الجيش ومقاتلو حزب الله يفشلون محاولة إنزال في «صور».. وغارات على ضاحية بيروت

اليوم الـ25 لحرب إسرائيل على لبنان: معارك كر وفر في المنطقة الحدودية

TT

خمسة وعشرون يوماً من الحرب الاسرائيلية على لبنان انقضت والقتال بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة يستمر بين كر وفر في المناطق الحدودية، في قطاعي مرجعيون وبنت جبيل، فيما عاودت الطائرات الاسرائيلية غاراتها على ضاحية بيروت الجنوبية موقعة المزيد من الضحايا بين السكان المدنيين. وقامت قوات كوماندوز اسرائيلية بمحاولة انزال على شاطئ صور فتصدى لها جنود الجيش اللبناني ومقاتلو «حزب الله» وافشلوها.

وفي حين واصلت «المقاومة الاسلامية» (الذراع العسكرية لحزب الله) قصف مستوطنات شمال اسرائيل بدفعات من الصواريخ، استمرت القوات الاسرائيلية في التمهيد لمزيد من المجازر في صفوف المدنيين حيث ألقت طائراتها مناشير فوق بلدات محافظة النبطية طالبة الى السكان النزوح و«التوجه شمالاً حفاظاً على سلامتهم». وقد تجددت بعد ظهر امس الاشتباكات الضارية بين المقاومة وقوات اسرائيلية حاولت التقدم على محور كفركلا ـ العديسة في قطاع مرجعيون ومحور عيتا الشعب في قطاع بنت جبيل.

وافادت مصادر أمنية ان اربعة أشخاص قتلوا وجرح تسعة، على الاقل، فجر امس نتيجة ست غارات نفذتها الطائرات الاسرائيلية بدءاً من الرابعة فجراً واستهدفت منطقة الرويس، اوتوستراد السيد هادي نصر الله، حي ماضي وبئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتسببت الغارات باحتراق محطة وقود وتدمير مبنى مدرسة راهبات العازارية في حي ماضي ومبنى آخر مقابل. وفي حي معوض المجاور دمر مبنى من تسع طبقات. وفي بئر العبد استهدفت غارة مبنى مطعم الزغلول المؤلف من 11 طبقة. وفي الرويس، دمر مبنى تعاونية رمال ومبنى آخر في شارع عبد النور.

وفي الجنوب، حاولت مروحيات اسرائيلية انزال قوة مظليين شمال مدينة صور عند مفترق العباسية تحت غطاء ناري نفذته المروحيات والبوارج الحربية حول المكان امتداداً من شاطئ البرغلية الى البرج الشمالي. واشارت مصادر أمنية الى ان جنود الجيش اللبناني الموجودين في مكان قريب تصدوا، الى جانب المقاومة، للمحاولة الاسرائيلية ودار اشتباك استمر نحو ساعة. واسفرت المعركة عن مقتل المواطنين محمد فاخوري، احمد مهنا، ناصر عبد النبي وحسن بغدادي.

واعلن الجيش اللبناني ان دورية تابعة له «اشتبكت فجر امس في منطقة صور مع عناصر اسرائيلية معادية متسللة في قطاع مسؤوليتها، وتبادلت معها اطلاق نار نتج عنه استشهاد احد العسكريين واصابة آخر بجروح. كما استهدف الطيران المعادي ناقلة جند مدرعة ما ادى الى احتراقها».

واصدرت «المقاومة الاسلامية» بياناً جاء فيه: «حوالي الساعة 3.30 من فجر هذا اليوم (امس) حاولت قوة من كوماندوس البحرية الصهيونية (الشبيطت 13) التسلل الى بساتين بلدة شبريحا شمال صور، فتصدى لها مجاهدو المقاومة الاسلامية وقوة من الجيش اللبناني في المنطقة، وخاضوا معها مواجهات عنيفة، موقعين قتيلاً وعددا كبيراً من الجرحى في عديد القوة المتسللة، وقد تدخلت اثر المواجهات طائرات العدو الحربية والمروحية بكثافة وشنت العديد من الغارات على المنطقة وعملت المروحيات على اخلاء الاصابات وتغطية تقهقر الشبيطت 13 العاثرة الحظ. ويذكر ان قوة الكوماندوس المذكورة هي نفسها التي وقعت في مكمن انصارية الشهير عام 1997».

