا وراء رفض السلطات الاسرائيلية السماح بالافراج عنه، كما اشار بسام، وبالرغم من انه تم الافراج عن واحد من رفاقه في الغارة وهو احمد الابرص، في عام 1985 في عملية تبادل مثل التي يطالب بها حزب الله.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»