وكانت مدينة صور عاشت ليلاً عنيفاً حيث حلقت الطائرات المروحية واطلقت نيران رشاشاتها على محيط المدينة. كما اطلقت البوارج القنابل المضيئة. وأغار الطيران الحربي على منطقة البص فأصاب عدداً من المنازل واغار على مدخل صور الشرقي فأصاب ملالة تابعة للجيش اللبناني. وصباحاً اغار على منطقة المعلية، برج الشمالي، البص، عيتيت ومفرق بلدة العباسية. كما اغار الطيران الاسرائيلي على محيط مدينة الاحلام ـ مفرق بلدة الشواكير طريق عام طير دبا ـ صور. ومشطت المروحيات المنطقة الواقعة في محيط بلدات برج رحال، بدياس والحلوسية التي تعرضت لقصف متقطع من البوارج الاسرائيلية. وقصفت طائرة استطلاع من دون طيار من نوع (M.K) دراجة نارية في منطقة دوار البص فقتل شخصان لم تعرف هويتاهما بسبب احتراقهما كلياً.

وواصلت المدفعية الاسرائيلية طوال بعد ظهر امس قصف مناطق العيشية، الريحان، المحمودية، والدمشقية بين مرجعيون والنبطية. كما استهدف القصف مجرى نهر الليطاني واطراف يحمر وزوطر. وفي المنطقة الحدوية، أغار الطيران الاسرائيلي على بلدة دبين مستهدفاً منزل عمار حمود فدمره كلياً. وتزامن ذلك مع قصف مدفعي طاول اطراف دبين والحارة الشمالية لمرجعيون وسهل الخيام وتلة الحمامص واطراف محيبيب. كما تعرضت بلدة عيترون الحدودية لقصف تدميري اذ تساقطت على البلدة منذ منتصف الليلة الماضية وحتى صباح امس نحو الف قذيفة طاولت معظم احياء البلدة.

وفي منطقة النبطية، استهدفت الطائرات الاسرائيلية، بعد ظهر امس، طريقاً جبلية بين بلدتي جبشيت وعدشيت. وكان الطيران اغار على طريق بريقع ـ النبطية ظهر امس. ونتج عن غارة على زوطر اصابة سيارة «بيك اب» وجرح خمسة مواطنين.

وفي المنطقة الحدودية، كثفت القوات الاسرائيلية القصف المدفعي على بلدة كفركلا التي شهدت مواجهة شرسة بين المقاومة وقوات اسرائيلية حاولت التقدم عبر البلدة نحو تلة العويضة. كما تعرضت بلدات مركبا، طلوسة، بين حيان، محيبيب لقصف عنيف. وأفيد عن جرح عشرة اشخاص في منزل اصابه القصف في كفركلا. كما افيد عن وجود ثلاث جثث في وادي الحجير لأشخاص قتلوا نتيجة غارة اسرائيلية منذ اربعة ايام. وفي جبل تومات نيحا المطل على البقاع الغربي استهدف الطيران الاسرائيلي بعد ظهر امس هوائياً للارسال الاذاعي.

وفي البقاع الشمالي سجل امس تحليق طائرات استطلاع من طراز »M.K». وكانت الغارات استهدفت فجر امس الطرق التي تربط البقاع الشمالي بمنطقة الهرمل. كما استهدفت عبارة على طريق تربط بعلبك بمدينة حمص السورية. وفي البقاع الغربي استهدف الطيران الاسرائيلي طريق سحمر ـ القرعون وطريق عيتا الفخار ـ الكنيسة ـ ينطا. واستهدفت طائرة «M.K» صهريجاً ينقل المازوت للافران في منطقة الحلانية ما ادى الى تدميره واحتراقه.

صواريخ المقاومة من جهتها، اطلقت «المقاومة الاسلامية» امس دفعات من الصواريخ على شمال اسرائيل. وأصدرت سلسلة بيانات جاء في احدها: «رداً على الاعتداءات التي طاولت مختلف المناطق اللبنانية، وارتكاب العدو المجازر الوحشية في حق المدنيين العزل، دكت المقاومة الاسلامية عند الساعة الثامنة والدقيقة العشرين من صباح هذا اليوم (امس) مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع رعد ـ 2». وجاء في بيان آخر: «رداً على الاعتداءات الاسرائيلية دكت المقاومة الاسلامية عند الساعة 11.30 مدينة عكا بعشرات الصواريخ». وقالت في بيان ثالث: «عبثاً يحاول العدو الصهيوني التقدم في اتجاه بلدة عيتا الشعب الحدودية. وآخر محاولاته كانت عند الساعة 22.45 من مساء الجمعة حيث حاولت دبابة صهيونية التقدم من الجهة الشرقية للبلدة فعاجلها المجاهدون بصاروخ مضاد للمدرعات ادى الى تدميرها».

وبعد ظهر امس، تجددت الاشتباكات على محور عيتا الشعب ـ رامية ـ القوزح. وافادت تقارير ميدانية ان المقاومين اشتبكوا مع جنود الاحتلال بالاسلحة الفردية والقذائف الصاروخية المضادة للدروع.